مثال الالوسي(دموع في عيون وقحه) عزيز الدفاعي
من المؤسف حقا إنني نشرت مقالي السابق ( نعلجات… في أحذية السلطة ) قبل أيام قليله وإلا لكنت أضفت له تصريح السيد النائب (جمال حسين أحمد الآلوسي)( ابن الانبار المولود عام 1954 (الصاروخية) التي فجرها ليس من بغداد بل من (اربيل) التي عمرها أكثر من 7 الآف عام، ويعود أصل تسميتها التاريخية اما إلى السومريين أو إلى تسمية الآشوريين للمدينة “أربا ايلو” أي أربعة آلهة لأنه كان يوجد على القلعة معبد فيه أربع الهة، والتي يراد اليوم تغيير هويتها في اكبر عمليات تزوير التاريخ التي ربما لا يعرفها الالوسي وكثيرون ممن ا حتموا بالاغا المصر على البقاء رئيسا للاقليم لكن لا احد يتهمه بالدكتاتورية مثل غيره من ساسة العراق العرب…. من يجروء على الكلام ؟ !!!!
النائب عضو التيار المدني الذي سبق لزميله الأخر الذي حدثنا بإسهاب عن ( طفح المرافق الصحية في البرلمان ) هددنا يوم اول امس (بالحذاء الكردي) او ربما نسي الإشارة الى تسميته الشعبية وهي ( الكيوه ) والذي أضفى عليه هذه المرة (طابعا قوميا) وفق تقسيمات الطوائف والمكونات العراقية ليضاف الى كورال (الاعرجي وعلاوي ) حفظهم الله ورعاهم الذين خرجت نفس العبارة من أفواههم في لحظه صدق مع الذات .!!!!
ومع اعتزازنا بكل مدن العراق (من الفاو حتى زاخو) فان السيد النائب الذي تحمس كثيرا هذه المره واستعان بلترين من الماء ليبل ريقه متحدثا عن (عراقية اربيل) وإعراض اليزيديات والذي استفزه تذكيره ب( قنينه العرق) نسي ان رئيس الإقليم وقائده السيد لبرزاني ربما ردد عبارة الانفصال لخمسين مره خلال الأعوام الأخيرة وكان أخرها خلال زيارته لواشنطن حيث عاد بخفي حنين .. ولا زالت عبارة (حدود الدم ) التي رددها نجل الملا مصطفى ترسم افق غد عراقي مدلهم لانها تعبر عن مشروع خطير لتقسيم دوله عمرها مع نزول ادم على الأرض .. فعن أي هويه عراقيه لاربيل تحمس لها الالوسي وانفعل ؟؟؟
ربما كان عذر السيد الالوسي وهو يقيم ليس بعيدا عن رافع الرفاعي وعلي حاتم السلمان وما تبقى من جنرالات البعث و(ثوار العشائر) وقاده الاعتصامات التي خرجت من داخلها رايات داعش السوداء من الذي أداروا صفحه الغدر والخيانه في مدنهم التنعم بكرم الاغا ومجاملته دون مبالاه بعشرات المدن والقرى العربية المتنازع عليها التي قضمها الاسايش والبيشمركه وطردوا اهلها العرب.؟؟؟
او انه ر بما لم يسمع بما جرى في سبايكر والصقلاوية والسجر ومذابح الابرياء في الموصل والمعارك الطاحنه التي تدور رحاها الان في قلب الانبار يتقدمهم عشرات الالاف من مقاتلي الحشد الشعبي الذين لم يترك السيد النائب تهمة باطله الا وجهها اليهم ربما تعبيرا عن غضبه من فشل تحقيق مخطط تقسيم العراق وفقا لمشروع (برنارد هنري ليفي) و( شمعون بيريز) الذي كان اول من استخدم مصطلح (الشرق الاوسط الجديد) قبل اكثر من عشرين عاما والذي نسب خطا لكوندليزا رايس. لست ادري كيف غابت هذه الصوره عن السيد الالوسي العارف بخفايا تل ابيب اكثر من بغداد ؟؟؟
السيد النائب الالوسي هو السياسي العراقي الوحيد الذي يجاهر بموقف يدعوا لأقامه علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية ويتفاخر بزيارة إسرائيل التي يصفها (ببلاد السلام!!) لان التاريخ للاسف بات يقرا من الأسفل الى الأعلى وبات لكل شي تسمية جديده بالمقلوب .. بينما لااحد يجعل من القران مرجعية ولا يرى ملايين الفلسطينيين يقتلون ويشردون من وطنهم ….
