عن الذين يسمعون ولكن لا يستمعون..!
رضا الاعرجي
“عدم القدرة على التواصل وعدم الاستماع مصدر كل أعمال العنف”
جان بول سارتر
عن الذين يسمعون ولكن لا يستمعون..
السمع يختلف عن الاستماع، هذه القدرة الضرورية للاستجابة ليس فقط للرسالة الصادرة عن المحاور بل هي مطلوبة لقراءة الإيماءات وفك رموز المشاعر المحتواة وكل تلك المعلومات التي تنتقل عبر مسارات بعيدة عن الكلمات.
لكن هناك من يسمع ولا يستمع..
أتحدث عن أشخاص يأخذون في الحسبان وجهات نظرهم فقط، ولا يظهرون الرغبة أو الاهتمام بفهم الآخرين..
أتحدث عن أناس يسمعون، وهم حاضرون ذهنياً، ومع ذلك لا يستمعون..
دعونا نعترف بذلك..
ففي ظل عدم وجود تفاعل من الصعب الحفاظ على محادثة فعالة ومرضية مع هؤلاء الأشخاص الذين يشكلون جزءً من حياتنا اليومية..
على جدران هذا الفضاء الالكتروني من لا يهتم أو لا يريد أن يهتم. ومن نظنه قريباً منا سرعان ما ندرك أن علاقته ليست صادقة وأنه غالباً ما يقدم مجرد تنازل كاذب..
عدم معرفة كيفية الاستماع، وعدم ممارسة الاستماع الفعال يولد عدم الرضا على مستوى العلاقات لأن سيناريوهات هذه العلاقات ترى في التواصل الجيد المفتاح لخلق المناخ الأفضل..
لا شيء يؤدي إلى تآكل عواطفنا مثل الشعور بأننا لا نسمع عندما نحتاج إلى من يستمع لنا..
يحدث ذلك بتواتر كبير في علاقاتنا مع الأشخاص النرجسيين الذين يستمعون لأنفسهم فقط، وإذا غضبوا منك فلن تكون محقاً في أي شيء تقوله..
هؤلاء يستمعون لما يريدون ويفتحون آذانهم فقط عندما نقول شيئاً يؤكد ما يرضيهم بالفعل أو يؤمنون به أو يعتبرونه أمراً مفروغاً منه، وأي شيء لا يتناسب مع أذواقهم أو معتقداتهم لن يحظى بالاهتمام أو يؤخذ في الاعتبار..
هؤلاء يعتقدون أن الحقيقة الوحيدة هي التي لديهم، وكما لو أن هذا ليس كافياً، فإن كل محادثة ستفتقر إلى الاهتمام إذا لم يكونوا مركزها ..
هؤلاء رغبتهم الوحيدة هي أن يتولوا زمام كل حوار، واحتكار كل كلمة..
هؤلاء الذين لا يستمعون إلى بعضهم البعض محكوم عليهم بالوقوع إما في اللامبالاة أو في ذلك الخلاف الذي ينتهي به الأمر إلى توليد مسافات متباعدة لا يمكن التغلب عليها..
هؤلاء وراء الكثير من الإحباطات عندما يتعلق الأمر بالتواصل…
2022-09-24