في قاسيون الشام!*
شعر:. محمد حسن العلي
في قاسيونُ الشَّام كان لقاؤنا
والياسمينُ بِشُرفَةِالأكبادِ
معشوقتي هي مهرةٌ عربيةٌ
ماست بقدِّ قوامِها الميادِ
وعزيزةُ رغمَ الزمانِ وجورِهِ
تختالُ رغمَ تزاحمِ الأضدادِ
قلبي أشارَ لها قُبيلَ وصولِها
وعبيرُها رغمَ الزِّحامِ ينادي
هذا أنا هلّا قرأتَ تشوقي
للقاكَ في سفري وقِلةَ زادي
كمْ كنتَ تطعنُنُي برمحِ تجاهلٍ
إياكَ تقتلني بسيفِ بُعادِ
كمْ مرَّتِ السَّنواتِ أسكبُ دمعتي
وأذوبُ مثلَ الشَّمعِ دونَ رقادِ
يا كمْ طرَزتُ لكَ الرسائلَ عنبراً
وملأتُ مكتوبي ببعضِ رمادي
أجهلتَني وعلى سطورِكَ آهتي؟
وعلى ذراعِكَ جنتي ووِسادي
ولأنتَ من أشرقتَ فوقَ أضالعي
وأسرتَ عقلي بل سلبتَ فؤادي
أجهلتَني بلْ أنتَ من علمتَني؟
عشقَ اليراعِ ودفتري ومِدادي
يا كم طواني الحزنُ دهراً إنَّما
بشرى قصيدِك أعلنَتْ ميلادي
هذا أنا.. والحزنُ في قسماتِها
يا لهفَ قلبي ما لحزنِك بادِ؟
قالت :غزا الأغرابُ داري غِلظَةً
سلبوا نبوغَ العطرِ من أورادي
بل شتَّتوا أهلي وكلَّ أحبتي
ماعدتُ أعرفُ في اللَّظى أولادي
وذوى الربيعُ على جدارِ قصائدي
وضعوا يراعي الحرَّ في الأصفادِ
فأجبتُها هيَّا لكي نحيا معاً
حباً ونزرعُ بالضياءِ بلادي
سنعيدُ مجدَ العُرْبِ رَغمَ أنوفِهم
فخراً وننجبُ طارقَ بنَ زيادِ
من ديواني تيجان للحب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب
The Syrian General Organization Of Books
2022-02-06