قصص قصيرة

‎ ما الذي أغضب ابنة نجيب محفوظ مني ؟ د. أحمد الخميسي هدى ابنة الكاتب العظيم نجيب محفوظ، الشهيرة بأم كلثوم، زعلانه مما قلته عن والدها، الروائي الكبير، في برنامج” أطياف” الذي تعده وتقدمه د. صفاء النجار الأديبة والاعلامية المعروفة. البرنامج الذي أطل علينا منذ نوفمبر العام الماضي وأثار العديد من القضايا الثقافية المهمة في لقاءات وحوارات مع الشاعر الكبير أحمد حجازي، ود. حسين حمودة الناقد المعروف، وخالد داغر رئيس دار الأوبرا وغيرهم من أهل الثقافة والفكر. أعربت أم كلثوم عن غضبها في حوار مع الأستاذ محمود مطر بالعدد الأخير من مجلة الاذاعة والتلفزيون الصادر 15 مايو. ويقول أستاذ مطر…

قراءة المزيد

المسافر على جبل الجليد…! قصة قصيرة.. ياسين لمقدم مرت طوالا على تقاعده من الخدمة الحكومية ثلاث سنوات عجاف، لم يستغلها قط في شيء نافع أو ممتع رغم ما له من أجر شهري مريح وبضعة آلاف من الدراهم وفرها على طول عمره الوظيفي. أقصى ما كان يقوم به هو التمدد على ظهره لساعات طوال ومغالبة آلام التهاب مفاصله بتقليب شاشة هاتفه الذكي في ارتحال مكرور بين هرطقات المؤثرين وقصاصات الأخبار والمغامرات الطائشة على اليوتيوب، والرد على سباب المعلقين في احتدام صراع دونكيشوتي عربي. التهاب المفاصل الذي أصابه بالتدريج منذ عقده الخامس يظهر أثره جليا على استحالة استقامة أنامل يده وأصابع قدمه…

قراءة المزيد

هذيان…! ذكرى لعيبي وحيداً في المدينة أسيرُ بخطواتي المتآكلة، لم يتبقّ منها إلا الخطوة الساهية، جعلوني مثل آنية من خزف يعلوها غبار السنين، أنا مغفـّل طول الوقت، وغبيّ أيضا، لم أعِ لماذا كانت تريد أن يوجد معنا إينما نذهب ونجيء! هذا ما قاله أسامة حين أجبروه على ارتداء ذلك القميص الأبيض ذي الأكمام الطويلة، ثمّ اقتادوه إلى المصحّ في الطرف الآخر من العاصمة. زوجته سعاد لم تنبس ببنت شفة، جلست في الصالة والسعادة تغمر قلبها، ألم وفرح لا نعرف أيهما زائف.. سعاد تشعر أخيرا بأنّها تحرّرت من عبودية أسامة، ذلك الزوج الذي أحبّها حدّ الجنون، ارتبطت به رغم أنها لم…

قراءة المزيد

علوان….! وصال العلاق كان يمر في شارعنا كل يوم، أشعث متسخاً بدشداشته الرثة، ويرتدي سترة فضفاضة تكاد تبتلعه. لم يغير هندامه مع اختلاف الفصول: دشداشة مهترئة وسترة كبيرة، لا بد أنها تعود لشخص آخر؛ قد يكون أحد أفراد عائلته، أو شخصاً غريباً أشفق عليه وأراد أن يقيه برد الشتاء الذي ينخر العظام بلا رحمة. كان يمشي حافي القدمين، وابتسامته الخاوية لا تفارق شفتيه أبداً! لم أسمعه يتفوه بكلمةٍ قط، وكأنه يخبئ كل أسرار الكون بين شفتيه المطبقتين، يمر كل يوم، مطراً كان أم صحواً.. يمضي إلى آخر الشارع ويواصل سيره إلى المزرعة الصغيرة عند منعطف الطريق المعبد، ويختفي بين الشجيرات..…

