معاداة العراق..!
علي عباس
بن سيغال كاتب صهيوني في موقع صهيوني هو “انترناشيونال بوليسي دايجست الأمريكية الصهيونية”. والموقع هذا لا يخلو من دعاية “باللغة العبرية” لتشجيع السياحة إلى الأرض المحتلة وبالثواني..
كتب بن سيغال هذا في الصحيفة هذه مقالا دعائيا “تحريضيا” يدعو فيه امريكا لتقسيم العراق ويغمز ايضا تركيا وايران وسوريا، وتقسيم العراق امنية صهيونية ودعوة ابتكرتها الصهيونية قديما وحديثاً وبصورة دائمة، وقد اصبحت من اهداف الصهيونية بوثيقة في عام 1979 وجرى ضبطها وتوثيقها في مؤتمر تل ابيب عام 1982 تحت عنوان “تقسيم العراق” الذي كشفته دون قصد “مجلة كيفوييم الصهيونية” الصادرة في تل أبيب؛ حينما وصف المؤتمر الصهيوني هذا العراق “بلداً مفتعلاً” ويجب تقسيمه..
بن سيغال هنا يضع الامور وفق منهج المصادرة والاسقاط الذهاني المرضي، كما لو ان ليس هنالك حلاً لمشاكل العراق الا بتقسيمه. ثم يأخذ اربيل مثالاً للمغامرة الامريكية القادمة التي اصبحت حسب وعيه المريض امراً لا مفر منه. والصحيفة كما هو واضح مؤهلة لهذه الأغراض العدوانية الدنيئة.
فقد كتب الصهيوني بن سيغال تحريضه الغبي في صحيفته الصهيونية:-
“دعم الدولة الكوردية واجب أخلاقي ..”
“إقليم كوردستان أمل أمريكا الأخير في الشرق الأوسط..”
كما ورد في ترجمة المقال في قناة عشتار الفضائية في 21/11/2021
وايضا المقال مترجما في شفق نيوز موقع الاكراد الفيليين قي 20/11/2021 تحت عنوان:-
“لماذا دولة كردستان الخيار المنطقي..”
يقصد خيار امريكا المنطقي كما سبق أن اقترحه الصهيوني تيليرسون وزير خارجية ترامب عام 2017.
الغريب ان فايروس العنصرية ما زال يتنفس، ومن يتعامل بعنصرية طراً ويروجه هو المثقف.. وهذا المثقف حتما هو المثقف المأزوم؛ عربياً كان ام كردياً ام المانياً ام فرنسياً، إلخ ..
متى يفهم البعض ان القومية النقية حسب مبحوثات فيخته الايديولوجية قد ولّى زمنها؟ فلم تعد الامة هي القومية النقية، خصوصا بعد تدخل علم الجينات في فحص فذلكة فيخته الرجعية. إن الأمم ليست امة سبارطة كما يعتقدها البعض، الأمة اليوم تتكون من تنوع كبير ومثمر وايجابي؛ تتكون من قوميات مختلفة في عصرنا، ولا ابتعد عن الحقيقة لو قلت انها بدأت تتكون بهذه الصورة منذ عصر المدينة الرأسمالية، كما رأى واقترح رينان بعيداً عن رجعية فيخته وتشدده العنصري الذي تناولته النازية بقضه وقضيضه، وتفاخرت به الفاشية ووضعته شعارا وهدفاً في القرن العشرين وما زالت.
والمقال حاول أن يحيي الموات العنصري حيث يقول: “أن الهوية المتميزة للكورد وحكومة اقليم كوردستان الليبرالية، واقتصادهم أيضاً بالاضافة الى تاريخهم الحافل بالمهارة العسكرية،”.. “تجعلهم مرشحاً رئيسياً لاقامة دولة تدعمها الولايات المتحدة”.
هل هنالك ضحالة اسوأ من هذا التحليل، هذا اللغو المضلّ وهذه الفهاهة الغريبة، يعتقدها بن سيغال مسكة حليم، فيما هي تهافت مفضوح وخوض في ضحضاح آسن.. تلك هي الصهيونية عندما تفلس وتخسر امام شعوب الكون كلها.
لنقرأ تفاهة سيغال في مقاله:-
– “إن البريطانيين كانوا قد وعدوا الكورد باقامة دولة، مثلما تلقى الشعب اليهودي بعد الحرب العالمية الثانية وعداً مشابها”.
– “القوات العسكرية الكوردية برهنت على أنها حليف قوي للولايات المتحدة طوال اكثر من ثلاثة عقود، حيث ساعد المقاتلون الكورد القوات الامريكية في الحرب ضد صدام حسين.”
– إن كوردستان “يمكن ان تكون بمثابة نجاح امريكي دائم في الشرق الاوسط”
– “مثل هذا الدعم لدولة كوردية، سيمنح العديد من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، شريكاً تجارياً مهماً ومركزاً للاستثمار”. (يقصد اسرائيل حليف امريكا ومحميات الخليج بشكل رئيسي).
– “يمكن لجيش كوردي دربته وسلحته الولايات المتحدة، أن يشارك في عمليات مشتركة لمكافحة الارهاب… بالإضافة (وهنا بيت القصيد) إلى أن توفر النفط و”الكفاءات الفكرية لكوردستان”، من شأنه ان يجعل من اقامة الدولة خياراً فعالاً”.
ولنقرأ هذا النص المقتبس من هيرتزل الذي قدّمه إلى بلفور وقد تحول مطلبا للصهيوني سيغال نيابة عن شعبنا الكردي:-
– إن “تأسيس دولة بحدود رسمية وجيش وطني سيمكن الكورد من اقامة مجتمع سلام واستمرارية وحريات اساسية، بشكل مضمون”…
عفارم….للبلاهة، نحن نقرأ..
2021-11-22