الهاشميين الحجازيين
دخلاء – خونة أجراء وعملاء (1)
جاءت حكومة الإمبراطورية الإمبريالية الإستعماريه البريطانيه بهذه العائلة الدنسه العميلة إلى بلاد الشام من مكة المكرمه ( أطهر أرض وأنجس قوم ) ، لتقوم بخدمة مصالحها وتنفيذ مشاريعها ومخططاتها خاصة مشروع وعد بلفور . ولهذا قام بإعلان هذا القرار المستر ونستون تشيرشل وزير المستعمرات البريطانيه في المؤتمر العام لشئون الشرق الأوسط في القاهره بين ١٢-١٤ مارس ١٩٢١ ، وقد شارك في المؤتمر بيرسي كوكس ( ممثل مكتب الهند ) والسير هوبرت صمويل ( الحاكم العام المعين لفلسطين ) . وشارك فيه من الخبراء كل من الميجور لورانس والميجور كلايتون ( من المخابرات العسكريه والسياسيه ) والمستر كورنواليس والآ نسه جروترود بل ( من مخابرات وزارة المستعمرات ) وأصدر المؤتمر قرارا يقدم عرش العراق للأمير فيصل ملك سوريا المخلوع ألذي لم يدم ملكا على دمشق إلا أشهر معدوده ، وقرار ثانيا يقدم إمارة شرق الأردن إلى الإبن الأكبر للشريف حسين الشريف عبدالله الذي كان يعتبر نفسه مظلوما في هذه القسمه ، وأصبح أمله أن تمهد له الظروف الوصول إلى عرش سوريا .
لقد أحس الملك عبدالله أن الحركه الصهيونيه الفاعله والنشيطة ، تشكل طرفا رئيسيا في مصير المنطقة ، أخذ في مد يده وبصره وإتصالاته عبر نهر الأردن لفتح قنوات إتصالات سريه مع الوكالة اليهوديه في تل أبيب ، وقام بإرسال عدة رسائل إلى زعمائها عن طريق الوسيط بنحاس روتنبرغ يعرض عليهم ويطلب منهم مساعدته لإنشاء مملكة موحده تضم فلسطين وشرق الأردن ، وفِي مقابل ذلك يتعهد لهم بإعطاء اليهود في هذه المملكة إستقلالا ذاتيا ، وضمانات للأمن تحقق مطالبهم ، ذروة الخيانه وهو الدخيل على المنطقة ولو كان فيه ذرة من الكرامة والرجوله لعاد إلى الحجاز لإستعاد وطنه ومسقط رأسه من أيدي الغزاة آل سعود .
لقد إدعوا زورا وبهتانا ونفاقا وكذبا أنهم من سلالة رسول الله ” صلعم ” والنبي الأعظم وآله براء منهم ومن إدعاءاتهم ، ومن موالاتهم للكفار أعداء الله وأعداء الأمه ، وقد نهانا الله العلي القدير عن القيام بذلك ” يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالموده وقد كفروا بما جاءكم من الحق ” الممتحنة ١ .
من مظاهر موالاة الكفار ، ألإنصياع لأوامرهم وتنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم ألتآمريه ، وإعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ، ومدحهم والثناء عليهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب ألتي فيها أسرار المسلمين ، أو إتخاذهم بطانة ومستشارين ، كما فعل الملوك الهاشميين ( جلوب باشا رئيسا لأركان الجيش الأردني العشائري ) وكما فعل وما زال يفعل كل مشايخ وأمراء وسلاطين دويلات الخليج وآل سعود وهذا من نواقض الدين والرِّدة عن الإسلام ، نعوذ بالله من ذلك . قال سبحانه وتعالى ” يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير .”
