الارهاب في سوريا خدمة لإسرائيل!

هاني عرفات
من كان يعتقد أنه صاحب المظلومية في سوريا بالأمس ، تحول اليوم إلى ظالم، ليس هناك أي مبرر لقتل الناس الأبرياء،كما أنه لا يجب أن تمر الأمور هكذا ، لأن السكوت عن هذه الجرائم ، يعني تكرارها في المستقبل.
هناك من يعمل بالتنسيق مع إسرائيل ، من أجل إدامة الصراع في سوريا، والذهاب نحو تقسيم البلد عرقياً وطائفياً.
من يرتكب مثل هذه المذابح، هو شريك في المخطط ، وعلى النظام السوري الجديد أن يتحسس نفسه ، لأن دود الخل منه و فيه.
إسرائيل هي المعنية ، كانت ولا زالت بتدمير سوريا ، و تقسيمه إلى كانتونات طائفية ، هناك عقدة دائمة لإسرائيل بصفتها كيان أقلية ، تتمثل في تقسيم المنطقة على قاعدة أقليات تتعرض لتهديدات من المحيط، و تحتاج إسرائيل دائماً من أجل البقاء. كما أن إسرائيل تستفيد من كبر بقع الدماء، لأنها ببساطة ترفع لها سقوف الإجرام أكثر.
إسرائيل اليوم ، تحتل جنوب سوريا بالكامل ، هناك أربعين ألف سوري الان تحت الاحتلال الاسرائيلي المباشر في الجنوب، وقد عملت كل ما في وسعها لجر سكان جبل العرب إلى مصيدتها ، لكنها فشلت ، فقد سبق لها أن مدت خيوطها العنكبوتية نحو الشرق، وأقامت علاقات عسكرية واستخبارية و لوجستية ، مع قيادات كردية ، لكن سكان شرق سوريا لم يتخلوا عن انتمائهم لبلدهم سوريا. و ألآن ينسجون خيوط شباكهم على أهل الساحل السوري ، لكي يخرجوا من جلودهم ، ولكي يكفروا بانتمائهم لبلدهم، من خلال تنظيم المجازر الجماعية والقتل على الهوية، التي تمارسه مجاميع الارهاب ، بتغطية من مستويات عالية في النظام الجديد.
وإذا كان النظام السوري الجديد ، معنياً فعلاً بوحدة سوريا ، و بتحقيق العدالة والمساواة ، والحفاظ على كرامة مواطنيه جميعاً ، فإن عليه أن يقوم بعمل حقيقي للكشف عن الجناة ومحاسبتهم بشكل صارم .
القرار الرئاسي بتعيين لجنة تحقيق مكونة من أطراف النظام نفسه ، لا تصب في هذا الاتجاه .
أي لجنة لا تضم ممثلين عن أهالي الضحايا ، ليس لها أي قيمة.
في الحقيقة ، أظن أن الأجهزة السورية ، تعرف ما حدث تماماً ، دون الحاجة للجنة تحقيق ، كثير من الانتهاكات مصورة، المشاركين معروفين ، ومعروف لأي أجنحة عسكرية ينتمون ، و الاماكن والازمنة واضحة و طرية.
لا أحد سوى اعداء سوريا، يتمنون للبلد خراباً فوق الخراب الذي فيه ، و على حكام دمشق الجدد أن يفعلوا ما هو لازم ، من أجل تصحيح المسار ، و أولها التوقف عن إقصاء من يختلف معهم ، فهذا طريق جربهم إخوان لهم، في بلدان أخرى شقيقة، ولم يعد عليهم وعلى بلادهم إلا بالوبال.
2025-03-13