”نعيش في عالم حيث الجنازة أهم من الميّت، والزفاف أهم من الحب والجسد أهم من الفكر.. إنّنا نعيش في ثقافة الحاوية، التي تحتقر المحتوى“
هكذا عرّف إدواردو غاليانو مجتمع التفاهة. ومن المفارقات أن ينتشر هذا التعريف الدقيق، على أكثر المنصات تفاهةً وماديةً في العصر الحالي: Instagram.
حيث يسود ما لا لزوم له على العقلاني، ويصبح الظهور أكثر أهميّة من الوجود.
من الطبيعي أن ينتهي بنا الأمر إلى الانجرار خلف ثقافة تعطي الأولوية لما هو تافه!
نحب الصورة، الفيديو، المظاهر الفارغة، وليس حقيقتنا.
كل شيء يجب أن يكون سريعًا؛
وجبات سريعة.
موضة سريعة.
صور سريعة..
وسنصل إلى وقت التعليم السريع.
أغلبية الناس، يتفقدون هواتفهم المحمولة على مدار اليوم، للدخول إلى الشبكات الاجتماعية. يريدون معرفة كل شيء ولكنهم غير متصلين بما يحيط بهم..!
إنّنا نخلق عالماً، شبابه غير قادرين على التواصل وجهاً لوجه.. يمكنهم الرقص لمدة 15 ثانية أمام الشاشة ولكنهم غير قادرين على النظر إلى بعضهم البعض لأكثر من عشر ثوانٍ ، والتواصل مع حقيقتهم.
نحن نعيش في حاوية حيث المحتوى الفعلي ليس مصدر قلق. ويكاد يكون العثور على أشخاص مهتمين بالواقع مهمة شبه مستحيلة.
كما قال جاليانو نفسه، لا نستطيع أن نتنبّأ حول شكل العالم الذي سيكون ولكن يمكننا تصوّر العالم الذي نريد له ان يكون.