قراءة المزيد

نـافــذة…! قصة قصيرة د. أحمد الخميسي أقلق في الفجر، ذلك أن النوم يضطرب في مثل سني. أفتح عيني. أسمع صوت طرف قدمي وهي تزيح الغطاء وترفعه، صوتا خافتا كأنه تنهد. أنهض. أتخبط في طريقي إلى الحمام وأسمع وقع خطواتي في فراغ البيت وسكونه. أنصت إلى خرير المياه من صنبور الماء بينما أغسل وجهي. أمضي إلى المطبخ. أقف أمام البوتجاز مصغيا إلى هسيس الماء في الإبريق على النار. أسير إلى صالة البيت حاملا قدح الشاي في يدي. أجلس وحدي إلى المنضدة. لا يكسر الصمت سوى رنين الملعقة بين جنبات القدح الزجاجي. أتطلع إلى الفراغ أتسمع صوت الذكريات. لم تعد لدي أحلام،…

قراءة المزيد

لقاء في كوبنهاغن! ذكرى لعيبي كنت صغيرة، لا تتجاوز أحلامي فضاء طفولتي، وعندما كبرت، ضاقت بي سماء وطني، حالي مثل حال آلاف العراقيين الذين تضيق بهم فسحة العيش الكريم، ليس بسبب جفاف ضرع دجلة والفرات، وليس بسبب يباب حقول البصرة وبساتينها، وليس بسبب نفاد حقول نفط الرميلة ومجنون، لا.. السبب أكبر وأقوى من أن نعي، ونفهم لماذا نترك أوطاننا، نترك التربة التي وارينا فيها أحباءنا وأصدقاءنا، وبعضا من أعضائنا التي بُترت رغمًا عنا. كبرتُ، وأحلامي ما زالت طرية، ندية، ربما لأنني لم أتناول سكاكر الحلوى وأنم بأمان، وربما لأني ولدت وفي يدي لعبة مسدس من البلاستيك، وربما لأن أول صوت…

قراءة المزيد

العُبُور….! ذكرى لعيبي يتغير كلّ شيء في ليلة واحدة، تستيقظ صباحا، فلا تعود كما كانت. إحباطات متكرّرة، خيبة أمل مفجعة، وسماء كأنها تهرب إلى عتمات الغيوم. القرارات تسرق دواخلها، مثل لصّ (أمين) لتدرك أنّها مسروقة؛ لكن تحت علمها. تلملم بقايا حياتها وترتب بقيّة الدفء من ملابس مركونة.. والحقائب تنتظر! يرّن الهاتف، يتكرّر الرقم في اليوم التالي، وبين حالة اليأس والكسل تردّْ: ـ كيف حالكِ؟ ـ إنني ألازم سرير العبودية، خروجي عذاب ـ وبقاؤكِ؟ ـ أيضا.. المسافات تحكمها أوجاع النفس والأمس! تخاف كلّ شيء، حتى (هو) تخافه، لأول مرّة في حياتها تشعر بأنها وحيدة، وأنها (هي) وليست غيرها! الوحدة التي ينأى…

قراءة المزيد

لقد مسنا الضر..! ليزا روز غاردنر عرفتُ قلوبآ تنزف تحت حصارُ مٌبكي.. وهربت امامنينا لتبحث عن اجزائنا المفقودة تحت التراب.. يد هنا و عين هناك.. و بين ذا و ذاك.. سمعنا ضحكات الرضع التي عانقت القنابل العنقودية لتسافر إلى أجواء الجنة المنسية .. فهل يا ترى وصلوا الممزقين، و الخائفين ، بين جحافل المرضى و الاموات إلى فردوس السماء… و مع الانفجار المخيف ، صرخت فوق جبال نقمْ أٌم بائسة محروقة الجلد و الروح تصيح بكل جوارحها الاة .. “” و غمغمت قائلة قد عانينا في الارض يا الله” و يواصل الوجع طعناتة الحادة مع أنين آهاتها لتتجسد في جسد…

قراءة المزيد

قصة الرجل السافل! عزيز نيسين ذهب رجل إلى قرية من القرى التركية النائية، وعندما وصل إلى القرية، استقل سيارة ليتنزه، وبينما هو في نزهته لفت نظره بيتاً جميلاً من طابق واحد وقد تجمهر حوله عدد كبير من رجال ونساء وأطفال القرية .. فقال للسائق بيت من هذا ؟.. فوجد السائق يتذمر ويقول : بيت الزفت السافل ربنا ياخده !! أنه الرجل الذي أرسلته الحكومة ليرعى شؤون القرية .. فقال الرجل : وما أسمه ؟.. فقال السائق : ليذهب إلى الجحيم هو وأسمه .. إننا ننعته بالرجل السافل الحقير .. سافل بمعنى الكلمة . وأندهش الرجل، فهو يعلم أن السائق رجل…

