أرجوحة السرير….
أحمد حسين
1
قالت البيوت لأصحابها :
سأصمد حتى الحجر الأخير ،
سأودعكم واحدا واحدا
قبل أن يلفظ الصخر
أنفاسه الأخيرة .
سيروا على مهلكم
لدي من الوقت
ما يكفي لأودعكم جميعا ،
أما الذين سيعودون بعدي
فلن أستطيع استقبالهم بنفسي ،
ولكن
أليس من صخور الكرمل
سيبنون حاراتهم الجديدة
على الأماكن ألتي لا تموت !
أوصيكم بالأسماء
رجاء !
لا تجعلوا حجارتي
تموت إلى الأبد .
وختاما
إذهبوا بدون خوف
ليس هناك فلسطيني أخير .
2
لم يعد لدي من الصلاة
ما يكفي عشاء للرب
ولا من الشعر
ما يكفي امرأة جميلة
لدي منهما
ما يكفي فقط
لأبكي عند قدميك .
تحت قدميك الحافيتين
تستلقي قبور السنديان
وتواريخ العشب
وأوراق الطابو
وعقود الزواج
وتواقيع الشيوخ .
يستلقي غياب ساحاتي
وأضرحة شوارعي
وصيف رحلتي على الشاطيء
فأين أبكي إذن ؟
3
حينما يكون الحبل
الذي أعطتك إياه أمك
قصيرا
ينقضي النهار
وأنت تبحث عن شجرة مناسبة
تعلق عليها أرجوحتك
حينما تعود
لتحاول مرة أخرى
تكون الأشجار قد ازدادت ارتفاعا
والحبل على حاله .
قالت تعال نصنع من حبلينا
أرجوحة واحدة
قلت :
حبال الزمن لا تنعقد
4
من يعرف
ماذا تخفي المرأة
وراء نهدها الأيسر !
إذا أحببت امرأة
خذ يمينا !
2022-12-04