كيف تعاملت ايران مع الازمة!
اضحوي الصعيب*
الفرق بين المنهجين الاسرائيلي والايراني في هذه المرحلة من الصراع ان اسرائيل تسعى جاهدة لجر اطراف اخرى الى الحرب وخصوصاً الولايات المتحدة ودول الخليج. فورطتها في غزة تتطلب تغيير طبيعة الصراع. والسبيل الى ذلك من خلال تطورات سريعة توسّع الصراع على غير هدى. لكن الذي يقابلها في المعادلة، وهو ايران، لا يريد الدخول في منزلقات غير محسوبة. فهو يعرف جيداً ما لديه وما لدى اعدائه من قدرات ويحاول الاستفادة القصوى من اوراقه والحد من اوراق الخصم قدر المستطاع.
مدة الاسبوعين الفاصلة بين الهجوم الاسرائيلي على السفارة في دمشق والرد الايراني وظفها الايرانيون في ثلاث اتجاهات. الاول، الجانب الفني. فحين يتقرر توجيه ضربة عسكرية يصبح للفنيين كلمة حاسمة، وهؤلاء يحتاجون استحضارات قد تتغير كل لحظة. ويحتاجون انتظار بعض المتغيرات لتحقيق اهداف معينة.
الثاني، استنفاد جميع الوسائل السياسية والدبلوماسية ولو من باب الدعاية. هكذا عرضت القضية على مجلس الامن، فحالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دون اصدار بيان يدين الغارة الاسرائيلية على السفارة. واستغلت ايران ذلك بالقول انها ستتغاضى عن الرد لو قام المجلس بمسؤولياته. كما قدمت شكوى امام المحاكم الدولية. والقصد احراج الاطراف الاخرى في قضية استهداف سفارة يحميها القانون الدولي دون لبس. وزاد الايرانيون على ذلك انهم سيتنازلون عن حقهم في الرد اذا توقف العدوان على غزة.
الثالث، محاولة استحصال اكبر قدر من الضمانات بعدم استفادة اسرائيل من الدول الاخرى في المنطقة، وطبعاً تحصل في مثل هذه الاحوال اتصالات سرية كثيرة. وحققت ايران من ذلك ان الولايات المتحدة لا تهاجم ايران ما لم تهاجَم قواتها مباشرةً. وأعلنت ثلاث دول رسمياً (تركيا وقطر والكويت) انها لا تسمح باستخدام اجوائها ضد ايران. وحتى الدول التي لم تعلن موقفاً مشابهاً لا بد انها تضغط لابعاد نفسها عن دائرة الردود المتبادلة.
الان نحن امام واقع جديد فيه من البديهيات ان ايران سترد بالمباشر على كل اعتداء مباشر. وما زالت السفينة محتجزة وقد تلتحق بها سفن اخرى.
( اضحوي _ 1701 )
2024-04-16