قراءة المزيد

صور الزعماء..!عادل علي عبدالغفار الفراتي يملك موهبة فطرية بالرسم. لم يذهب للمدارس الخاصة ولم يتعلم عن طريق الانترنيت، ففي تلك الايام اغلب الناس لا تملك تلفاز. كما انه لا يملك ورق لكي يرسم عليه، فاتخذ من حيطان غرفة بيتهم المجصصة كجنفاص للرسم. لم يعارضه والديّه بل بالعكس رحبوا بالفكرة بأن يرسم صورة زعيم الفقراء على الحائط. بعد اسبوع اكتملت الصورة وكانت جميلة حقاً. صورة بالالوان وتبرز فيها ابتسامة الزعيم وتلمع النجوم على كتفيه و بقيافته العسكرية. وقد اصبحت تلك الغرفة مزاراً للجيران: تعالوا شوفوا شلون ولدّنا رسم صورة الزعيم!! ومكثتْ تلك الصورة حتى انقلاب الصديق على صديقه ، فخاف اهل…

قراءة المزيد

يبزغ الفجر وعيون المدينة غافية على ضفاف الفرات ومواويل الهور وأحزان القصب، نخلات تتسامق بسعفاتها، وحبات تراب تعانق رحمها، حبّ الوطن الجميل وحبّ الأهل كما لو كنت أحبّك منذ الخلق الأول، بل منذ العماء الأثيريّ البعيد.سنوات عجاف تمرُّ عليها، ابنة سحر الأهوار وقمم الجبال واخضرار حقول ولادة، زوجة رجل راحل أبدا في معالم التغيير ومضاربها. لم تستوعب حماقة الزمن وبلاهة التائهين في دروب اكتظّت بمتظاهرين ضدّ أحكام الكون! تجلس القرفصاء في إحدى زوايا الدار الباردة، جدران متشقّقة، أسقف آيلة للسقوط، أرضية رطبة، لوحة معلّقة تآكل إطارها، لم تسقط رغم بلى الخيط الذي يشدّها وصدأ المسمار الذي يحملها! لعلّها الذكرى الباقية…

قراءة المزيد

سأعيش سعيدة  ذكرى لعيبي كان «الخبيث» قد تمكـّنَ منّي؛ لكن لم أستسلم لليأس… ذهبت لإجراء الفحوص اللازمة قبل التدخّل الجراحيّ، وجدتُ طبيبي المعالج والدكتورة هناء في انتظاري. دخلتُ باسمة، بادلاني الابتسامة ذاتها التي اعتدتُ عليها، وفي غضون نصف ساعة تقريبا أنهيت جميع الإجراءات. جلستُ في ردهة منفصلة عن غرفة الطبيب أنتظر نتائج التحاليل والسونار، أمسكتُ بمجلة كانت فوق الطاولة المركونة في زاوية الردهة، أو كما تسمى صالة الانتظار، تصفّحتها رغما عني، فقلبي عند أبنائي، وعقلي في مختبرالمركزالطبيّ، يداي ترتجفان، وعيناي لا تبصران ما تحتويه صفحات المجلة، شعرت بالملل، فأرجعتها إلى مكانها. نادت إحدى الممرضات باسمي، ولا أعرف لماذا أشعر هذا…

قراءة المزيد

تعب في الركبة…! قصة قصيرة د. أحمد الخميسي كانت لدي منضدة صغيرة تفسخت قوائمها وأردت إصلاحها، وذات يوم وأنا في طريقي إلى البيت شاهدت إعلانا بالبوية على حائط بيت :” أبو السيد. نجار. منزل رقم كذا .. تليفون رقم ..”. قلت لنفسي:” ممتاز”. اتجهت مباشرة إلي العنوان المذكور، وهناك رأيت امرأتين ممتلئتين جالستين تحت شرفة الطابق الأول تثرثران. واحدة تبيع فطيرا مشلتت والثانية لا تبيع فطيرا، مكتفية بالجلوس ووضع يدها على خدها. سألت عن أبو السيد النجار، فردت البائعة: وحضرتك مش عاوز فطير؟. قلت : لاء. شكرا. فانصرفتا إلي الثرثرة. قلت: النجار موجود؟. قالت: لاء .. اتصل به. قلت :…

