بقلم / ياسر رافع الشخصيه المصريه فى فترات التراجع التى عاشتها نتيجه ظروف الإحتلال الأجنبى وفترات الأزمات الإقتصاديه الطاحنه على مر العصور أصيبت بنوع من التحوط والخوف من المستقبل وأصبحت زيارة المعابد الفرعونيه ثم الكنائس ومن بعدها المساجد فى فترات الضعف هى البحث عن ملاذ وصكوك غفران تحميهم من المجهول الذى شارف على الوصول إليهم خلف سحب المستقبل التى توشك أن تظلهم أو ملاذ يطمأنهم إلى أن مصيرهم فى الدار الآخرة سيكون مأمونا بدخول الجنه بديلا عن واقع مؤلم ومزرى وأصبحت هناك كلمات متداوله على اللسان المصرى مثل الحظ والبخت كطوق نجاه يرميه فى الهواء لعل وعسى تستجيب السماء لطموحات فقراء وطن يزدادون مع وطأة الأزمات التى لا تنتهى وإنقاذ لطموح طبقه وسطى تتسارع بها الخطى على منحدر متجها نحو الأسفل وهو ما جعل الجميع يتعلق بالحظ لعل وعسى تنزل مائدة من السماء تقضى على الفقر وتغير الواقع . وفى حوار كاشف لتلك الحاله المصريه كان هناك حوار بسيط فى فيلم القاهرة 30 وفيه يطل علينا محجوب عبد الدايم الطالب المعدم يمشى بجوار أحد الفلاحين المعدمين أيضا والذى خرج للتو من عند والده الذى أصابه الشلل والذى أخبره بأنه سيقلل من مصروفه مما يعنى أنه سيعانى فى دراسته وهو ما سيقلل من فرص صعودة إلى أعلى وتغيير مصيره للأسوأهكذا حدث نفسه حتى وصل محطة القطار هنا صعدت وتيرة الحظ عندما رأى شخصا يركب مركبه على شريط القطار يدفعها فلاح معدم واضعا قدما على قدم فأستفسر محجوب عن ذلك الشخص فأجابه الفلاح بجوارة وقال بإنه سالم الإخشيدى إبن نفيسه العجانه الذى تعلق بركب كبار البلد وأصبح من الكبرات هنا تفتق ذهن محجوب بأن يحاول التقرب منه على رصيف القطار ولكن سالم إبن نفيسه العجانه المعدم السابق الذى أنقذه الحظ وأنتقل للسكن بالقاهرة وترك القناطر الخيريه مسقط رأسه تعالى عليه وأشاح بوجهه وأنصرف فما كان من محجوب إلا أن لام الحظ الذى أعطى غيره وتركه وقال بصوت داخلى ” يا قناطر يا بلدنا إختشى ووزعى الحظ على ولادك بالعدل ” . ومع توالى الأيام الصعبه على المواطن المصرى وإنخفاض سقف الطموحات والخوف من مزيد من الإنحدار إلى أسفل السلم الإجتماعى نحو هاوية الفقر أصبح الخوف على ما تبقى من مكتسبات يقابله إحساس أصبح يتأكد يوما بعد يوم بأن الحظ أو البخت الذى يطلبه ويتمناه تحول إلى تميمه كاهن لا تغنى ولا تسمن من جوع وهو تأكيد بأن الوضع لن يتغير إلى الأحسن وهو ما عبر عنه سائق توكتوك على ظهر مركبته كاتبا ” يا بخت يا أبو البخوت ليه لبخت ، الناس تلبخ فى الوحل وأنا فى الناشف لبخت “ إنتشار كلمات الحظ والبخت على لسان جموع المصريين مؤشر خطر على تراجع قيمى فهل هناك من يسمع ويعى ما يحدث قبل فوات الأوان ؟!!