*** حينما أستذكر .. !!!
“”””””””””””””
جبار فشاخ داخل
* أحببت الشّعر والأدب بشكل عام منذ وقت مبكّر في حياتي، قرأت قصص الأطفال واليافعين، مجلة سوبرمان والسندباد وسمير اللبنانية، ولما كبرت قرأت كلّ ما وقع بين يديّ من الصحف والمجلات في ذلك الزمن السبعينيّ الجميل، كصحف الجمهورية والفكر الجديد وطريق الشعب والراصد، ومجلة ألف باء ومجلة الأذاعة والتلفزيون ومجلة وعي العمال ومجلة المجلة (ألمانيا الديمقراطية) ومجلة الأديب اللبنانية ومجلة العربي الكويتية، ولم أكن أحبّ اقرأ جريدة الثورة (قربة لله تعالى) !!!
* قرأت الروايات والقصص وكتب أخرى، بالشراء تارة وبالأستعارة مرّات كثيرة، وتذوّقت طعم السفر في عوالم الروايات ومعايشة الأحداث .. فقد تألمت وفرحت مع أبطالها، في أحزانهم وسعاداتهم، عشقت الأدب الروسي خاصة، وسرحت في خيال اليافع والمراهق مع أبطال غوركي ودستويفسكي وتولستوي وتشيخوف وباقي عمالقة الأدب الروسي العظيم .
* همت بشخصية مالئ الدنيا وشاغل الناس الشاعر المتنبي العظيم وأغرمت بشعره حتى حفظت الف بيت من شعره الساحر، ولم أكن أحبّ شعر المعري لأسباب مجهولة !!!
* تأثرت كثيرا بكتابات الرائد المتنور المصري الكاتب سلامة موسى والعقاد وطه حسين في بواكير قراءاتي .
* عشقت قصائد وإلقاء أحمد فؤاد نجم ورفيق دربه المطرب الثوري الشيخ إمام .
* عشقت الجواهري العظيم وشعره وحفظت الكثير من قصائده واحسست كأنني دخلت التاريخ من أوسع أبوابه لما جالسته وتحدثت معه في مقهى البرلمان، وبعدها تعجّبت كيف يمدح الطغاة كالبكر وصدّام وحافظ الأسد والملك حسين والحسن الثاني !!!
* عشقت روايات وكتابات جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة والمنفلوطي وعبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا ونجيب محفوظ وأحسان عبد القدوس وطه حسين وشعر السيّاب وبلند الحيدري وحسين مردان ومحمود درويش وسميح القاسم وبالتأكيد مظفر النوّاب وتجربته النضالية .
* كنت خطيب المدرسة في المرحلة المتوسطه دون منازع لأنّي أجيد الألقاء ومخارج الحروف بشكل أثار إنتباه أساتذتي الذين إحتضنوني ودرّبوني لأنافس طلبة المدارس الأخرى في مدينة البياع والنشاطات السنوية التي كانت تقام في بغداد .
* كنت أتغنّى بالقصائد الشعبية للعمالقة النوّاب وعريان والگاطع والرويعي والركابي وآخرين وقصائد مجهولة .
* كنت ألقي ما أحفظه من شعر على مسامع أصدقائي وأتقمّص دور الشاعر الذي كتب القصيدة، حتى يخيل إليهم إني فعلاً من كتبت هذه القصيدة .
* أحببت أغاني أم كلثوم وفريد الاطرش وعبد الوهاب واسمهان وعبد الحليم وداخل حسن وحضيري ومسعوده عمارتلي وناصر حكيم وياس خضر والمنكوب وعبادي العماري وحسين نعمه وقحطان العطار وفؤاد سالم، وجمعت أشرطة أغانيهم الراقية والعذبة .
* حاولت مرة تسجيل أغنية يا حريمة، التي غناها المطرب حسين نعمة، بصوتي ونجحت في ذلك بعد أن اشتريت من تسجيلات قيماقچي المعزوفة الموسيقية لتلك الأغنية لوحدها !!!
* كنت صديقا ورفيقا للشيوعيين وساهمت في نشاطهم ونضالهم ومبادراتهم الوطنية العظيمة قدر المستطاع واختلفت معهم حينما صافحوا البعثيين في جبهتهم الأضحوكة !!!
* لم أصدّق يوما أنّ الشيوعيين ملحدون، لانّ ربّهم لم يكن إلا الرب الذي يدعو إلى السلم والسلام والمحبة والتأخي وعدم الاستغلال ومباركة اليد العاملة والكادحة والذي يدعو إلى النزاهة والشرف .
* عشقت الشخصية العظيمة الثائر تيشي جيفارا وقرأت مذكراته ومؤلفاته وأحببت صورته التي تجسد نظرته الهائمة في ملكوت الله وشعره الكثّ ولحيته التي لم أحصل على مثيل لها رغم محاولاتي الكثيرة لتقليده !!!
* لم اهجر عالم القرأة والكتابة، بل جبت رحابها الواسعة، أبحث في دروبها عن ذاتي، واستكشفت كل مراسي قوارب الفكر والأدب، حيث نظمت الشعر مبكرا لأنّ قلبي الصغير خفق بالحبّ مبكّرا وولجت عالم السياسة والأدب في وقت واحد، حتى كانت لي منشورات أدبية في جريدة طريق الشعب والراصد ومجلة ألف باء .
* بكيت كثيراً لما قامت والدتي بحرق مجموعة كبيرة من كتبي بالتنور في فجر أحد الأيام الشتائية وقدمته قرباناً للنار في حفل مجوسي رهيب، خوفاً على أخي الكبير حينما أعتقل من مكان عمله !!!
* لم اساوم أو اتنازل في لحظة ما على ما كنت أحمله من فكر
وثوابت وقناعات ولم اتنازل عنها أمام كل الضغوط والمغريات !!!
* لم يساورني اليأس من الحياة أبدا وحاولت ان اعيش بأمانة وشرف في خضم صراعات هذا العصر !!!
* كنت مؤمنا بشئ من الجمال هو فرح وخالد على مر الزمن، وروعته لن تمر ابدا الى طي العدم !!!
* كانت لنا أيام جميلة أحيانا وقاسية وكئيبة أحياناً أخرى !!!
* شكري الخاص للذي حفز ذاكرتي وجعلني أستعير وجدانيات ذلك الزمن .
– 2017/8/18 .** بغداد –