النظام السياسي العربي يتوحد في مواجهة الشعوب!
اضحوي جفال محمد*
عملية تسليم المعارض المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي الى الامارات مؤشر ساطع على تقارب الانظمة العربية ضد شعوبها. لم يكن القرضاوي اول او آخر من تتواطأ الحكومات على تسليمه، فقبله سلّم العراق كويتيّين للكويت، وكوفىء على ذلك باحتجاز الاعلامية المتصهينة فجر السعيد لانتقادها السوداني. واعتقلت الكويت الاخواني ناصر الدويلة فترة قصيرة لانتقاده السعودية. والامثلة كثيرة دفعتها المغرب بعيداً في اعماق السفالة بتسليمها مقاوماً فلسطينياً لاسرائيل. الا ان قضية القرضاوي بتفردها تمتلك عناصر قصة بوليسية. فهو معارض سياسي مصري يحمل الجنسية التركية، جاء الى سوريا لمشاركة الحكام الجدد احتفالاتهم بالانتصار وتقديم النصائح لهم بالحذر من الانظمة (المتصهينة) كما جاء في كلمته داخل المسجد الاموي بدمشق. وسمّى الامارات والسعودية ومصر بالاسم فأغضب ذلك الامارات وكمنت له في مطار بيروت حيث يمر مغادراً، واعتقله اللبنانيون. لم يكن لديهم سبب قانوني يبيح اعتقاله، فالطلب الاماراتي جاء بالهاتف ودون ذكر اسباب. لذلك بحثوا عن حجة ولو مؤقتة فعثروا على حكم صادر بحقه من محكمة مصرية. لم تطلب مصر اعتقاله لكن اللبنانيين وجدوها ذريعة للاحتفاظ به ريثما تصلهم الرشوة الاماراتية. وبالاستفادة من منصب احمد ناصر الريسي الاماراتي الذي يشغل الان رئاسة الانتربول تم تهيئة مبررات مهلهلة لتسليمه. وتنصلت هيأة تحرير الشام عنه مفضلةً عليه الاستقبال المهين لوفدها في ابو ظبي. وتبرأت من الكلمات التي جاء المسكين يحملها كإخواني مخلص. وما عليكم الا انتظار المزيد من توحّد الانظمة ضد الشعوب العاجزة عن التوحد.
( اضحوي _ 2014 )
2025-01-10