ليبيا والشرعية الدولية
ميلاد عمر المزوغي
أدرجت ليبيا ضمن مسلسل أطلق عليه زورا "الربيع العربي" في محاولة من الغرب وأذنابهم العرب لزعزعة الأمن والاستقرار وتدمير مقدرات الشعوب ونهب خيراتها وإراقة دماء أبنائها وإحياء النعرات الطائفية والمذهبية لإدخال المنطقة في دوامة الصراع المذهبي والطائفي وجعلنا نعيش عصور القرون الوسطى التي قرانا عنها ولم نصدق ما حدث, أراد الغرب أن نجسد ذلك بأنفسنا فاحضر لنا كل الوسائل الممكنة,ويبدو أننا شغوفون للعب ادوار أكثر نذالة واحتقار,فأمعنا القتل والتدمير وفعل ماتخجل شياطين الجن فعله.
لغبائنا,صدقنا بإحداث تغييرات جذرية في أكثر من بلد عربي في وقت واحد!,قلنا عن البوعزيزي انه أب الثورات!,أوشكنا أن نقيم له نصبا في عديد الأماكن تمجيدا لتضحيته,اتبعه آخرون بحرق أنفسهم فازدادت الأوضاع سوءا,لكن ذلك التغيير لم يطاول دولا نفطية لم تعرف الديمقراطية إليها سبيلا؟,تدور في فلك الغرب وتمده بكافة الإمكانيات المادية باستثمار عائدات النفط لأجل حل مشاكل البطالة وتقوية اقتصاديات الغرب وتظل شعوبنا في فقر مدقع.
التغييرات ببعض الدول تمت بأقل خسائر لكن شعوبها لا تزال تراوح مكانها فتدهورت اقتصادياتها وازدادت أعداد العاطلين عن العمل,بينما في دول أخرى لا تزال تسفك دماء الأبرياء, حيث جلب لنا الغرب أرذل خلق الله الذين تم تفريخهم في المعامل التي أقاموها في عديد الأماكن,فعمدوا إلى ارتكاب جرائم تندى لها اجبنُ العالم.
بحجة حماية المدنيين اصدر الغرب القرار 1973 فإذا بهم يسقطون النظام بعد أن أمطروا البلاد بوابل من صواريخهم من الجو والبحر التي تحوي مواد ضارة بالبشر والشجر والحجر.اليوم هناك أصوات بالغرب تقول بأن إسقاط النظام من قبل الناتو كان خطأ فادحا,فهل نصدق ذلك؟أليس الهدف هو إحداث شرق أوسط جديد؟,خلط أوراق والتفرد بالإسلام بعد سقوط الشيوعية .
عمد الذين نصبهم الغرب(المجلس الانتقالي وتوابعه)إلى إهدار المال العام,أما المؤتمر المنتخب شعبيا فإنه سارع إلى إحداث فتنة بين مكونات البلد وإهدار المال العام دونما رقيب أو حسيب,فقد فاقت المصروفات خلال الثلاث سنوات التي أعقبت سقوط النظام ما صرفه النظام خلال أربعة عقود.
نتائج الانتخابات البرلمانية الثانية لم ترق للإخوان الذين فقدوا مبرر وجودهم السياسي فعمدوا إلى تعطيل البرلمان المنتخب بحجج واهية يساندهم في ذلك الغرب وتركيا وقطر والسودان فكان أن سيطروا بقوة السلاح على العاصمة وما تحويه من مؤسسات الدولة وصار نواب الشعب مطاردين يبحثون لهم عن ملجأ آمن,وذنبهن أنهم صدّقوا بان هناك ديمقراطية يرعاها الغرب,فعمدوا إلى خدمة ناخبيهم,فإذا بهم يكتشفون الحقيقة,أن الديمقراطية شعار براق يتخذه الغرب مصيدة للإيقاع بفرائسه التي عادة تجد صعوبة في الإفلات,فتركن إلى الواقع المر,تبتعد عن الجماهير,تبحث لنفسها عن دور مشبوه يحقق لها بعض رغباتها وان حاولت الطهور بأنها حريصة على الوطن وعدم تشرذمه.
ما تم تسريبه عن منتدى الصخيرات بالمغرب(تبديل الأماكن تلبية لرغبات المتحاورين خوفا على أنفسهم من أعمال إرهابية قد تطالهم,وشراء بعض المقتنيات النادرة والألبسة الفاخرة ومشاهدة المناظر الطبيعة الخلابة)يكشف مدى سعي الغرب وأذنابه من عرب ومحليين إلى سيطرة الميليشيات الإجرامية على مقاليد الأمور في البلد من حيث تكوين حكومة وفاق وطني تكون لها صلاحيات مطلقة بما فيها المسألة التشريعية المنوطة حصرا بمجلس النواب,يتحدث الجميع بمن فيهم المنتدبين عن البرلمان"الشرعي" بأن هناك تقدم,فعن أي تقدم يتحدثون؟
هل تجريد النواب من ممارسة حقهم التشريعي ورقابة أعمال الحكومة يعتبر انجاز؟أم أن الوعود بتولي مناصب بالحكومة المرتقبة هي التي سيّلت لعابهم وجعلتهم يتنكرون للجماهير التي انتخبتهم؟.
على مجلس النواب أن يسحب مندوبيه أو إسقاطهم,والسعي إلى تكوين لوائح داخلية بشان المتخلفين عن حضور جلسات المجلس,وإسقاط عضوية المخلفون الذين كانوا سببا في عدم انتظام حضور بعض النواب,والعمل على إنشاء تحالف مع الدول التي تسعى إلى مساعدة الشعب الليبي ومحاربة الإرهاب الذي أصبح يشكل خطرا على دول المنطقة وإلا فعلى مجلس النواب الانسحاب من المشهد السياسي وترك الشعب الذي حتما لن يرضى بما يخططه هؤلاء من مؤامرات تهدف إلى تقسيم الوطن ونهب خيراته ومن ثم ازدياد معاناته وخاصة أولئك الذين تركوا الوطن قهرا وعليهم العودة والمشاركة في بناء الدولة وألا يتركوا الصعاليك يتحكمون في البلد,فلا حوار مع الإرهابيين ويكفي الضحك على ذقون اللبيبين,فالغرب يسعى إلى أن تكون شرعيته فوق شرائع الشعوب الخانعة الذليلة ,الفصل السابع.
15/03/2015