قراءة المزيد

هذيان….! ذكرى لعيبي وحيداً في المدينة أسيرُ بخطواتي المتآكلة، لم يتبقّ منها إلا الخطوة الساهية، جعلوني مثل آنية من خزف يعلوها غبار السنين، أنا مغفـّل طول الوقت، وغبيّ أيضا، لم أعِ لماذا كانت تريد أن يوجد معنا إينما نذهب ونجيء! هذا ما قاله أسامة حين أجبروه على ارتداء ذلك القميص الأبيض ذي الأكمام الطويلة، ثمّ اقتادوه إلى المصحّ في الطرف الآخر من العاصمة. زوجته سعاد لم تنبس ببنت شفة، جلست في الصالة والسعادة تغمر قلبها، ألم وفرح لا نعرف أيهما زائف.. سعاد تشعر أخيرا بأنّها تحرّرت من عبودية أسامة، ذلك الزوج الذي أحبّها حدّ الجنون، ارتبطت به رغم أنها لم…

قراءة المزيد

أين السماء..! قصة وفاء شهاب الدين همس بصوته الدافيء قائلاً” اشتقت إليكِ متى تعودين؟” ارتجفت لهمساته موجات الأثير ولم تسكن إلا حينما أجابت” شوقي إليك فاق الحد ..لكنني لا أدري متى أعود فأمري مرهون به.. قال بضعف غريب”أريد أن أراكِ قبل أن أموت ..يا مملكتي.. ردت” لا تذكر الموت أمامي فذاك يشعرني أنك بشر.. قال:ــ تذكري دوماً أنني أحبكِ.. قالت:ــ ومن يحبك بهذا الكون أكثر مني ؟ خرس الهاتف فانقبض قلبها فلم يختم حديثه لها كعادته بـ” إلى لقاء”، تناست رعشات انتابتها حين صمت وابتسمت حين لاحت لها ـ من بين الذكريات ـ ملامحه التي تضوع من خلالها ابتسامات العطر،…

قراءة المزيد

حرب / قصة قصيرة! كامل الجباري كان سجن الوحدة العسكرية عبارة عن غرفة طينية ضيقة ، وان كانت طويلة نوعا ما ، لتتسع لعدد اكبر من الموقوفين . لقد كنا في حالة الحركات الفعلية ، كما يقال في المصطلح العسكري في حالة الحرب . نظرت من خﻻل الكوة الصغيرة الوحيدة لكي اهرب من نظرات زميلي الوحيد الذي يشاركني السجن ، الرجل البدين بلونه اﻻبيض المشرب بحمرة فائقة تشي بان دماء العالم قد تكدست فيه . ـ ابو ناجح يربع عكال .. كان هذا مطلع قصيدة ساخرة كتبتها لمﻻطفة ( ابو ناجح ) الذي ينحدر من مدينة جنوبية وادعة هي (…

قراءة المزيد

أول الـعـشـق قصة قصيرة أحمد الخميسي من حيث لا يتوقع حدثت المعجزة التي بدلت كل شيء، كان ذلك عقب زيارة ابن عمه المخرج التلفزيوني عبد السميع أول أمس، تغدى معهم ملوخية وأرانب، وبينما هو يأكل التفت اليه واللقمة في منتصف الطريق بين يده وفمه وقال له:” تيجي تمثل معي يا بهاء؟”. هز بهاء رأسه بالموافقة من دون تفكير، أما أمه فبانت عليها علامات الفرح المفاجئ وقالت بلهفة وفرح:” آه والنبي يا عبده”. أردف عبد السميع وهو يدفع اللقمة إلى فمه:” بهاء صغير وشكله لطيف”. تطلعت أمه إليه بفخر، بينما غمره الاستياء من كلمة ” صغير”. صحيح أنه في الثالثة…

