حكايات فلاحية: من أثرياء السحت الحرام!
صالح حسين
في جميع دول العالم، ” الديمقراطية وغير الديمقراطية ” العملاء واللصوص يخافون القانون، إلا في العراق الديمقراطي الجديد، القانون هو يخاف من هؤلاء المعتدين على كل القوانين حتى المجتمعية منها! في كل المناسبات نرفع اصواتنا عالية، بوجه السياسيين من العراقيين المنتفعين والمستغلين والطامعين بقوت الفقراء والمعدمين من العمال والفلاحين وسائر الكسبة من الجائعين… بعدما فقدنا المصداقية بالمسؤولين السياسيين وشعاراتهم وأعلامهم المزّو للواقع العراقي المرير… أضطراراً أن نصّدق ما ينقله الأعلام الغربي ومنه : مجلة ( فوربس – الامريكيه ) وهي من اشهر المجلات بالعالم التي تعني بشؤون المشاهير من اغنى اغنياء العالم واثريائه، حيث قالت: يعتبر الساسه العراقيين من اغنياء العالم ولكن طرق كسبهم للمال بطرق غير مشروعة وقد اصبحوا خلال عشر سنين فقط اي بعد ( 2003 ولغايه 2014 ) من أغنى الأغنياء – محسوباً بالزمن- وذكرت الصحيفة : أن الاغلبيه الواسعه من الشعب العراقي هم بدون خدمات، بدون ماء صالح للشرب، بدون تدريس، بدون كهرباء، بدون رعايه صحيه، و بدون بنية تحتية .. وهنا يتساءل المرء أينما كان: كيف لبلد مثل العراق ان يعمر ويطور وقادته الكبار هم من ألـ(18) الاوائل من الاغنياء في العالم ، مليارديرته، حسب مستوى الاكثر فسادا على مستوى العالم، حيث تقدر أموالهم بـ( 300 ) مليار دورلاراً أمريكياً… والأمام علي ( ع ) قال: ما اجتمع مال الا من بخل او من حرام. واسماء هؤلاء السياسيين هي: نوري المالكي، اسامة النجيفي ، اياد علاوي ، صالح محمد المطلك ، حسين ابراهيم صالح الشهرستاني جلال الطلباني، مسعود برزاني، نجرفان برزاني، قباد جلال الطلباني، هبرو زوجة جلال الطالباني، عباس البياتي ، بهاء الاعرجي، باقر الزبيدي ، احمد الكربولي، حسن السنيد، سعدون جويّرالدليمي ،عدنان الاسدي وعادل عبد المهدي – ملاحظة: هذه المعلومات حسب ما جاء في المجلة المذكورة أعلاه- أنتهى.
وإذا ما تطرقنا إلى وضع حزبنا الشيوعي العراقي، نكتفي بالمثل الشعبي الذي يقول: السمكة خايسة من رأسها، لأنه أي ( المثل ) ينطبق تماماً على قيادة الحزب الحالية، وإذا كان عموم العراقيين يتساءلون عن اموالهم المسروقة في وضح النهار، فأن الشيوعيين العراقيين ايضاً يطرحون اكثر من سؤال عن أموال حزبهم وممتلكاته، بعدما إتضح حتى للأغبية المنافقة المنتفعة والصامته من أعضاء الحزب عن الأغنياء فيه، بعد عام ( 2003) وهم : فخري كريم الذي تقدر أمواله باكثر من ( 2 ) مليار المليار دولار، سكرتير الحزب ( حميد مجيد موسى البياتي ) الذي تزيد ثروته على ( 300) مليون دولارا أمريكياً، منها ( 50 ) مليون دفعة واحدة من سيدهم ( بريمر ) عندما وقع على الدستور، وهو أي ( البياتي ) لحد اليوم يستلم راتباً تقاعدياً من البرلمان وآخر من الجمعية إللا وطنية، التي شكلها ( بريمر ) إضافة إلى أستحقاقاته من الدولة من الرواتب والترفيعات على أعتباره كان موظفاً في مجال النفط ، وأيضاً يستلم راتباً تقاعديا من حكومة الأقليم، إضافة إلى مخصصات من ( الفضائيين و الدمج ) على شكل ميليشيات. هذا الوضع ينطبق بشكل أو بآخر على عضوين أو أكثر من المكتب السياسي واللجنة المركزية، منهم ( جاسم الحلفي ) الذي تقدر ثروته بـ( 50 ) مليون دولاراً امريكياً، وكذلك (مفيد الجزائري ) الذي أسس ( شركة سجاد أيراني ) بأسم ( إبنه – ميسان ) في براغ، أثناء تسلمه وزارة الثقافة…تجدر الأشارة إلى أن هؤلاء القادة من خريجي مدارس الخارج سياسياً وتنظيمياً وثرواتهم أتت مع الأحتلال الأمريكي عام 2003.
