” الكابوس هذه المرة ” !
قصة قصيرة
فاطمة تقي
كانت صديقتي تأتي الي ، وما تزال ، كلما رأت كابوسًا ، كأنني طبيبة او محللة نفسية ، فتروي لي كوابيسها, حيث كنت أعرف انها تعاني من الأرق المزمن الذي رافق حياتها منذ أن وعت وعرفت معنى الارق ومعانات اضطراب النوم ،
فعرفت كوابيسها المعتادة والمتكررة التي كانت تراودها وهي على نوعين ؛ احدهما كان يدور حول ” قصة ” خروجها وسيرها وتوجهها الى مكان معين ومقصود ، الا انها تتفاجأ بانها قد أضاعت الطريق وتاهت ، او بالاحرى دخلت ما يشبه المتاهة ، فتظل تمشي وتسير بلا هوادة ، صاعدة ، نازلة ، باحثة عن مدخل ما يوصلها الى المكان الذي ذهبت اليه ، فلا تجده ،
مثل ذاك الذي كان يبحث عن الكنز المفقود في القصة القديمة ” التي كانت ترويها كل ليلة خالتها وتنهيها بانه ظل يسير ويسر
و
” وكاع تشيله وكاع تحطه ” دون
نهاية ،
فكانت صور ولقطات تلك المعاناة ” الكابوس ” تتكرر في أمكنة وظروف وتفاصيل مختلفة ، فتشعر نفس شعور الغضب والانزعاج المصاحب له في كل مرة ، حتى تستيقظ وتفيق وتستعيذ بالله “.
اما الثاني من ” احلامها ” فكان اقل وطأة وأكثر إمتاعًا لها في بداياته
حيث كانت ترى نفسها تطير وتحلق في الاجواء كانها مخلوق هلامي خارق مشحون بطاقه عجيبة تجعله يطير فوق اللامكان ويرى كل شي تحته الى ان يشعر بنفاذ طاقته ع الاستمرار في الأعالي والخوف من السقوط ، فيفكر بمكان آمن للنزول ، حتى يرى شجرة عملاقة خرافية
الشكل فيهبط عليها ، حتى تفيق .
اما اليوم فلقد جاءتني جد منزعجة لتسرد لي حكاية الشقاء والقسوة الذي عانته ليلة الأمس من الارق الطويل حتى الصباح الى ان دخلت مرحلة النوم بعد عناء طويل ، فصحت منه بعد سويعات فزعة مشمئزة مما رأته ،
لا استطيع ان احكي ما روته لي من هذا الكابوس الجديد الذي لم تراه من قبل ، حيث كان صادمًا مؤلما جدًا .
2022-06-17