بريء في خطر!
أفياء أمين الاسدي
تفرُّ الحياةُ،
كما قد تفرُّ المياهُ الى حفرةٍ صادَفَتْها.
كما قد تفرُّ عيونٌ لوجهٍ تُحبُّ.
كما قد يفرُّ شعاعٌ لضوءٍ؛
وما واجهتْهُ مرايا غضابٌ فلم ينكسرْ.
كما قد يفرُّ البريءُ؛
ليبحثَ عن حُجّةٍ للغيابِ!
كما لو يكونُ غيابُ الحقيقةِ هذا دليلاً ؛
على أنْ بريءٌ يفرُّ الى الليل فيهِ ،
وبين خطاه وبين النجاةِ قطيعُ ذئابِ!
تفرُّ الحياةُ
فتخلو الدروبُ من العابرينَ؛
ومن قول : أهلا..
من المصطباتِ
من العاشقينَ؛
يُلَمّون شملا
خليلاً وخِلّا..
فلا يمسكون المظلّاتِ
لو في الشتاء هطولٌ تسلّى،
ولا يشربون نبيذ الغرام
إذا الصيف حلّا،
ولا يشفقون على ما تداعى
إذا في الخريفِ وَريقٌ تولّى،
ولا يرفعون كفوف النوايا
إذا ثمرٌ في الربيع تدلّى!
تفرُّ بسرعةِ مَن لا يريدُ
كما لو ينام الفؤادُ حسيراً
فيرتدّ رملا
كما لو ينامُ المساءُ مساءً
فيصبح كهلا!
تفرُّ الحياةُ
وماذا سأجني إذا لم أكنّي؟
اذا ما تكسَّرَ صحنٌ لصحوٍ على رأسِ دنّي
ولولا يسرِّحُ شَعرَ الحقيقةِ مشطي وحزني..
فمَن سوف يوقفُ عيناً هَطولاً على جرفِ ردنِ؟
ومَن سوف يلعنُ سقفا تبلّلَ من لهوِ مُزنِ؟
ومَن سوف يعرف وجه الليالي عدا حُسن ظنّي؟
أنا قد زهدتُ. فماذا ستعني؟!
تفرُّ الحياةُ؟
أنا مَن يَفرُّ..
دعينا نفرّ فرارَ المعنّى ،
لنهربَ منّي!
أغسطس ٢٠٢٢
2022-08-15