سألتني أحد الصحف الدولية اليوم عن انعكاسات تركيز قواعد تركية في ليبيا. فكان جوابي كالآتي: تركيز تركيا لقواعد عسكرية في ليبيا له خمسة انعكاسات: – أولًا: انعكاس على ليبيا وعلى بعض الدول الاوروبية، حيث ستكون منطلقا لضرب الانتفاضات الداخلية المحلية المناهضة للوجود التركي، كما ستسمح بتأمين التنقيب على النفط والغاز في شرق المتوسط قرب الجزر اليونانية والقبرصية. -ثانيا: انعكاس على دول الجوار حيث ربما تكون منطلقا لتدخلات عسكرية في صورة تهديد دول الجوار للقوات التركية أو الحليفة لها في ليبيا. -ثالثا: ستُجْبر بعض الدول الأخرى مثل روسيا وفرنسا على إقامة قواعد لها لحماية مصالحها الاقتصادية والأمنية. مما يجعل ليبيا ملتقي لعدة جيوش دولية. – رابعا: إحداث تغيير جيوبوليتيكي في المنطقة سيجعل من تركيا قوة اقليمية متعاظمة فبعد تركيز قاعدة لها في قطر نجدها تعمل على تركيز قواعد لها في ليبيا مما يُمكّنها من التوغل في إفريقيا القارة البكر والمليئة بالثروات الباطنية. وهذا يسمح لتركيا أن تكون لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط الكبير المعروف باسم منطقة مينا Mena أي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. – خامسا وأخيرا: منافسة قوية لتحالف عربي ستتزعمه السعودية في إطار النظام العالمي الجديد فيما بعد كورونا. مع خالص التحية. د. اعلية العلاني. تونس 2020-06-17