قراءة المزيد

قصة قصيرة __ أكواخ وأفاعي! كامل الجباري كانت حركة المجداف تبقر بطن مياه الهور الرخوة برقة وتصميم . تندفع المياه إلى الخلف فيما ينطلق (المشحوف) إلى الإمام في حركة مموسقة زاد في جماليتها الامتداد الشاسع لسطح المياه الهادئة والسكون الجميل الذي تقطعه ، بين الفينة والأخرى ، الطيور البرية المهاجرة التي عادت إلى الهور مع عودة المياه تدريجيا إليه . – أيتها الطيور الجميلة العائدة .. أأصوات فرح أم أصوات فزع ما تطلقينه ؟ أرعب (أبو كريمه) وأقلقه كثيرا عدم فهم لمغزى أصوات الطيور . لقد عاش منذ ولادته في أحضان الهور . كثيرا ما أكد لنا إن عائلته والهور…

قراءة المزيد

شريط قاتل! فريدة عدنان فنجان قهوة مساء مر طعمه كرحيلك حلو مذاقة كقربك.. سواد عينيك دامغ بقلبي كما في الفنجان” ،كلمات تمتم بها عادل لنفسه بعدما فرغ من ارتشاف فنجان قهوته المسائية .ثم نهض ليدير محرك السيارة في اتجاه شاطئ البحر وسحابة حزن كبيرة تعلو ملامحه السمراء . انطلق بسرعة نحو الشاطئ ، كانت الشوارع شبه خالية من السيارات ومن المارة والنهار يحدو إلى المغيب. أشعة الشمس المائلة الى الحمرة تنكسر على زجاج السيارة. وضع نظارة سوداء ليخفي نفسه أكثر من إخفائه لأشعة الشمس. لما لاحت خيوطها الحمراء تراءت له صورتها وهي ترتدي فستانا أحمر جذاب، ترقص في غنج و…

قراءة المزيد

قصة قصيرة __ رسالة من المعتقل! كامل الجباري ( حبيبتي : وحيد مع الذكريات ، أيام الفرح الأول ، لكن قلبي التعب ما يزال يرقد في حضنك الدافئ ، يا صلاتي اليومية . إن روحي تسافر عبر الطريق اللامتناهي إلى أعماقك الدافئة فأنا في اغترابي عنك كما طير يهاجر عبر المحيطات بأجنحة أثقلها الحزن السرمدي . ) تاه في بحر متلاطم من الذكريات ، بعد أن أكمل عبارته وامتدت ذاكرته إلى ذلك الزمن الجميل ، زمن الصبا . كانت صبية عندما التقاها في بيت قريبة له . – من هذه الحورية ؟ ابتسمت قريبته وإجابته إجابة ماكرة – إنها ابنة…

قراءة المزيد

قصة انقضى عليها مئة عام! د. أحمد الخميسي كثيرا ما يبدو أن قراءة قصة مضى على ظهورها مئة عام أمر قليل الجدوى، غير شيق، لأنها من زمن ولى وغرب، وتطرح قضايا لم يعد لها مكان في حياتنا. لكن الأمر يتوقف على كيفية قراءة ما مضى، وعلى بحثنا عما يمكن أن نستخلصه من ذلك. انظر مثلا قصة” ثريا” لعيسى عبيد أحد رواد القصة القصيرة والتي ضمتها مجموعته” ثريا” عام 1922. مر على كتابة هذه القصة مئة عام بالتمام، ومع ذلك فإن قراءة العمل بتمعن ستمنحنا الكثير. ولننظر في موضوع القصة أولا، إنها تعالج قضية زواج المسلم من مسيحية حين ترتبط ثريا…

قراءة المزيد

زائرة ثقيلة…! قصة ناجي ظاهر سحبني من نومي في آخر الليل طرق على باب شقتي الصغيرة. فتحت عيني ثم أغمضتهما، لعلّ الطارق يخجل على نفسه ويدعني اواصل نومي الجميل في تلك الليلة الليلاء، ألا أن الطرق ما لبث أن تواصل. عندما أيقنت أن الطارق معنّد ولن يفك عني.. فكّرت في أن أفتح الباب له. إلا أن سلطان الكرى ما لبث أن الحّ عليّ غامزًا بعينه.. نم يا رجل.. نم آلان.. والصباح رباح. تواصل الطرق دب فيّ نوعٌ من القلق، هل حصل شيء للأحباء وجاء مَن ينذرني؟ هل خشي علي مُحب أن أقضي في شقتي الوحيدة ولاحقه كابوس رأى فيه أنني…

