فصائل المقاومة في العراق.. دور إقليمي في “مواجهة الاحتلالين”!
فاطمة فتوني
إن الدور الفاعل للمقاومة العراقية في المنطقة يتجسد من خلال محاربة الجماعات الإرهابية والقوات الأميركية، كذلك دعمها للقضايا الإقليمية في طليعتها القضية الفلسطينية.
مرت الساحة العراقية بالكثير من الخضات الأمنية والنزاعات العسكرية طيلة سنوات من الاحتلال الأميركي والحروب مع تنظيم “داعش”، وكانت عرضة للمواجهة مع القوات الأميركية التي تزعم أنها تحارب هذه الجماعات، ولكن أهدافها فعلياً موجهة دائماً نحو فصائل المقاومة في العراق.
يعتبر بعض المحللين السياسيين أن القوات الأميركية المتواجدة في العراق حاولت فرض هيمنتها عليه بـ”حجة مساعدة القوات المسلحة العراقية على محاربة تنظيم داعش”، وذلك من أجل تنفيذ مصالحها الخاصة في المنطقة.
وبعد تحريك الجماعات الإرهابية في الآونة الأخيرة، اعتبرت المقاومة العراقية أنّ الولايات المتحدة تصرّ على عودة جديدة للإرهاب في العراق، والمتمثل بنقل أعدادٍ كبيرة من الإرهابيين، بينهم قيادات من “داعش” من الأراضي السورية إلى العراق، “لا سيما بعد إدراكها أن الشعب العراقي بكل أطيافه رافض لوجودهم”.
أما فيما يخص الحالة الشعبية العامة في العراق، فهي بغالبيتها تعتبر أن المقاومة ركيزة أساسية في مواجهة الاحتلال الأميركي والتنظيمات الإرهابية التي شكلت وما زالت تشكل خطراً وجودياً وأمنياً وعسكرياً، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الحالة كان لها دور فاعل في تعزيز دور المقاومة وفصائلها في العراق.
المقاومة العراقية دور فاعل في دعم القضية الفلسطينية
إن تعاظم قوة فصائل المقاومة في العراق بعد هزيمة “داعش”، ودورها في دعم وتعزيز قضايا المنطقة وفي طليعتها القضية الفلسطينية، جعل الأميركي يشعر بـ”حالة من القلق”، أظهرتها التصريحات الأميركية “الداعمة لقوة إسرائيل في المنطقة” والضربات الأميركية والإسرائيلية لمواقع هذه الفصائل.
ولطالما أكدت هذه الفصائل موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، خصوصاً في العدوان الأخير على غزة، حيث اجتمعت حركة “النجباء” مع “حماس” والجهاد الإٍسلامي” وأعلنت استعدادها للمساعدة، قائلةً إن “أیدي المقاومة العراقية تطال عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
كذلك، تحالف “الفتح” في العراق، أكد دعمه لفلسطين وقضيتها، مؤكداً ضرورة “بلورة مشروع جديد يعطي الحق للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء مشاريع الاحتلال الإسرائيلي”. أما “كتائب حزب الله” فأكدت موقفها الداعم لشعب فلسطين “بكل ما تمتلك من إمكانات وقدرات”.
وليس فقط المقاومة، إنما الشعب العراقي الرافض للاحتلال، دعم القضية الفلسطينية على طريقته، ونظّم تظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة.
المقاومة “درع للعراق”
المحلل والباحث في الشؤون العراقية، مرتضى التميمي، قال للميادين إن “دخول الفصائل كعنصر وازن في المعادلة العراقية “متعددة المتغيرات” أدى لكبح الاندفاع الأميركي لجعل بغداد رأس حربة موجهة شرقاً”.
وأشار إلى أن “تأثير الفصائل المقاومة يأتي ضمناً بتعريق التجربة الديمقراطية الناشئة في بلاد الرافدين”، موضحاً: “ونقصد بذلك احتضان البعد العقائدي الذي يميز الفصائل بتنوع هوياتها لمفهوم حكم الشعب لذاته دون التفريط بمكتسبات ما تفرزه صناديق الاقتراع كمفهوم فرضته متغيرات 2003”.
ولذلك، لفت الباحث إلى أن “الفصائل لعبت دور الموجه العقائدي للتجربة الديمقراطية بالإضافة للدرع الحصين للعراق من خلال مواجهة كافة أنواع الحروب”، قائلاً: “نشهد نحن و مراقبون آخرون اطمئناناً لافتاً لهذا الدور المركب الذي اضطلعت به الفصائل، حماية التداول السلمي للسلطة دون التماهي مع الرؤى الغربية لماهيات هذا التداول و ما تستتر خلفه من أجندات”.
واعتبر أن “النجاح في هذا الدور يجلب العداء الظاهر حيناً و الخافي أحياناً أخرى”، مضيفاً أن “آليات مكافحة هذا العداء الأميركي الذي ترجم بقصف و عقوبات و تضييق إعلامي يأتي على مستويين حكومي و إقليمي”.
الشق الحكومي، بحسب التميمي، “بالإمكان تفكيك شفرة الحضور الرسمي لاستعراض الحشد الأخير في ديالى الذي التقطه مجسات واشنطن، كما التقطته أعين مراكز الأبحاث”، قائلاً إن تفكيك شفرة الحضور العالي فسرت برجوع الكاظمي خطوة للوراء وبدت للعيان ملامح مراجعة للمواقف ربما تترجم في القريب العاجل لشيء أكبر”.
أما الشق الثاني, وفقاً له، فإن “ارتباط الفصائل بمشروع أكبر عابر للحدود سيضيف عنصر قوة تتجلى بالقفز على الحدود الجغرافية و امتصاص زخم قوى المقاومة الإقليمية كي توجه دفتها نحو المشاريع التي بدت على واضعيها و مؤدلجيها ملامح الشيخوخة و الهزيمة المبكرة”.
ولفت التميمي إلى أن “المقاومة في العراق لم تكن وليدة لحظة، بل هي تراكمات من العمل الجهادي ضد الدكتاتوريات في المنطقة، قائلاً: “فبعد الاحتلال الأميركي للعراق نظمت هذه المقاومة صفوفها وجمعت الكل في خانة واحدة ضد وجود الاحتلالين في المنطقة”.
أما فيما يخص الخطاب الأميركي، قال إن “البروبوغاندا الكاذبة التي تروج لها أميركا بأنها جاءت من أجل محارب التنظيمات الإرهابية لم تنطل على عقول الشعب”.
2021-09-15