سيستمر الفلسطينيون والفلسطينيات وبسخاء في تقديم التضحيات تلو التضحيات للخلاص من أسوأ احتلال عنصري عرفته البشرية في الق رنين العشرين والواحد والعشرين.استشهدت صوت فلسطين شيرين أبو عاقلة في شهر النكبة وأتمنى أن يعكر اغتيالها المتعمد على الاحتلال صفو احتفالاته باغتصاب فلسطين الذي يسميه ب “يوم الاستقلال”. لن تكون شيرين آخر الشهداء وأمام الفلسطينيين سنوات طويلة من الكفاح والصبر حتى ييأس الإحتلال من رهانه على ترويضهم وفرض الأمر الواقع عليهم بتواطئ دولي تتزعمه زعيمة العالم الحر امبراطورية الشر امريكا.
العالم كله يعبر أما عن الحزن او الصدمة والأقلية منه نددت بالاغتيال والأقلية أيضا وجهت أصابع الاتهام للكيان الغاصب وطالبت بتحقيق شفاف.بايدن خرج عن السرب وطلب بتحقيق مشترك فلسطيني إسرائيلي وهذا يعني ببساطة أن التحقيق النزيه لن يحدث لأن العدالة هي عدوة القاتل وأن إسرائيل لن تسمح به معتمدة كعادتها على التواطؤ الامريكي وعلى توظيف انتخابات الكونجرس في نوفمبر القادم لإسكات أي صوت يطالبها بتحقيق مستقل لأن عضو الكونجرس يجب أن يرضي إسرائيل قبل ناخبيه المغسولة ادمغتهم من قبل وسائل الإعلام الصهيو – امريكية. إسرائيل قتلت أبو عمار عام 2005 بالسم ولم تنحن لنداءات طالبتها بتحقيق مستقل بوفاته وكانت أصابع الإتهام توجه إليها.لقد صرح مقرر الأمم المتحدة السابق لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأن التحقيقات الإسرائيلية عادة ليس لها أي مصداقية.أما عن إحالة قضية الاغتيال إلى محكمة الجنايات الدولية فوهم وسراب لأن المحكمة ترضخ من الباطن للضغط الامريكي رغم ان واشنطن ليست عضوا فيها وأنها لاتقبل ولايتها عليها. ردود الفعل الدولية الصادقة منها والكاذبة والمنافقة ماكانت لتحدث لولا حرب اوكرانيا التي فضحت نفاق كل داعمي الكيان عسكريا وماليا ودبلوماسيا وسياسيا الذين لم يقولوا لإسرائيل ولا مرة واحدة توقفي عن الاستيطان والتو سع ومصادرة الأرض والبيوت وتدمير الأخيرة .إن أي منهم لم يصرح بأن العلة هي في استمرار الاحتلال الذي جاوز النصف قرن ولم يطالبوا من ثم إسرائيل بانهائه والقبول بحق تقرير المصير للفلسطينيين في 22 %فقط من أرضهم التاريخية المغتصبة. إسرائيل تقتل كل يوم تقريبا ولايلومها رعاتها وحلفاءها ولاينتقدونها لانها كدولة وظيفية هي مخلبهم في المنطقة العربية وقد ظهر ذلك خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 الذي شاركت فيه إسرائيل رغم أنها لم تكن طرفا كبريطانيا وفرنسا اللتان في إدرة القناة طبقا لاتفاقية القسطنطينية عام 1888.كل عام وحتى بعد الاستقلال سيتجمع الفلسطينيون عند الشجرة التي اغتيلت بحانبها المقدسية شيرين أبو عاقلة.الرحمة والخلود لشهيدة فلسطين والخزي والعار لدولة الاحتلال وجيشها الذي اعتاد القتل بدم بارد ويعتبر أن كاميرة الصحفي وكلمته كالسلاح ينبغي القضاء عليهما.