قراءة المزيد

“الكاهن والشيطان”!فيودور دوستوفيسكي قصة قصيرة جداً كتبها الروائي والفيلسوف الروسي العظيم فيودور دوستوفيسكي على جدار زنزانته عن “الكاهن والشيطان” عام 1849 وعمره حينها تسعة وعشرين عاما. استمتعوا بضمائركم وقلوبكم وعقولكم بقرائتها. قال الشيطان للكاهن : ” مرحبا أيها الأب الصغير السمين ! ما الذي جعلك تكذب هكذا على هؤلاء الناس المساكين المضللين؟ أي عذابات من الجحيم صورت لهم؟ ألا تعلم أنهم يعانون أصلاً عذابات الجحيم في حياتهم على الأرض؟ ألا تعلم أنك أنت وسلطات الدولة مندوباي على الأرض؟ إنك أنت من تجعلهم يعانون آلام الجحيم الذي تهددهم به. ألا تعلم هذا؟ حسنا إذاً، تعال معي ! “ شد الشيطان…

قراءة المزيد

” ربما “…! قصة قصيرة أحمد الخميسي يمكن القول إنه نسيها، تماما، ولم يعد يتذكرها إلا أحيانا قليلة، في الصباح عندما يقف أمام مرآة الحمام يدعك أسنانه بالفرشاة ويقول لنفسه:” ادعك أسنانك جيدا، ربما تتصل وتأتي اليك فنجلس صامتين نحدق ببعضنا البعض، تتشابك أيادينا بعصبية ولهفة ، وفي غمضة عين قد نندفع بشوق جارف نتبادل القبل”. يخاطبها ربما تسمعه:” بالعذوبة نفسها تحبين وتذبحين، في صمت ورقة من دون كلام”. ربما تتصل، ومع أنه ينساها فعليا، إلا أنه حين يتلقى مكالمة هاتفية ليست منها يجتهد أن يختصر الكلام وفي خاطره : أنه لا ينبغي أن يكون الخط مشغولا. ربما تتصل. يفتح…

قراءة المزيد

غرفة خالية في الوسط… ( إلى الرفيق عادل سمارة ) قصة فصيرة أحمد حسين قررت أخيرا أن أذهب إلى الطبيب . حددنا موعدا وذهبت إليه . قابلتني امرأة في منتصف العمر عند الباب قائلة بيأس : الطبيب في انتظارك . أريد فقط بعض البيانات للملف . تفضل بالجلوس ! زادت المرأة الكئيبة من توتري وتشاؤمي ، وجلست أمامها بيأس لا يقل عن يأسها . وتساءلت بخبث بيني وبين نفسي . لا بد أن طبيبي رقيق الحال . فالعيادات النفسية لا يوظفون فيها النساء اللواتي لا يستطعن إخفاء علاقتهن السيئة بالدنيا . أم لعل الأمر مقصود هنا لإنارة دخائل المرضى…

قراءة المزيد

حـفـيـف صــنـدل….! قصة قصيرة د. أحمد الخميسي توقف بي الميكروباص عند الكيلو 21 من الاسكندرية حيث تصطف السيارات المتجهة إلى القاهرة. هبطت تتأرجح على ظهري حقيبة صغيرة خفيفة، وامتد أمامي ميدان تنفتح عليه مثل الأسهم عدة شوارع غاصة بالحركة. لبثت أتلفت بحثا عن موقف سيارات القاهرة، فوقعت عيني على رجل نحيف في حوالي الأربعين في سروال ضيق مهترئ، وقميص عليه حروف انجليزية باهتة، قدماه في صندل بلاستيك مفتوح. نظرت إلى أصابع قدميه العارية فسرت منها في بدني قشعريرة الجو البارد. رأيته وقد مال بصدره وذراعيه على واجهة سيارة ملاكي، يمسح زجاجها بدوائر من خرقة متسخة. قلت له : ” أين…

