شرق ليبيا.. بين فساد حاشية حفتر والقيود الحكومية!
في وقت تشير مصادر مطلعة إلى اندلاع أزمة سياسية جديدة بين البرلمان الليبي، وحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبد الحميد دبيبة، ظهرت العديد من التقارير التي ألقت الضوء على إحدى نقاط المشكلة، والتي تتمثَل في انحياز رئيس الحكومة للغرب الليبي على حساب الشرق، وعدم تسيير أموال من الميزانية للجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا).
ووفقاً للتقارير، فإن السبب الأساسي في انحياز عبد الحميد دبيبة لأحد أطراف الصراع، وتقليصه لحجم الأموال التي ترسل إلى شرق ليبيا، ينبع من مخاوف حكومة الوحدة أن تصل الأموال إلى جيوب الفساد في القيادة العامة للجيش الوطني.
واعتبرت التقارير أن الفساد مستشري في الجيش الوطني الليبي، خصوصاً عند أبناء المشير خليفة حفتر، وبين حاشيته ورعيته، المتهمين بالعديد من قضايا الفساد والسرقات والاختلاسات، واستهلت سلوك نجل المشير، صدام خليفة حفتر، كمثال على حجم الفساد.
وذكرت مصادر التقارير، سُجلت على “صدام حفتر” في وقت سابق عدة اعتداءات منها قيامه بالسطو المسلح على مصرف اﻷمان بطرابلس أواخر عام 2011 والذي قتل فيه أحد أفراد اللجنة الأمنية، ورمايته على مقر اﻷدلة الجنائية بمدينة المرج للإفراج عن شخص محتجز فيها، واعتدائه على بوابة الشرطة العسكرية بمنطقة فرزوغة غربي مدينة المرج وهو في حالة سكر شديد، وأهمها اعتراضه رتل رئيس حكومة طبرق السابق عبدالله الثني، ومحاولة اختطافه.
وتعليقاً على ما ورد في التقارير، يقول مصدر إنها ليست إلا لمحة بسيطة عن جرائم صدام حفتر، فالتقارير أثبتت أن مخاوف الحكومة تنبع من يقينها بأن الشرق الليبي يحكمه المشير حفتر وحاشيته، وأن عمليات اختلاس الأموال والفساد مرتبطة به وبحاشيته.
يشار إلى أن إذاعة فرنسا الدولية، في أكتوبر 2020، أكدت تورط صدام حفتر، في تهريب الذهب إلى مدينة إسطنبول التركية، وذكرت آنذاك أن طائرة خاصة بالمشير حفتر، كان على متنها نجله صدام هبطت في المدينة مرتين خلال يوليو 2020. وأشارت الإذاعة إلى هبوط الطائرة (فالكون 900) خلال الفترة ذاتها في أبو ظبي، ثم في مطار الباطن الإماراتي الخاص والمخصص لرجال الأعمال، إذ تجذب هذه الطائرة الخاصة انتباه عشاق تتبع الرحلات الذين يراقبون الرحلات الجوية في الوقت الفعلي ويتتبعون تحركاتها.
وأفادت الإذاعة عن أن قائد الجيش الوطني الليبي، المشير حفتر، عادة ما يستخدم هذه الطائرة، ولكن كثيرًا ما يستخدمها أقاربه في عمليات الاتجار وغسل الأموال، مشيرة إلى أن هبوط الطائرة في إسطنبول جاء بعد أسابيع قليلة من حادثة فنزويلا، حيث تبادل أقارب حفتر الدولار مقابل سبائك الذهب.
وأكد المصدر في تعليقه على ما جاء في التقارير بالقول: إن المشير حفتر شرق ليبيا يسيطر على كل شاردة وواردة فيها، وأن اختلاس الأموال يتم بوجود ميزانية وبعدمها، وأشاروا إلى أنه ومع تجاهل الحكومة إرسال الأموال للجيش الوطني الليبي، لم تقم القيادة بالاحتجاج على ذلك، وهو ما يثبت بالفعل عمليات الاختلاس، والتهريب التي تمارسها حاشية المشير.
2021-09-06