الدكتور جمال الحبلوسي: ابن العراق البار وأبرز المدافعين عن حقوق العراق الحدودية مع الكويت!
بقلم: البروفيسور وليد الحيالي
من بين الرجال الذين حملوا هموم العراق في ضميرهم، وصانوا حقه وسيادته في كل المحافل، يبرز اسم الدكتور جمال الحبلوسي بوصفه واحدًا من أنبل أبناء هذا الوطن وأكثرهم إخلاصًا لقضيته العادلة في ملف الحدود العراقية – الكويتية. لقد عُرف الرجل بمواقفه الشجاعة، وصوته الجهوري المدافع عن الحقوق التاريخية والسيادية للعراق، مستندًا إلى الحقائق القانونية والتاريخية، ورافعًا راية العدل في وجه محاولات طمس الحقيقة.
بصمة وطنية صادقة
الدكتور جمال لم يكن مجرد موظف في مؤسسة رسمية، ولا باحثًا يتناول هذا الملف بدافع الأكاديمية الباردة؛ بل كان وما زال صوت الضمير الوطني. قرأ الوثائق، بحث في الأرشيفات، أعاد استحضار الخرائط والمعاهدات والوقائع، ثم تقدم بمرافعاته وكتاباته ومداخلاته ليذكّر الجميع أن العراق لن يفرط بأرضه ولا بمائه، ولن يسمح للتاريخ أن يُزوَّر على حساب الحق.
لقد رفع الدكتور الحبلوسي لواء الحقيقة حين خبا صوت الكثيرين، فكان جنديًا في معركة الكرامة والسيادة، مدافعًا شرسًا عن موانئ العراق ومياهه الإقليمية وحدوده البرية والبحرية، متحديًا الضغوط ومواجهة التشويه والتغييب الذي يتعرض له هذا الملف الحيوي.
العلم والحق
ما يميز الدكتور جمال أنه لم يعتمد فقط على الحماسة الوطنية، وإنما دعم كل موقف اتخذه بالأدلة القانونية والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن نفسها التي طالما استُغلت لتبرير الانتقاص من حقوق العراق. فأوضح كيف أن بعض تلك القرارات صيغت أو فسّرت بما يخل بالمبادئ الأممية ذاتها. وهذا ما جعل حججه قوية وراسخة أمام أي محفل، ومنحه احترام كل منصف، حتى من خصومه.
قدوة للأجيال
إن مواقف الدكتور الحبلوسي يجب أن تُدرَّس للأجيال الجديدة، لأنها تعكس معاني الوطنية المسؤولة، والوعي القانوني، والشجاعة الأخلاقية. ففي زمن تعالت فيه الأصوات النفعية والمساومات الرخيصة، ظل هذا الرجل نموذجًا للثبات على الحق، مسخرًا علمه وخبرته وتجربته لخدمة العراق، لا لنفسه ولا لحسابات شخصية.
كلمة أخيرة
إننا حين نكتب عن الدكتور جمال الحبلوسي، فإننا لا نكرمه بقدر ما نكرم أنفسنا باعترافنا بمعدن الرجال الذين لا ينكسرون أمام العواصف. وإن العراق، الذي عاش أزمنة من الجراح والانكسارات، ما زال ينجب أبناء بررة، مثل الدكتور الحبلوسي، يصونون تاريخه، ويحفظون كرامته، ويحملون أمانة الدفاع عنه أمام العالم.
كل التحية والتقدير لهذا الرجل، ودعاؤنا أن يبقى صوته عاليًا وموقفه صلبًا، ليبقى العراق بلد السيادة، والحق،
2025-07-05