لاعلم لي ربما كان هناك ساسه ومنظرون استراتيجيون عراقيون آخرون غير الالوسي يجاهرون بهذا التوجه خاصه وان نخبه الطبقه الحاكمه العراقيه جلست فرحه الى جانب الرئيس الاسرائيلي في قمه البحر الميت صيف هذا العام .
ولعل سخرية القدر ان يصبح الالوسي بقرار من بريمر رئيس (هيئة اجتثاث البعث) في عام 2003,ليقوم عام 2004م بزيارة سرية إلى إسرائيل إلا انه ووفقا لبعض المصادر تفاجا بوجود مسعود برزاني وبعض الشخصيات المعروفة مما أضطره الى الإعلان عن الزيارة والتفاخر بها امام الناس فتم عزله من منصبه في البرلمان العراقي و هيئة اجتثاث البعث على أثر هذه الزيارة وطرد من حزب المؤتمر الوطني بقيادة احمد الجلبي .
ووفقا لاعترافات احمد فيصل الغزي مرافق الجلبي عند سقوط بغداد عام 2003 فان الأخير وابنته تمارا ومثال الالوسي نقلوا سرا الى تل ابيب اثارا عراقية نادره سرقت من المتحف الوطني العراقي من ضمنها اقدم نسخه من التوراة .
ان اكبر طعنه تعرض لها الالوسي في حياته انتقاما مما اعتبره التيار السلفي في العراق عماله لاسرائيل كانت يوم 8 شباط 2005 ( ذكرى انقلاب البعث على الزعيم ) حين قامت مجموعه مسلحه باغتيال نجليه واحد حراسه والتي اتجهت فيها أصابع الاتهام القضائي بعد التحقيق الى وزير الثقافة اسعد الهاشمي ابن شقيقه طارق الهاشمي الذي هرب المتهم خارج العراق. ولا احد يعلم هل كان المقصود بها هو او نجليه المغدورين رحمهما الله !!!!
قام مثال الالوسي مجددا بزيارة تل ابيب في 2008 للمشاركة في مؤتمر عن الإرهاب,مما ادى الى استياء في الأوساط البرلمانية العراقية وانتقد نقداً لاذعاً من العراقيين حيث صوت مجلس النواب برفع الحصانة البرلمانية عنه ومنعه من السفر وحضور جلسات مجلس النواب، وطلب من السلطة التنفيذية إقامة دعوى قضائية ضده بسبب زيارته الأخيرة لإسرائيل حتى أن البعض طالب بتنفيذ حكم الإعدام به بتهمة “الخيانة العظمى”الا انه كالعادة في ظل قضاء (نزية وشفاف جدا ) تم نقض الحكم وإعادة الالوسي الى البرلمان من جديد.
ان النائب الالوسي الذي اجاد الضحك على كثيرين في الانتخابات الاخيره ممن لايعرفون سيرته الذاتية لايرى في اسرائيل أي خطر على العراق بل ربما يعتبرها دوله حليفه متلاقيا مع السيد البارزاني ويقول (ايران تشكل خطرا حقيقيا على العراق اكثر من اسرائيل، لا بل اسرائيل غير موجودة في محيط العراق وبالتالي هي لا تشكل خطرا أمنيا على العراق، بينما تشكل القاعدة والجهل وايران اكبر خطر على العراق»،
ويضيف متحمسا خلال مقابله مع (الشرق الأوسط ) بتاريخ 13 ايلول 2008 «الشعب العراقي هو الذي يسأل ويقرر بعد ان يعرف اسباب زيارتي وأهدافها، ومن حق الاعلاميين ان يسألوا، ولكن ليس من حق أي نائب او سياسي ان يسألني وأنا لا أخشى أقزام السياسة، وعندما أكون في اسرائيل فهذا يعني ان السياسة العراقية متقدمة ومتفوقة، لماذا المساءلة لزيارتي العلنية لاسرائيل بينما لا يسأل من يزور ايران سرا وعلنا ويجتمع مع قادة الحرس الثوري في جيش القدس. ايران هي من يشكل خطرا حقيقيا على العراق والخليج العربي وعلى الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط)!
أما عن أهداف زياراته لإسرائيل والتي يخرج فيها عن كل توجهات السياسة الخارجية العراقية فيقول («انا أريد ان أتفاوض مع إسرائيل لصالح العراق) ولا ادري من فوضه وبسم من يرغب بالتفاوض مع إسرائيل مثلما لا اعرف هنا عن أي مصالح يتحدث الالوسي ما دامت إسرائيل بعيده عن محيط العراق إلا اذا كان يعرف ان كل مصائب المنطقه تنطلق من هناك او انه يختزل علاقه سيده الاغا الحميمه والتاريخية بالقادة الإسرائيليين لتكون تعبيرا عن عراق باكمله ؟؟؟
على اية حال فان السيد الالوسي وخلال مقابلته الاخيره مع فضائية ( دجله ) يفاخر بسجله النضالي كونه شارك بعد انضمامه الى حزب المؤتمر الوطني عام 2002 في عملية حرق السفارة العراقية في برلين.