بينما كانت تطبخ على نار هادئة وخافته الثورة العربية ضد الحكم العثماني التركي الرجعي المتخلف ، الظالم الجائر بقيادة العناصر القوميه صاحبة حلم الثوره لإقامة دولة عربية مستقله وبعض الضباط العرب المنخرطين في الجيش التركي ، لم يكن أحد منهم على علم بالمراسلات الجارية بين الشريف حسين وبين السير ” هنري ماكماهون ” المعتمد البريطاني في مصر والمقابلات مع ضابط الإرتباط البريطاني ” توماس إدوارد لورانس ” ، ونكتفي بوضع إحدى الرسائل ليستقي منها حتى الجاهل مدى الخيانة والعمالة لهذه العائلة الدنسه،شأنها شأن شيخ نجد عبدالعزيز آل سعود وَذُرِّيَّتِهِ .
فحوى رسالة السير هنري ماكماهون المعتمد البريطاني في مصر إلى الشريف حسين :
إلى السيد الحبيب النسيب سلالة الأشراف وتاج الفخار وفرع الشجرة المحمديه والدوحة القرشيه الأحمديه ، صاحب المقام الرفيع والمكانة الساميه ألسيد إبن السيدوالشريف إبن الشريف ، ألجليل المبجل دولتلو الشريف حسين سيد الجميع أمير مكة المكرمه قبلة العالمين ومحط رحال المؤمنين الطائعين عمت بركته الناس أجمعين
بعد رفع رسوم وافر التحيات العطره والتسليمات القلبيه الخالصه من كل شائبه ، نعرض أن لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشرف الشعور والإحساسات نحو الإنجليز ، وقد سرنا علاوة على ذلك أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد وأن مصالح العرب هي نفس مصالح الإنجليز والعكس بالعكس ، ولهذه النسبه فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة أللورد كيتشنر ألتي وصلت إلى سيادتكم ، وهي التي كان موضحا بها رغبتنا في إستقلال بلاد العرب وسكانها مع إستصوابنا للخلافة العربيه عند إعلانها.
وإنا نصرح هنا مرة أخرى أن جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب بإسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبويه المباركه . وأما من خصوص مسألة الحدود والتخوم ، فالمفاوضة فيها تظهر أنها سابقة لأوانها وتصرف الأوقات سدى في مثل هذه التفاصيل في حالة أن الحرب دائرة رحاها .
كان الشريف “حسين ” في عجلة من أمره ، ولم يتوقف عند حديث الحدود والتخوم وأجاب على رسالة ” ماكماهون” بالرسالة التاليه :
إلى حضرة ذي الأصاله فخامة نائب جلالة الملك دام مرعيا وبعد
فبأيدي التوقير والإحتشام تلقينا رقيمكم الأخير ، وإن مضامينه أدخلت علينا مزيد الإرتياح والسرور لحصول التفاهم المطلوب والتقارب المرغوب.أسأل الله أن يسهل المقاصد وينجح المساعي ، ومن الإيضاحات الآتيه نفهم الفخامه الأعمال الجاريه والأسباب المقتضيه :
أولا – قد أعلمنا فخامتكم بأنا بعثنا بأحد أنجالها إليّ الشام ليرأس مايقتضي عمله هناك
ثانيا : عزمنا على إرسال نجلنا الكبير إلى المدينة المنوره بقوة كافيه ليكون دعما لأخيه الذي بالشام .
بقي علينا بيان ما نحتاجه والحاله هذه هو :
أولا مبلغ ٥٠٠٠٠ جنيه ذهبا لمشاهرة القوات المجنده ونحوها مما ضرورته تغني عن بيانه . فالرجاء إحضارها بوجه السرعة الممكنه
ثانيا : إحضار ٢٠،٠٠٠كيس أرز و ١٥٠٠٠ كيس دقيق و٣٠٠٠ شعير و١٥٠ كيس بن قهوه ومثلها سكر ومقدار مئة صندوق من النوع منه المرسل منه مرميتين طيه .
النقود المطلوبه يقتضي إرسالها في الحال إلى أمير. بور سودان.
