ماهي دوافع العودة ل” الاتحاد الهاشمي” في العراق!
الجزء الثاني:
بقلم : سمير عبيد
#ماهي دوافع العودة للإتحاد الهاشمي !؟
١-نعتقد ان الدوافع البريطانية المدعومة من الولايات المتحدة بالعودة الى إحياء ( الاتحاد الهاشمي / أو / الاتحاد العربي) في هذه المرحلة ..هي لا تختلف عن الدوافع التي جعلت بريطانيا تهندس سابقاً الاتحاد الهاشمي بين المملكة العراقية الهاشمية وبين المملكة الاردنية الهاشمية والذي فرضه في حينها الانقلاب العسكري الذي شهدته مصر في ٢٣ يوليو / تموز ١٩٥٢ الذي اسقط النظام الملكي في مصر . ومسارعة العرب للالتفاف حول الثورة المصرية لانها دعمت حركات التحرر في مواجهة الاستعمار في الوطن العربي.ومن ثم كانت سبباً بتصاعد الاهداف القومية في حينها والوصول للتحالف مع الاتحاد السوفيتي ضد الغرب. فولدت عن هذا الصعود القومي احياء الوحدة بين مصر وسوريا والذي كان تهديدا خطيرا لبريطانيا والغرب .فدب حينها الخوف في بريطانيا وسببه الخوف من قيام وحدة عربية تنسف المصالح البريطانية والغربية في العراق ومنطقة الخليج . فولدت خطة (الاتحاد الهاشمي)حينها ليكون مصداً بالضد من الوحدة المصرية السورية وقبل توسعها لتصبح وحدة افقية !
٢-وفي السنوات الاخيرة تصاعد التمدد الايراني والتركي في مناطق ودول مهمة في الوطن العربي. ووصل هذا التمدد الى عمق التركة البريطانية وجوهرها وهو العراق واليمن ومن هناك في سوريا . بحيث اصبحت الدولتان تتدخلان في تشكيل الحكومات العراقية ،والتحكم في الاقتصاد العراقي من خلال تقاسم السوق العراقي بينهما، و الذي يدر على الدولتين عشرات المليارات من الدولارات سنويا .مقابل تعطيل جميع الميادين في العراق ليبقى الشعب العراقي ذليلا وتابعا لطهران وانقرة في كل شيء. بحيث ان ما يستورده ُ العراق نسبته ٩١٪ وهذا يشكل كارثة على العراق في ظل الظروف الحالية وتصاعد ازمة الغذاء .
٣-من هنا شعرت بريطانيا بالخوف ومعها الغرب من فقدان مصالحهم في العراق ومنطقة الخليج .وهو بنفس الشعور بالخطر عندما تأسست الوحدة المصرية السورية وتصاعد المد القومي. وهاهو المد المذهبي والطائفي والقومي لصالح ايران وتركيا بات يهدد المصالح البريطانية والغربية في العراق والخليج. بحيث حدثت عملية استبدال خطيرة في العراق من القومية العربية الى الطائفية والمذهبية من اجل تقسيم الشعب العراقي طائفيا ومذهبيا. وان هذا التقسيم يُحتّم على المقسّم الطائفي والمذهبي اتباع مرجعيات مذهبية وطائفية خارج الحدود وهي غير عربية واهمها ايران وتركيا !
٤- لقد شعرت بريطانيا بالخطر الحقيقي على تركتها القديمة وعلى مصالحها منذ سنوات و عندما بدأت الولايات المتحدة تخسر دعم العراقيين بسبب تراجعها امام ايران عندما سمحت لإيران بالتوغل والتغول داخل العراق لكي لا تتصادم ايران مع التوغل السري لإسرائيل في العراق وهو التوغل الذي سمحت به الولايات المتحدة ايضا .فكانت بريطانيا تراقب التوغل الايراني في العراق ،وكذلك الطموحات التركية في العراق مثلما كانت تراقب اسرائيل داخل العراق وهي تسارع للخروج من الاتحاد الاوربي والذهاب نحو تركتها القديمة وعاصمتها العراق فالمشروع الايراني الكبير في المنطقة العربية ومنها العراق والذي ولد من رحمه (محور المقاومة) الذي تدعمه ايران كانت تراقبه ايران ويشكل لها قلقاً كبيراً وخصوصا ًعندما تأسست الثقافة المذهبية والطائفية في العراق وفي محور التركة البريطانية بديلا عن الثقافة القومية العربية. فنجحت ايران بتأسيس ثقافة مذهبية في قلب التركة البريطانية في اليمن والعراق وصولا لسوريا ولبنان. وهذا بحد ذاته شكل رعباً لبريطانيا فسارعت للخروج من الاتحاد الاوربي والاستعداد للعودة الى تركتها القديمة في المنطقة وعاصمتها العراق وبالفعل قامت بذلك من خلال انتشار جيشها في السواحل اليمنية ، وتنشيط القاعدة البريطانية البحرية شمال الكويت ، واخذ الصدارة في الكويت بدلا من الاميركيين في العراق .
٥- وبسبب ماتقدم دب الخوف في بريطانيا وبالضبط مثلما دب اثناء الوحدة العربية بين مصر وسوريا.فصار التفكير جلياً باعادة احياء( الاتحاد الهاشمي ) ولكن بتسميته الثانية وهي ( الاتحاد العربي) لكي لا تستفز العراقيين بالدرجة الاولى . وتحويل ما تنهبهُ تركيا وايران وبعض دول الخليج مم مليارات سنويا من العراق اضافة لما تنهبه منظومة الفساد في العراق ليكون من حصة ( الاردن ومصر ) مقابل وحدة ( اقتصادية وامنية وتجارية) برعاية بريطانية ويكون العراق هو الرأس فيها. …..ومن هنا جاءت فكرة مد انبوب ( خط البصرة – العقبة ) النفطي وهي الخطوة الاستراتيجية لبريطانيا بعد الخطوة الاستراتيجية الاولى وهي ( تشييد ميناء مبارك الكويتي )الذي هو ميناء بريطاني بهوية كويتية . ليكون نواة لعودة بريطانيا الى تركتها القديمة. وبالفعل هي بدأت تغازل الصين اي بريطانيا بالبصرة والعراق لتكون شريكا لها في خط الحرير. وعندما يتحقق لبريطانيا ذلك سوف ترتبط الكويت بالبصرة !
٦-وبالتالي فأن استراتيجية ولادة الاتحاد العربي على انقاض الاتحاد الهاشمي ماضية ولن تعود للوراء. وسوف تتحقق من رحمها استراتيجية ( الخط المستقيم ) الذي يمتد من الكويت الى العراق فالاردن ثم مصر . وهنا سيولد تحالف قوي بوجه ايران وتركيا وحتى بوجه اسرائيل. لأن البريطانيين لا يحبون مشاركة اسرائيل في العراق بشكل خاص وفي التركة البريطانية بشكل عام. وان زيارة ولي العهد الاردني الامير الحسين بن عبد الله الثاني للكويت يوم ٧ حزيران ٢٠٢٢ وبُعيد زيارة وزيري خارجية مصر والاردن الى العراق هي لجس نبض الكويت حول انتماءها الى الاتحاد العربي بين مصر والعراق والاردن والذي تقدم خطوات مهمة جدا وبرعاية اميركية وهندسة بريطانية !
الى اللقاء في الجزء الثالث !
٧ حزيران ٢٠٢٢