سوريا تستعيد عافيتها!
رنا علوان
كتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة على تويتر قبيل مغادرته طهران بالأمس [ أن أهمية الزيارة تدل على “انتصار الإرادة السياسية للمقاومة ، علاوة على أبعادها السياسية والاقتصادية والأمنية”]
وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق في زيارة رسمية لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ، في أول زيارة لرئيس إيراني منذ عام 2011
وقد أتت هذه الزيارة في وقت تُعيد فيه إيران والسعودية بناء العلاقات بينهما بعد سنوات من الخصام ، وتستمر هذه الزيارة يومين يرافق الوفد الايراني فيها وفد وزاري سياسي واقتصادي رفيع
يرى مراقبون ، في عوامل هذه الزيارة ، وفي هذا التوقيت تحديدًا ، تعزيزًا للتعاون ، فضلاً عن تكريس النفوذ الإيراني بمحاذاة فلسطين المحتلة ، بعد أن سئمت أيران تهديد العدو الإسرائيلي لها
كما ان في هذه الزيارة استئنافًا للعلاقات الدبلوماسية ، من أجل إعادة سوريا إلى الحضن العربي ، وكمباركة للتصالحات الأخيرة في المنطقة
وفي السياق عينه ، اعتبر البعض بأن هذه الزيارة هي بمثابة تتويج للسياسة التي راهنت طهران عليها من خلال الوقوف إلى جانب الحكومة السورية ، مستدركًة أنه من حقها “أن تقطف ثمرة محاربة الإرهاب” على أرض الأخيرة وإعادة الإعمار فيها
ناهيك عن ان كل من سوريا وايران تخضعان لعقوبات دولية قاسية ، الأولى بسبب مواجهتها الاحتجاجات ضد السلطة في بداية النزاع ، والثانية بسبب برنامجها النووي ، وهذا ما يجعل كل التعاملات المالية والتحويلات المصرفية أمرًا شبه مستحيل بالنسبة إلى حكومة كل من الجانبين
فإضافة إلى الاتفاق السعودي-الإيراني ، تأتي هذه الزيارة على وقع وساطة روسية لإصلاح العلاقات بين الجانبين السوري والتركي ، حيث دعم الأخير من جهته المعارضة السورية خلال سنوات النزاع ، وأيضًا بعد أيام من اجتماع استضافته موسكو بحضور إيران وجمع مسؤولين سوريين وأتراكًا
كما أن الرئيس التركي على أبواب انتخابات ، وبالتالي فالزيارة ” أصبحت أكثر ملاءمة لعدة اسباب ، وخاصة انها اتت بعد المصالحة السعودية-الإيرانية ” التي ابدت انعكاسها على كل بؤر التوتر التي كانت موجودة في المنطقة ، وملف المصالحة السورية-التركية قد اصبح ناضجًا ولا يحتاج سوى الدفع به قدمًا ، فهل سنشهد أُكُله قريبًا
ولقدأشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بـ”انتصار” سوريا رغم العقوبات ، في تصريح له خلال لقائه نظيره السوري بشار الأسد في دمشق نهار امس الأربعاء
ووقع الرئيسان مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي الشامل طويل الأمد ، بما يشمل مذكرة تفاهم بشأن التعاون في صناعة النفط
كما كشف الدبلوماسي الإيراني أنه يتم البحث في “تأسيس ميناء تديره إيران في سوريا ، بما يتعلق بالنفط ، في اتفاقية طويلة الأمد”
وبهذا يمكننا الإعتبار لأنّ العلاقة السوريّة الإيرانيّة ، لم تعد علاقة تقليديّة بين دولتين متحالفتين ، أو بين دولتين تربطهما علاقات دولية كلاسيكيّة ، “بسبب المراحل المتعددة التي مرت بها هذه العلاقة ، فتطورّت ونمت وأخذت أشكالاً عديدة ، تجاوزت بها ، ومن خلالها ، المعنى التاريخيّ للعلاقات الدولية المعروفة”
2023-05-04