في الأول من أيار: العمل حتى الرمق الأخير!
تقرير:جابر جابر*
كل عام وأنتم وأنتنّ بخير.
في كلّ مرة يشار فيها إلى العمال في عيدهم في الأوّل من أيّار، يُذكر أولئك الذين يضطرون للعمل فيما العيد باسمهم، وإن كانوا محظوظين فإنهم سينالون فوق أجرهم اليومي أجر نصف يومٍ إضافي بدلًا من العمل في الإجازة الرسمية.
لكن في هذا العيد، اخترنا أن نشارككم تقريرًا نشرناه اليوم، وفيه جانب مختلف لتغطية قضايا العمال، ويُعنى بتلك الفئة من العمال الذين ليس لعملهم نهاية في الأفق؛ الذين لم يحظوا بفرصة الاشتراك في مؤسسة الضمان الاجتماعي، أو اشتركوا فيها من دون أن يكملوا الحد الأدنى المطلوب بحيث يحصلون على راتب ضمان اجتماعي بعد وصولهم سنّ التقاعد الرسمي.
في هذا التقرير الذي أعدّه الزميل عمّار الشقيري، قصص أشخاص بلغوا الستين من العمر، لكنّهم اليوم مضطرون للبقاء على رأس عملهم، لأنه دون الأجر الذي يتلقونه نهاية كلّ يوم، فإن وضعهم سينقلب رأسًا على عقب، أو في أفضل الأحوال سيضطرون للعيش مستندين لمساعدات تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية وأهل الخير، أو إن كانوا أكثر حظًا، فسيعيشون بمعونة من الأبناء والبنات.
حتى آخر نَفَس: عمّال دون تقاعد
عمّار الشقيري
نسمع قصّة أبو أحمد، الستيني الذي يعمل منذ عقود على سيارة تكسي، وكان قبل أشهر فقط قد شهد وفاة مجايله وزميله أبو النسيم، بعد أن أصابته جلطة دماغية خلال أخذ استراحة من العمل على التكسي أمام إحدى مقاهي عمان. تركت تلك الوفاة أثرها في أبو أحمد، لكنها لم تمنعه من مواصلة العمل رغم توصية الطبيب بالتوقف عنه على الفور، إذ لو أراد التوقف عن العمل فلا راتب ضمان اجتماعي ينفق منه على نفسه وأسرته، ليكون حاله بهذا حال عشرات آلاف السائقين العاملين في مجال النقل العامّ في الأردن من غير المشمولين في الضمان الاجتماعي.
كما نقرأ قصة أم لمى، التي عمل زوجها لثلاثين عامًا في دكان صغير في إربد، فيما عملت هي من البيت في التجميل والخياطة، وكانت كل هذه الأعمال بالكاد تكفي مصاريف البيت، ولذا لم تستطع الدخول في برنامج الاشتراك الاختياري في الضمان الاجتماعي. ومن ثم جاءت كورونا، فتدهور وضع العائلة، وأقفل الدكان، وتوقف عملاها، لتخرج حينها من البيت للعمل سائقة على باص لنقل الطالبات إلى المدارس، وتصير هذه مهنتها لأربع سنوات.
ومن أرشيف حبر، نقترح عليكم قراءة التقارير والمقالات التالية، التي تناقش قضية العمل من زاوية أعمال بعينها أو فئات معينة من العمال:
أطفال تحت الشمس
شروق طومار
«كان نفسي أصير مهندس زراعي مش عامل، بس خلص تركت الدراسة ونسيتها، صرت عامل ورح أظل عامل»، يقول أحمد (13 عامًا).
الأمهات العاملات: إما الحمل أو العمل
كرمل خوري
«ما رح أعطيكي إجازة أمومة، ولا شهر قبل الولادة، وإذا مش عاجبك استقيلي». كيف تضطر الأم العاملة في القطاع الخاص في الأردن للاختيار بين الحمل والعمل.
عبيد العمل وقدّيسوه
جوناثان ماليسيك، ترجمة أنس إبراهيم
«إن المفهوم المثالي الذي يدفعنا إلى العمل حدّ الاحتراق النفسي هو الوعد بأنك إن عملت بجدّ فستعيش حياة كريمة اجتماعيًا وستكون شخصية أخلاقية ذات غاية روحية».
حبر
2025-05-01