سياسة كوشنير – برنار ليفي … بين الإلزام و الإلتزام ؟
فاديا مطر
– لم يعد البحث عن العناوين سيد الورشة التي قادتها المنامة في ” صفقة القرن ” ، بل صياغة تطبيق المشروع الصهيو – أمريكي هي التي إستحوذت على جل إهتمام المجتمعين ، فالورشة التي تعتمد قبل تكريس حل المستشار الرئاسي الأمريكي في الصيغة الإقتصادية لبيع القضية الفلسطينية ، هي آلية تنفيذية بحتة لتكريس التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني كخطوط عريضة لأي مؤتمر خليجي – إسرائيلي قادم في تطورات المنطقة ، فالسياسة التي يقودها صهر الرئيس الأمريكي و كبير مستشاريه هي نسخة طبق الأصل ومنقحة عن سياسة اللاعب الإسرائيلي “هنري برنار ليفي ” في تسويق ضرب دول الممانعة عبر مشروع ” الشرق الأوسط الجديد ” الذي خطت حروفه ” كوندا ليزا رايس ” سابقاً ، لكن الفرق بين المشروعين كان الإلزام الإسرائيلي لممالك و مشيخات الخليخ بتنفيذ الخطوات ما بين السري و العلني ، وما بين السياسة التي أصبحت بوضوح العلنية – العلنية التي يطبقها حكام الخليج مع جارد كوشنير ، فالنظام البحريني الذي يستضيف الكيان الصهيوني في عقر داره بات مع من تجند لإتمام الصفقة كسيد مفتتح الطريق ، و باتت القضية الفلسطينية المركزية معركة محاصصة لا يبدو أن مقررات الورشة البحرينية إفترقت عن إلزام إتمامها ، فالموقف الفلسطيني الرافض للصفقة كان الأبرز بإفشالها من الخارج ، لكن فرض الحلول التي إعتمدها كوشنير ربما تكون منفردة في المستقبل لجهة التفرد عبر الشق الداخلي الفلسطيني في رؤوس الممانعة التي ظهر بعضها و مازالت ترتبط بمعاهدات أمنية تنسيقية مع الكيان الصهيوني ، فالإلزام كان سيد الأمر ، و الإلتزام سيكون سيد الطاعة من عواصم التطبيع النهائي ، وهنا تمكث المراهنة على زيادة الشرخ الداخلي الفلسطيني و إلتزام أطراف التطبيع في تمرير الصفقة عبر جرعات طويلة الأمد تحقق مبتغاها ربما ، فالحديث عن تنظيم ” داعش ” شبه إختفى ، و التطورات مع إيران باتت سيد الأحداث في الإقليم ، و التباهي بتحويل العداء نحو طهران كعدو بديل هي عمق السياسة التي رتبها ” برنار ليفي ” في أجندة شرق أوسطه الجديد ، فهل يظهر تنظيم داعش الأرهابي في تضاريس الخلاف الفلسطيني يوماً ؟ و هل سيكون القضاء عليه تحت مسمى مكافحة الأرهاب بنفس طريقة ” برنار ليفي ” في سوريا و العراق و اليمن و ليبيا ؟ و هل التحالف الخليجي معني نوعياً بمكافحة التنظيم كما حدث في اليمن و سوريا ؟ هي أسئلة تختبر الأيام القادمة فحواها ، والتعويل الأبرز سيكون على رأب الصدع الداخلي الفلسطيني لفرض منع توفير ضرب محور المقاومة الذي فشل أمريكياً في سوريا و اليمن و العراق ولبنان نحو ما تسميه سياسة كوشنير ” رأس إيران في غزة ” ، كبديل عن الفشل الأمريكي في معادلة الحرب عبر مياه الخليج نحو طهران ، لتكون المعركة الأسهل و المسموح فيها عربياً نحو خلط أوراق الأرهاب بأوراق المقاومة ، في جزء من أرض فلسطين تعتبره حتى الحكومات الخليجية عاق في وجه مقررات السلام التي وضعها إلزامياً كوشنير _ برنار ليفي ، و يؤتمن عليها بالإلتزام من أنظمة التطبيع بدور فاعل في تحويل المعركة نحو جزء لا تصل إليه يد محور المقاومة بشكل كامل ، و يعاني من تصدعات مفتعلة يمكن إدخال نسخة مطورة من تنظيم داعش في شقوقها لتكون عقاباً خارج نطاق أرض وصول أيدي طهران و محورها في التصدي ، فسياسة الإلزام و الإلتزام من ورقة كوشنير الى مترجمات المنامة هي الأجندة القادمة لبرنار ليفي في تطبيق الحرب من قاعدة الهرم الى رأسه …
2019-06-28