هل ستقدم إسرائيل على افتعال حرب شاملة مع حزب الله، وما هي النتائج المتوقعة على الجبهتين؟
ما هي الاعتبارات التي سيضعها الاستراتيجيون الإسرائيليون في المقام الأول، عندما يناقشون الحرب الشاملة؟
هل ستشكل الطريقة التي نفذ بها (طوفان الأقصى)، هاجساً لدى إسرائيل، من أن يفعلها حزب الله في الجليل الأعلى؟
محمد محسن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجح الكثير من التكهنات الإعلامية، إلى أن الحرب الشاملة بين حزب الله وإسرائيل لا ريب قادمة، لأن إسرائيل لا يمكن أن تقبل ببقاء التهديد الدائم من قبل حزب الله، لشمال فلسطين المحتلة، لأن بقاءه يحول والعودة الآمنة لعشرات الآلاف من المستوطنين، إلى أراضيهم في الجليل الأعلى.
ولأن حزب الله يشكل الظهير العملي والمباشر، الذي يمد قوى المقاومة الفلسطينية، بالسلاح، والمال، ولولا اشتراكه في الحرب، في / 8 / تشرين أول لما تمكنت حماس، وقوى المقاومة الأخرى من الاستمرار في الحرب، لما يزيد عن ستة أشهر.
ولكن هناك عدة معوقات أقرب للمحاذير، تدفع إسرا*ئيل للتريث على الأقل، أو حتى استبعاد هذه الفكرة، عن طاولة البحث الجدي، بهذا الموضوع الشائك، لعدة أسباب
أهمها:
الدرس التاريخي الذي تلقته إسرا*ئيل، في / 7 /تشرين أول، الذي (اغتال) عنجهية الشعور الإسرئيلي بالتفوق، وأعطى الك*يان درساً ذو أبعاد:
أولهما: الطريقة التي تمكن خلالها عشرات المقاومين، من اجتياز أهم حاجز إسمنتي مكهرب، ومراقب، بكل سهولة ويسر، ومرغوا أنف إسرا*ئيل بالتراب، من خلال اجتياحهم لمساحات واسعة من الأراضي المحتلة، وسوقهم لمئات الأسرى عسكريين، ومدنيين، والجيش الذي يدعي (أنه أقوى جيش في المنطقة)، هو وقواه الأمنية، في غفلة من أمرهم
الثاني: أن هذه المقاومة رغم حصارها إسرائيلياً، وعربياً، لم تتمكن من الصمود، أمام الجيش الإسر*ئيلي فحسب، بل أمام جسور الدعم الجوية والبحرية، للكيان بالسلاح والمال، من جميع الدول الأوروبية وأكثرها من أمريكا، والتي لولاها لما تمكن العدو من متابعة القصف البري، والجوي، بأحدث طيران في العالم، لمدة تزيد عن ستة أشهر، والذي دمر ما يزيد على / 75% من مدن وقرى غزة، وقتل ما يفوق عن / 34 / ألفاً من الأطفال، والنساء، والرجال!!
أما الثالثة: وهي ثالثة الأثافي.
لا ريب، ولا شك، بأن جميع الاستراتيجيين العسكريين الإسرائيليين، لابد وأنهم عندما يتجادلوا فوق الطاولة، أوتحتها، عن توسعة الحرب، أو وقفها، لا بد وأن يجول في خاطرهم، مقارنة بسيطة وسريعة، بين الطاقات التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية، وما تمتلكه المقاومة اللبنانية، من رجال، وسلاح، ومع ذلك تمكنت تلك المقاومة من اجتياح مستعمرات طوق غزة.
وهنا سيقف في حلوقهما سؤالان ممضان:
1 ـــ أليس من السهل على حز*ب الله، اجتياح الجليل الأعلى؟؟
2 ـــ هل تتحمل إسرائيل، دمار غالبية مواقعها الاستراتيجية العسكرية والمدنية؟؟
لذلــــــــــــــــــــــــك أجــــــــــــــــــزم:
أن إسرائـــــــــــيل لـــــــــــن تجـــــــــرؤ على خوض حرب شاملة؟
2024-04-30