وإذا ما نظرنا إلى حالة الحزب الداخية الذي تأسس عام ( 1934 ) نقول: نحن نفتقر تماماً إلى إدارة تنظيمية ومالية، وكذلك إلى أعلام جماهيري حريص ومسؤول يواكب الشارع ومتطلباته مثل: قناة فضائية، مقرات، صحافة، وجماهير!! وحالة الحزب بشكل عام تشبه حالة موسسات الدولة بالفساد المالي والأداري…بل هناك أكثر من هذا هو: أن عائلة سكرتير الحزب (البياتي – زوجنه وأولاده وثروته ) خارج العراق / ألمانيا…والسؤال هو: ماهو الذي يميـّزهؤلاء القادة والكوادرعن غيرهم من اللصوص المحليين بالفساد المالي والأداري اليوم؟.
نطرح السؤال التالي على المدافعين عن هذا النهج وما ترتب عليه: أين الوطنية والمبدئية التي يتصف بها سكرتير الحزب ومن على شاكلته من القادة والكوادر سواء كانوا في مؤسسات الدولة أم في منظمات الحزب!؟. وإذا ما تحدثنا عن ( كرسي المسؤولية ) أكثر من (20) عاماً و( البياتي ) متربع عليه، بعيداً عن الديمقراطية وشعاراتها، دون أي أنجاز يذكر لا للعراق ولا للحزب، وجرت في عهد رفيقه (عزيز محمد ) وفي عهده أيضاً أعتقالات وموت تحت التعذيب وأعدامات لأعضاء وكوادر في الحزب شمال العراق، كذلك طرد المئات من أعضائه وكوادره من منظمات الحزب خارج العراق… وإذا كانت هناك من مقارنة، فهو أي ( البياتي ) أكثر دكتاتورية ناعمة من زملائه في حزب الدعوة ومنهم ( عادل عبد المهدي وحيدر العبادي ) ومن سبقهم وبعدهم أيصا…أخيرا: الفنان الكبير والمبدع ( أبو شناق ) قال: خذو المناصب والمكاسب ….. لكن خلّولي الوطن !! والمثل يقول : كل واحد طينته بخدة! ولذلك نقول : إن شعار الجماهير ( شلع …قلع، كلهم حرامية) قليل بحقهم، ويشمل ( 99% ) من المسؤولين في ( الحكومة وكتلها وأحزابها ) لأنهم أكبر آفة من اللصوص المحليين عرفها التاريخ للفساد المالي والأداري،.
مربط الفرس: الموآمرة التي أصابة هيكلة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي، عشية الموتمر الرابع للحزب عام 1985، وما بعده، حيث كان ( حميد مجيد موسى البياتي ) بيضة ” القباّن الفاسدة ” بين قطبين متناحرين، في قيادة الحزب، أي إنه كان الرقم الحاسم لصالح النهج الذي يعيشه الحزب اليوم، وذلك بعدما إستلم من (عزيز محمد ) و( فخري كريم ) الضوء الأخضر لسكرتارية الحزب، فقد بدّل مواقفه المبدئية و( أصطف ) بقوة إلى جانب ( عزيز) و( فخري ) لنصرة الباطل، وعملوا مجتمعين خلية أزمة بطريقة الموآمرة على أستبعاد ( 13) رفيقاً قيادياً وهم : زكي خيري، عامر عبد الله، باقر إبراهيم، عبد الوهاب طاهر، عدنان عباس، حنا الياس، فاتح رسول، حسين سلطان، نزيهة الدليمي، ماجد عبد الرضان، ناصر عبود، بشرى برتو وجاسم الحلوائي. إضافة إلى مئات الكوادر والأعضاء، وحينها تبجح وتفاخر ( عزيز محمد ) حين قال: ألغى نصفنا النصف الآخر، ومن هنا نريد توضيح للرأي العام حجم الموآمرة، كما وتجب الأشارة إلى التلاعب بأموال الحزب وأستخدامها في عملية الأفساد والتخريب، بما في ذلك شراء الذمم داخل الحزب نفسه!! والحالة التي يعيشها الحزب اليوم تعبر بصدق عن نفسها !.
مالمو / السويد
/ 2 / 9/ 2023.