كيف لي أن اقتنع أو أن أثق أو أن استوعب مشاركة من احتل الأرض وشرد الشعب وقتل الأهل نظامه السياسي، فلسطينيو 48 رفضوا أن يغادروا قراهم وبلداتهم متحدّين قذائف مدافع الكيان الصهيوني الغاشم (إسرائيل) لأنهم أصحاب الأرض الحقيقيين…
شعب يرزح تحت أغلال الاحتلال والاستيطان، تحت هذا الواقع العسكري المرير… كيف للبعض منهم أن يزج نفسه في أتون الكنيست الإسرائيلي تحت ذرائع وحجج واهية منها : تعزيز التمثيل العربي والديمقراطي في وجه العنصرية و مواجهة السلطة الحاكمة وأذرعها وأحزابها، شراكة كفاحية مع القوى اليهودية المناضلة ضد الاحتلال والعنصرية والتمييز لتكون بديلاً ديمقراطياً في مواجهة المعسكر القومي بزعامة نتنياهو والمعسكر الصهيوني بزعامة هرتسوغ وليفني.
ما ذكرته لم يكن إلا مقدمة لنص الورقة الانتخابية للقائمة العربية المقدمة لنيل عضوية الكنيست الصهيوني وإنما مضمونها أُقر على : العمل الحثيث ضد الاحتلال من أجل السلام العادل، توفير المساواة القومية والمدنية للجماهير العربية، محاربة العنصرية والفاشية من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والبيئية وحقوق العاملين، السعي إلى تطوير الثقافة واللغة والانتماء والهوية مع الشعوب والأوطان ضد الفتن والاستعمار من اجل شرق أوسط نظيف من السلاح النووي كما يزعمون.
حنين الزعبي ورفاقها في القائمة العربية هل لكم أن تشرحوا لنا كيف لاحتلال وجد بعد أن اغتصب الأرض والعرض وقتل وشرد الملايين من شعبنا الفلسطيني بأنه سوف يتعاون أو يسمح لكم بتنفيذ مضمون ورقتكم الانتخابية ؟؟؟؟
هذه من ناحية أم الناحية الأخرى هل بإمكانكم أن تقولوا لنا كيف وصل الحال بكم إلى أن تعترفوا بمنظمة إرهابية وظيفتها احتلال الأراضي العربية علناً وأمام الملء من العالم مع أنه لا يمل في السعي إلى طمس التاريخ الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام ؟؟؟
هل نسيتم عدوانهم بدءاً من مذبحة دير ياسين وكفر قاسم و غزة 2008 و 2014 إلى جرائمهم بحق الأطفال وهناك الكثير من الجرائم التي تحتاج إلى أرشيف كبير قد لا أستطيع تأمين ورق لكتابته، والأهم من كل ذلك عدوانهم الدموي على سورية ومصر ولبنان ؟؟؟ الصهاينة لم ينسوا العرب منذ الأزل، فهل نسيتم من خرب واغتصب وشرد واحتل !!! ؟؟؟ بمجرد مشاركتكم نظامها السياسي هذا يعني بأنكم تعترفون بها كدولة !!!! ؟؟
لكن السؤال الأجدر هل اعترافكم بها بديل عن دولة فلسطين دولة واحدة غير مجزأة ؟؟؟ كيف لي أن اقتنع بأن حنين الزعبي وأحمد الطيبي لم يكونا عزمي بشارة الثاني (نائب الكنيست السابق) الذي فضّل الوقوف مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية التي تساند الكيان الصهيوني عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً بدل الوقوف إلى جانب وطنه المحتل، أليس عزمي بشارة النائب السابق في الكنيست الصهيوني هو نفسه من ساهم في تنظيم انقلابات ضد الوطن العربي (الربيع العربي) ولا سيما الدول التي تقف إلى جانب القضية الفلسطينية (سورية ولبنان) منذ احتلال ارضها.
عزمي بشارة اليوم هو من يدافع عن الإخوان المسلمين ذراع أمريكا وحلفائها من قلب عاصمتهم الجديدة الدوحة تحت شعائر مبتذلة ابتكرها هو وحلفاؤه كما نشهدها اليوم مع الحالة المصرية. بالله عليكم لا تستغبونا ولا تلعبوا على الوتر المقاوم الذي أغفلتموه من قائمتكم الانتخابية، كان الأولى بكم أن تتفقوا وتتحدوا لطرد المستعمر من أرضكم وليس العمل معه.