نسرد بعض الحقائق التاريخيه الدامغه لخيانة وعمالة ونذالةالملوك الهاشميين
* إجتماع الشريف حسين بمندوب الحكومة البريطانية في جده ، ألذي قدم لشرح مشروع سايس-بيكو ووعد بلفور للشريف حسين ، والتفاصيل الطويلة عن نمو الحركه الصهيونيه ، وعظم قيمة المصالح اليهوديه والنفوذ اليهودي، وأهمية التعاون معهم . بعد الإنتهاء أرسل الكوماندور تقريرا إلى وزارة الحرب في لندن مفاده أن الشريف حسين أبدى إستعداده لقبول صيغة ” وعد بلفور” وأنه وافق بحماسة وترحيبه باليهود في كل البلاد العربيه
* إجتماع الأمير فيصل إبن الشريف حسين مع وايزمان في شهر يناير ١٩١٩ . تم هذا الإجتماع بترتيب من الكابتن لورنس مستشار الأمير فيصل ، وقد صدر عن هذا الإجتماع إتفاق مكتوب أورده المؤرخ ” جورج أنطونيوس” في كتابه المرجعي ” يقظة العرب ”
١ إن صاحب السمو الملكي ألأمير فيصل ممثل المملكة العربيه ألحجازيه والقائم بالعمل نيابة عنها، والدكتور حاييم وايزمان ممثل ألمنظمه الصهيونيه والقائم بالعمل نيابة عنها ، يدركان القرابة في الجنس والصلات القديمة القائمه بين العرب والشعب اليهودي . وهما متأكدان أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنيه ، هو بالأخذ بأقصى ما يمكن من أسباب التعاون في سبيل تقدم ألدوله العربيه وتقدم فلسطين ( ! ) ، ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم ألذي يقوم بينهما ، فقد إتفقنا على المواد ألتاليه :
١ – يجب أن يسود جميع علاقات وإلتزامات الدولة العربيه وفلسطين (!) أقصى درجة من النوايا الحسنة والتفاهم المخلص ، وللوصول إلى هذه الغايه ، تؤسس وتقوم وكالات عربية ويهوديه معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما (!) .
٢- تحدد بعد إتمام مشاورات السلام مباشرة ألحدود النهائية بينالدولة العربيه وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين .
٣- عند وضع دستور لإدارة شئون فلسطين تتخذ جميع الإجراءات ألتي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومه البريطانيه المؤرخ في اليوم الثاني من نوفمبر ١٩١٧ ( وعدبلفور ! ).
٤- يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجره اليهوديه إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى ما يمكن من السرعه لإستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الإسكان الواسع والزراعه الكثيفة . ولدى إتخاذ هذه الإجراءات تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين والمستأجرين العرب ويجب مساعدتهم في سيرهم نحو التقدم الإقتصادي .
٥- يجب ألا يسن قانون أو نظام يمنع أو يتدخل بأي طريقة في
ممارسة الحريه الدينيه .
٦- إن الأماكن الإسلاميه المقدسه يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين .
٧- تقترح ألمنظمه الصهيونيه العالميه أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة الإمكانيات الإقتصاديه في البلاد ، وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها . وستضع ألمنظمه الصهيونيه. اللجنه المذكوره تحت تصرف الدولة. العربيه بقصد دراسة الإمكانيات الإقتصاديه في الدوله العربيه . وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وسوف تستخدم ألمنظمه الصهيونيه العالميه أقصى جهودها لمساعدة الدول العربيه بتزويدها بالوسائل لإستثمار الموارد الطبيعية والإمكانيات الإقتصاديه في البلاد .
٨- يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالإتفاق والتفاهم الكا ملين في جميع الأمور التي شملتها هذه الإتفاقيه لدى مؤتمر الصلح .
٩ – كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومه البريطانيه للتحكيم .
في هذه الوثيقه إعترف الأمير فيصل الخائن في واقع الأمر بفلسطين دولة لليهود ، وقبل كل ما من شأنه التمهيد لإقامة هذه الدوله
د.راضي الشعيبي
يتبع