الثورة العراقية الضرورية التي ننتظرها!
البروفيسور كمال مجيد
خلال نصف قرن دخل العراق في خمس حروب دموية. بدأت الأولى بين الحكومة و الحركة الكوردية سنة 1961. بدأت الثانية سنة 1980 واستمرت لثماني سنوات ، استخدم العراق فيها الاسلحة الكيمياوية الامريكية. في حرب الكويت دمرت صواريخ كروز و توماهوغ الأمريكية البنية التحتية للبلد. تبعتها حرب الاحتلال الامريكي، بالعتاد المغطاة باليورانيوم سنة 2003 والتي استمرت حتى سنة 2011 على الأقل. أخيرا ً احتلت الدولةةالاسلامية (داعش) سنة 2014 ثلث العراق دون مقاومة. والحرب مازالت مستمرة الى الآن. لم يهتم المحاربون حتى بنشر الاحصائيات الدقيقة لعدد القتلى والجرحى لكنه بالملايين. .
باشر العدو الصهيو أمريكي المحتل بتعذيب أبناء وبنات شعبنا جنسيا ً في ابوغريب بغية تدريبنا على الديمقراطية “الليبرالية “منها. ثم كتب مع رهط من عملائه دستوراً يقسم شعبنا الى مكونات متخاصمة، أهمها:
ـ الأكراد: حيث ركز الحزبان الكرديان على الانفصال.
ـ الشيعة: حيث امتاز حزب الدعوة ومجلس الحكيم الأعلى بأخذ الثأر .
ـ الارهابيون: حوصر معظمهم فيما سمي بـ “المثلث السني”
بعد مراقبة الوضع العراقي يوميا ً وكتابة تفاصيله باستمرار ومناقشته مع عدد من الأكاديميين المختصين أدركت أن الوجود الأمريكي في العراق لا ينتهي بسرعة او بسهولة عن طريق الحوار بين القوى السياسية الفاسدة مثل المحاولة القائمة للمصالحة بين الكتلة الصدرية والإطار التنسيقي. وبهذا الخصوص صرح رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، يوم السبت، 17/9/2022، بأن العراق يمرّ بأزمة سياسية “ قد تكون من أصعب الأزمات بعد عام 2003″. ثم سافر الى نيويورك!
لانقاذ العراق من هذه ” الأزمة السياسية” ليس هناك حل سوى الثورة الشعبية لطرد المحتل الصهيو امريكي واسقاط الحكومة العميلة وإلغاء الدستور الذي يفرق الشعب الى مكونات متصارعة وإلغاء الفيدرالية التي تشق الوحدة الوطنية وإلغاء البرلمان الذي رفضته الاكثرية بالامتناع عن التصويت. ؤالغاء الاحزاب والتكتلات الفاشلة ، كحزب الدعوة والحكمة ودولة القانون والكتلة الصدرية وكتلة الحلبوسي والحزبين الكرديين المتقاتلين منذ انشقاق 1964 لأنها ، كلها، فاسدة ومن الضروري فضحها.
يحتاج شعبنا الى حكومة مدنية تمنع التكتلات المسلحة وذلك بموجب دستور ينص : (( العراقيون متساوون في كل الحقوق والواجبات. )) بموجب هذا الدستور يستطيع كل عراقي ان يشغل بجدارته منصب رئيس الجمهورية أو الوزراء أو البرلمان او الجيش. .هكذا يتم منع الشيعة والعرب من استغلال اكثريتهم العددية ، تجنبا للخلافات القومية والمذهبية.
اشعال الثورة يحتاج لمدة طويلة للولادة والنمو وتكوين القيادة الحكيمة والتعبئة والتنظيم. ستنجح الثورة في حالة التمسك بالشروط التالية على الأقل:
1 – هناك قيادة وطنية معروفة معادية للاحتلال ولها قابلية المثابرة على كسب وتعبئة الجماهير المضحية.
2 – رفض مشاركة المشبوهين كأعضاء منظمات المجتمع المدني مثلا ً.
3 – العمل على كسب وتوحيد القوميات والاديان والمذاهب.
4 – ان يكون للثورة هدف بناء العراق الموحد والمستقل، يتمتع شعبه بالديمقراطية وتسيطر حكومته في بغداد على الجيش والاقتصاد.
5 – تنوي حكومة الثورة الاشتراك في منظمة شنغهاي اسوة بتركيا وايران والسعودية والكويت وتتعامل مع الخارج بالعملة المحلية ( الدينار ).
ثورتنا ستكون شبيهة بثورة 1920 و ثورة 14 تموز 1958 والثورة الإيرانية لسنة 1979 والثورة المصرية لجمال عبد الناصر والثورة الصينية والكوبية وغيرها من الثورات الشرعية الضرورية لتحرير شعبنا من العبودية و الظلام. يؤكد الديالكتيك ان الجديد ينمو من رحم القديم. وثورتنا تنمو نتيجة الفوضى الخلاقة التي نعيشها.
من الضروري الاستفادة من تغير الظروف الموضوعية المحيطة بالعراق بصورة جذرية. ان انكماش القطب الاطلسي وولادة ونمو القطب الصيني الروسي الايراني وظهور مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي وتعامل نصف العالم بالعملات المحلية بدل الدولار ، بما في ذلك الهند وباكستان ودول آسيا الوسطى ، كلها تبعث التفاؤل فينا وقد تساعدنا في تنفيذ مهمتنا الوطنية. لنرّكز بصورة كلية على ثورتنا الجبارة ونهتف: تعيش الثورة العراقية الجديدة!
2022-09-23