قراءة المزيد

المصير المجهول..! عبد الكريم البليخ لم يكن عبد الإله قادراً على أن يجد الملاذ الآمن له ولأسرته، ولزوجته المريضة التي تُعاني من مرض عُضال حيال واقع الحذر الشديد الذي انتابه، وبدء العَد التنازلي، والخوف من التشرّد الذي حلَّ بمن عرفهم عن قرب من أصدقائه الذين تشاءُ الصُدف أن يكونوا قد حضّروا أنفسهم للرحيل القسري عن المدينة التي يُقيمون فيها التي اجتاحها المتمردون، واللجوء إلى مكان قصي أكثر أمناً، وبعد أن دخلها هؤلاء الملتحون دبَّ الرعب في قلوب أهلها، حيث فوجئوا بما حدث، وعلى غير العادة، فكانت شارة البدء، ما دفع الأهالي اللوذ بالفرار بعد أن أصابهم الذعر والهلع والخوف…

قراءة المزيد

خيالات أخرى…! قصة قصيرة وفاء شهاب الدين مدت يدها لتفتح باباً تدري مسبقاً أنه المدخل الأنيق لجهنم، توقفت للحظة تلتقط أنفاساً مرتعشة، قمعت دمعة ثائرة تحاول التمرد، تمسكت بمقبض الباب في قوة كأنها تستنجد به، طأطأت رأسها وهي تستذكر فيض كلماته التي تترقرق في مخيلتها كنهر هامس، وتلك اللمسات الخيالية والحياة الافتراضية التي تذوقت روعتها ككعكة محلاة أطفأت فوقها لهيب الانتظار. فاض صدرها بدفقات دافئة مؤلمة تلمست زفراتها وكادت تصطحب معها روحها المنهكة في جولة أخيرة، فرفعت رأسها بسرعة وهي تحبس زفرة أخيرة لتسقط دموعها تلهب قلباً لطالما توقفت نبضاته كأثر طبيعي لكلمة “أحبـــــــــك”. دفعت الباب بقوة ودفعت معه خوف…

قراءة المزيد

«دقـــائـــق الـــود»! فيما كان الناطور يهم بإغلاق باب غرفته بعد منتصف الليل، سمع صوتاً مألوفاً يناديه: «سلامات یا محمد». انشرح صدره، لقد جاء أحب سكان المبنى إلى قلبه، بادله الٳبتسامة وهم بحمل الأغراض، لكن الساكن لم يقبل: «ما بيحرزوا». يكفي حضوره أول الشهر ليعلم الناطور أن لديه ضيفاً ليطل عليه سريعاً، دقائق من الود، تكفيه الشهر كله. فهذا الساكن ليس كغيره، هو الوحيد الذي يتذكر الناطور في مواسم الأعياد ليقدم له «عيدية»، دائماً ما يسأله عن حاله، لم يعبس في وجهه يوماً، حتى عندما يريد أن يدفع أجرته الشهرية، يقدمها مع طقوسه الخاصة. في الصباح، انبعثت رائحة زكية إلى غرفة…

قراءة المزيد

بلا عنوان…! حسين الحجي لم أكن لأصدق أنّك قطعتِ طريقي في ذلك المساء، وخاصّةً بعدما امتلأتُ بالدموع تارّةً وبالآهات والصراخ تارة أخرى، وكأنّكِ استجابةٌ لما مضى من دعاء كنت أخبئه في جيوب صدري سرًّا، مشيتُ حينها، وأنا أجرُّ خلفي بريق غصّةٍ واضحةٍ تميّزني عن الآخرين. في تلك الليلة، حينما جلتُ الشوارع والطرقات أثناء عاصفةٍ هوائيّةٍ تفقدني التوازن والهدوء، وكأنّها تتناغم مع أعاصير قلبي , حقًّا صدفةٌ سارّةٌ حاكها القدر لي كي أراك عند جسر الاعتراف ذلك الّذي كنتُ أستودعه كلّ مافي جعبتي في كلّ ضيقٍ، كنت ألقنه أشياءً كثيرةً عني وعن وطننا الذي شبع من الموت، ومازلنا نحيا بقوّة الإرادة…

قراءة المزيد