لكن وفق لبعض المعلومات فان هدف عملية اقتحام السفارة الحقيقي عندما كان نظام صدام حسين يلفظ أنفاسه الأخيرة كان سرقة (ملفات سرية) يشير عارفون بإسرار تلك الحقبة انها تدين مواطنين عرب عملوا لصالح إسرائيل كانت موجوده في احدى خزائن السفارة . حيث حكمت عليه المحكمة الالمانية بالسجن لمدة ثلاثه اعوام ولكن سرعان ما تم اطلاق سراحه وإخفائه عن الأنظار بحجة انه تحت اقامة جبرية!!!
يشير موقع (العراق الغالي) في عدده ليوم 11 نيسان 2014 ان بداية ارتباط اسم الالوسي باسرائيل بدات في منتصف السبعينات في القاهرة التي قصدها بهدف الدراسة مبعوثا من قبل الحكومة العراقية حين تعرف على( انشراح موسى) الفتاة مصرية المغرية التي اتهمتها المخابرات المصرية انذاك بانها كانت تعمل جاسوسة لإسرائيل مع( فولفغانغ لوتز) الجاسوس الالماني المعرف
الجاسوسة انشراح علي موسى الشهيرة (بدينا حاييم )التي تحولت قصتها إلى مسلسل تلفزيوني في التسعينات باسم “السقوط في بئر سبع” يحكي عن أسرة سقطت في بئر الخيانة لصالح إسرائيل،والتي هربت من مصر
حيث ابلغت المخابرات المصرية العراق بملف تلك القضيه فحكم على مثال الآلوسي في بغداد عام 1976 بالإعدام غيابياً بتهمة الخيانة العظمى وقد كان حينذاك عضوا في حزب البعث،وقد تمكن بمساعدة (لوتز) له في الهرب من مصر إلى أوروبا قبل ان يقبض عليه الامن المصري حيث استقر في ألمانيا ونال الجنسية!!
ونتيجه لزيارات الالوسي المتكررة لتل ابيب وضعته السلطات الالمانية تحت المراقبة الشديدة مما جعله ينقطع عن اسرائيل منذ عام 1993 بعد وفاة الجاسوس الشهير (لوتز) الى حين سقوط النظام السابق في العراق حيث عاد الالوسي الى بغداد بمعية عراب المشروع الامريكي احمد الجلبي !!
لا دخان من دون نار … ولست ممن يؤكد او ينفي هذه المعلومات حول طبيعة علاقة نائب في البرلمان العراقي بجهات خارجية في دولة لم يهتز لها شعره أمنية بعد نشر وثائق ويكليكس التي تلقي بصيصا من ضوء على خفايا وإسرار وفضائح الكثيرين من هذه الطبقة الحاكمة التي تعبث بمصير العراق والتي تستقوي بأعداء العراق على شعبه المسلوب المنهوب النازف فلا عتب على الالوسي او غيره ممن يرون في الاحذيه تعبيرا عن الامتهان لهذا الشعب .
غير ان ما يحز في النفس ان هؤلاء السادة (الشرفاء والوطنيون) المتحمسون القابعون في اربيل لا يجدون عدوا لهم غير (المليشيات الوقحه) التي قدمت عشرات الآلاف من الشهداء للدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والناموس والمقدسات والذين جعلوا من صدورهم سواتر لوقف طوفان الغدر والحقد والخيانة والتأمر على العراق واغلبهم لا يمتلكون شبرا من ارضه .
للتذكير فقط :في 26 نوفمبر 1989م كشفت صحيفة “حداشوت” الإسرائيلية عن عدم إعدام الجاسوسه انشراح موسى وأن هناك ضغوطًا مورست على الرئيس السادات لتأجيل تنفيذ الحكم بأمر شخصي منه ثم صدر عفو رئاسي عنها، وتمكنت لاحقًا من دخول إسرائيل مع أولادها، حيث حصلت على الجنسية الإسرائيلية واعتنقوا الديانة اليهودية. وبدلوا اسم شاهين والدهم إلى بن ديفيد وانشراح إلى دينا وعادل إلى راضي ونبيل إلى يوسي ومحمد إلى حاييم. وهناك لم تجد سوى الحمامات العامة لتعمل بها عاملة نظافة
اهذا هو مصير الخونة والعملاء على مر التاريخ ايها السيد النائب !
١٩ اب ٢٠١٥