ذكرى أستشهاد عضو اللجنة المركزية – المناضل ستار خضير .
.. جبار فشاخ داخل
** شهداء الحركة الشيوعية العراقية هم شهداء الوطن، وهم باقات من الأزهار الفواحة التي دخلت سفر التأريخ ، نمسّد على تراب قبورهم ، ونحمل لهم حنين الوطن لمحياهم، حنين دجلة والفرات وأمواجهما لتسقي ظمأهم وشوقهم لأرض الوطن .. لننحني لقاماتهم الباسقة ونهتف لهم تباركتم يا أحبتنا، أنتم القناديل التي أضاءت الظلمة الحالكة ليستدل بها المناضلين بمثابات الطريق .. ومن هؤلاء الشهداء الأكارم يبرز اسم الشهيد الذي باركت دمائه أرض العراق ستار خضير، الذي استشهد في مثل هذا اليوم من عام 1969 .. !!!
** ولد الشهيد ستار خضير صگر الحيدر المندائي العراقي، في ناحية الكحلاء ـ محافظة ميسان في عام 1929 وسط عائلة معروفة في وطنيتها وإخلاصها للشعب والوطن، ووجد نفسه في خضم النضال الوطني وهو في مقتبل العمر، وانغمر مبكراً في النضال الطلابي، وفي وثبة كانون عام 1948 كان له شرف قيادة أحد التظاهرات الكبيرة في مدينة العمارة .
** التحق عام 1952 بدار المعلمين، وتخرج منها، وواصل نشاطه السياسي الثوري، وعمل معلماً في ناحية الكحلاء لمدة عام واحد، ونقل بعدها الى بغداد معلماً في أبو غريب .
** شارك في العمارة بدعم أحداث انتفاضة تشرين 1952، مما أدى إلى إعتقاله وإودع سجن الكوت لمدة عام ونصف بتهمة التحريض ضد الحكومة وقيادته للتظاهرات .. وبعد انتهاء محكوميته عاد إلى ناحية الكحلاء وعمل فى محل لبيع القرطاسية والأدوات المنزلية، لتوفير الأجواء المناسبة لمواصله نضاله الحزبي، ولتغطية نشاطه أمام الأجهزة البوليسية .
** في عام 1954 أعتقل مرة اخرى في ناحية الكحلاء، واودع سجن بعقوبة لمدة ثلاثة أعوام، ولما أنتهت محكوميته تلك تم نفيه إلى مدينة بدرة الحدودية لمدة سنة، بعدها أطلق سراحه .
** بعد ثورة 14 تموز 1958 تفرغ للعمل الحزبي، وأرسل الى مدينة الموصل في ظل الظروف الاستثنائية التي عاشتها تلك المدينة بعد حركة الشواف 1959 واشتداد الهجمات على تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، وكانت هذه النقلة اختباراً شديداً لصلابته وسعة تفكيره ودقة وسائله التنظيمية، حيث عمل عضواً في اللجنة المحلية، بعدها تم توجيهه بالعمل في مدينة كركوك، وعمل هناك حتى بعد انقلاب 8 شباط 1963 الدموي، وساهم بنشاط ومثابرة نادرة في صيانة تنظيمات الحزب .
** عام 1965 تنامى نشاطه في إقليم كردستان، وكلف بالإشراف على فصائل الأنصار في السليمانية وأربيل، ومن ثم قيادة الإقليم .
** عام 1967 عاد إلى بغداد لينتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب، وتتعدد مسؤولياته ونشاطاته الحزبية من بينها مسؤولية الخط العسكري في الحزب .
** كانت يد الغدر تتربص بهذا السجل البطولي والتجربة الغنية، من أجل حرمان الحزب من تجاربه الفذة وشخصياته الاستثنائية، ففي مساء يوم 23 حزيران 1969 وفي أثناء عودته إلى داره في الوزيرية، باغتته عصابة ناظم كزار لاختطافه، فقاومهم بضراوته وشجاعته المعهودة رغم أنه كان اعزلا، فاستخدموا سلاحهم الغادر بجبن وحقد، وأصابوه إصابات قاتلة، وولوا هاربين، لكنه لم يفقد ثقته بالشعب فهتف بحياة الحزب الشيوعي العراقي وجراحه تنزف، وأعلن عن اسمه وصفته الحزبية، فنقل للمستشفى .
** يوم 1969/6/28 فارق الحياة تاركاً عائلته، بناته الصغيرات وزوجته، وتاركا أيضاً الحزب والشعب الذي عاش وناضل من أجل أسعاده ومن أجل الوطن الحر، وترك تجربة زاخرة وحية في النضال والصبر على أعباء النضال، ودرساً يقول ويؤكد أن الوطنية ثمارها لكل العراقيين، وأعباؤها على كل العراقيين .