الديمقراطية الامريكية بين الماضي والحاضر …!
الدكتور .سعد محمود المسعودي*
ان ما تعرضت له الحريات الفكرية الامريكية قبل عشرات السنين في التعبير عن الحرية والديمقراطية التي مارسها الشعب الامريكي بالمطالبة لوقف الحرب الاستنزافية الفوضوية على فيتنام وقمعت على اثرها الاحتجاجات التي اتسعت رقعتها وعمت جميع المدن الامريكية والتي جوبهت بالقتل والتشريد والتنكيل والتعذيب على نشطائها وما اشبه اليوم بالبارحة ونحن على مرأى ومسمع القنوات الفضائية وشبكات التواصل التي عجت بالقمع الوحشي لصوت الشعوب المعارضة للمجازر الوحشية على اهلنا في غزة بدعم دولي واقليمي وعالمي للكيان الغاصب المحتل لارض المقدسات ونرى اتساع هذا الدعم على قدم وساق وقد شاءت ارادة الله سبحانه ان يجعل من امره بالتوقيت الذي علت فيه الصهيونية على الارض ونبذتها الشعوب الغربية بأحتجاجات عارمة خرج على اثرها الشرائح الراقية التي تنادي بحرية التعبير والتغيير وايقاف المجازر الظالمة ضد الشعب الفلسطيني وها هي مشيئة الله سبحانه ارادوا تغيير خارطة فلسطين فابتلاهم الله بشعوبهم لتغيير خارطتهم السياسية من الداخل ولعمري ان هؤلاء الشباب قد رسمت على ايديهم سبل الخلاص وقتئذ يقف الشاب العربي تابع وخانع ومطبع تبعا للحكومات الخانعة جعلت منه آلة عاجزة عن التعبير عن رأيه الا بعض من الشباب العربي المجاهد وكما يحصل الان في عمان والاردن والعراق العظيم الذي قال كلمته والحرب بأوج عظمتها ان لا صلح ولا تطبيع ولا تعامل مع الكيان الاسرائيلي الغاصب البغيض وبعلو الصوت لا خائفا ولا وجلا .وعلى اثر ذلك بدأت الدعوات الجماهيرية الرافضة للوجود الامريكي والصهيوني في ارض العرب والمقدسات واستبسل بذلك فتية امنوا بربهم وزادهم بصيرة وشجاعة واقدام على الرغم من جراحات العراق النازفة الا ان هذا البلد مايزال بيضة القبان ومغير المعادلة العربية والاقليمية
اما مظاهرات اليوم فهي احتجاج واضح وصريح من المجتمع الغربي على سياسة بايدن الخرف والنتن ياهو للابادة المنظمة التي ارتكبت ضد المدنيين العزل والنساء والاطفال والبيوت الامنة فيالها من وقاحة يندى لها جبين الانسانية اين الاصوات العربية التي نادت بالحرية وعدم التدخل بشؤون الغير اين المنادين بالاسلام ورفع المآذن اين المنتمين للعقيدة والثبات مما يحدث في ارضنا المحتلة هل الجميع صمت اذانهم هل الجميع اصبحوا السور المنيع للكيان الغاصب ضد اخوانهم في الدم والوطن فأين حب الاوطان من الايمان واين من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم واين بلاد خادم الحرمين وبلاد حرب اكتوبر وحرب الجولان اين الذين كانوا يطلقون عنان الخيول لرد الغزاة اين انتم من اسرائيل وامريكا بهذه الحرب الفوضوية الغير متكافئة الم يحن الوقت للتلاحم والتوحد تحت راية النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم الم يحن الوقت للنظر بأمور المسلمين في غزة والذي بات وشيكا لاحول لهم ولا قوة الا بالله ..وقد جاء في المأثور هم لديهم المال والسلاح ونحن لدينا الله سبحانه ..واعود للحديث ايها العرب والمسلمين لا تنطلي عليكم اكاذيب امريكا واسرائيل وبريطانيا بأن الغرب الحامي للحريات والتعبير عن الرأي فالشواهد حية هاهي الشعوب الغربية بطلابها وكلياتها ومدارسها تخرج عن صمتها معبرة ومحتجة على تصرف حكوماتها البالية مطالبة بأنهاء هذه المجازر وايقاف وحشية الكيان الغاصب غير مبالية بالتبعات التي تصدر من هذه الحكومات الجائرة والتي اوقعت نفسها بشباك شعوبها ولم يعلموا ان (الشعوب اقوى من الطغاة)
..نسال الله سبحانه النصر والتأييد والتسديد والرفعة والمنزلة الرفيعة للشعوب الحرة المجاهدة واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين………..
العراق
السادس من ايار ٢٠٢٤
تعليقان
مقال معبر عن ارادة الشعوب مكتوفة الايدي
شكرا دكتورة لمروركم العطر وترك بصمتكم الجميلة على تلك الحروف حفظكم الله واحاطكم بعنايته