الموقع الاستراتيجي لمعركة حلب!
اضحوي جفال محمد*
اكرر ما سبق وقلته عن تقدم الاهمية السياسية على الاهمية العسكرية لهذه المعركة. المعركة سياسية بامتياز، انها محاولة لاستعادة الحالة القائمة قبل طوفان الاقصى. قبل طوفان الاقصى نُسي العدو الصهيوني، بل تحول الى حليف، وتم تكريس التصور القائل بأن عدو الامة هو ايران والشيعة. وبذلت جهود جبارة لانضاج الفكرة وترسيخها. لكن حرب فلسطين دمرت تلك الجهود واعادت للواجهة صورة ان العدو هو اسرائيل. تلك هي الخسارة الكبرى للمشروع الصهيوني وملحقاته. لذلك يحاول هو وعملاؤه المحليون تدارك الامور وترميم الصورة الساقطة واعادتها الى الواجهة. ولقد رأيتم سرعة اتجاه الابواق التي تظاهرت عاماً ونيّف بمؤازرة القضية الفلسطينية.. سرعة التحامها بـ (الشعب السوري) ممثلاً بجبهة النصرة، والعمل الحثيث للقفز فوق الصورة المشرقة لحرب فلسطين. فهل يستطيعون؟ البناء الشامخ الذي بني بدماء المقاومة في فلسطين ولبنان وكل الساحات يصعب القفز فوقه. والصورة الطائفية يصعب ترميمها. وهذي محاولة يائسة لاعادة الزمن الى الوراء والعبور فوق الدماء الزكية لثوار فلسطين ولبنان نحو الدماء الطائفية القذرة خدمةً للمشروع الصهيوني، وستشهد المرحلة القادمة عملاً دؤوباً بهذا الاتجاه.
( اضحوي _ 1945 )
2024-11-30