بسم الله الرحمن الرحيم
(بيان للشعب الأردني العظيم)
ماذا بعد غزة المخاطر والتحديات
فرض السابع من تشرين أول 2023 ضوابط ومحددات جديدة في المنطقة والإقليم وربما في العالم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، كما أنه قلب الكثير من الثوابت التي كادت أن تتحول إلى قناعات ومسلمات راسخة لدى الكثيرين على الصعيد الرسمي والشعبي العربي وعلى رأسها أن القضية الفلسطينية هي في تابوت ملّفح بعلم التطبيع والاستسلام وان العالم الغربي ومعه العالم العربي تحولت أولوياتهم إلى تنفيذ الخارطة الجديدة التي رسمها المشروع الغربي للشرق الاوسط الجديد.
ومن بين الكثير من الفعاليات السياسية والجماهيرية التي تعم العالم كله نصرة لفلسطين وغزة ولم يكن الأردن إلا جزءا من جملة التحالف الشعبي العالمي مع المقاومة الفلسطينية، فقد تداعى عددا من الشخصيات الأردنية ذات التأثير في المجتمع الأردني إلى اجتماع تبادلوا فيه الحديث والرأي حول ما يجري في غزة من هجمة همجية فاشية صهيونية شرسة على سكان القطاع من أبناء شعبنا الفلسطيني وسبل مساندة وتعزيز المقاومة الفلسطينية المتمثلة بحماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى وهي تقود أكبر حملة دفاع عن شرف الأمة العربية وبإسناد من فصائل محور المقاومة في اليمن ولبنان والعراق.
ونحن إذ نحيي المقاومة البطلة العظيمة ونتلمس إنعكاسات هذه الحرب الصهيونية على غزة ومقاومتها الباسلة على وطننا الأردن الذي هو المنطقة الأهم بين كل الدول العربية من حيث الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا السياسية والمسكون بهاجسي الخوف والواجب معا والخوف من غدر الصهاينة المحتلين، وهذا يتوجب علينا التحضير والاستعداد للدفاع عن الأردن لان العدوان على الاردن قادم لا محالة، والعدوان على الأردن سيكون أكثر قسوة وهمجية لان الفاشية الصهيونية لا تؤمن بوجود وطن أردني وتعتبر أن الأردن جزءا مما يسمى بدولة إسرائيل.
ومن هنا فإننا نشدد على ضرورة أن تتنبه الدولة الأردنية إلى المخاطر المحيطة بنا وتضع تصوراً جدياً بعيداً عن التشبت بالعلاقات مع دول الغرب تحت كل الظروف لأننا نعلم أن الضرورة السياسية والأمنية توجب إبقاء التواصل والحوار بل التعاون مع الغرب رغم موقفها المنحاز للعدو، ولكن لا بد أن يكون دور محوري للأردن لصد الهجمة الصهيونية على فلسطين والاردن، وأن لا نبقى ننتظر حتى يذبح الفلسطينيون أمامنا ويأتي دورنا فإننا بحاجة إلى تطوير موقفنا الاستراتيجي الوطني.
التغيير في أولوياتنا ونستعد للمستقبل القريب القادم الينا وعلينا بحيث تكون الأولويات الجديدة تصب كلها في تقوية وتعظيم الدور الأردني والانتقال به إلى صف المقاومة والخطاب السياسي المقاوم وهذا يترتب عليه التالي:
أ- أن المرحلة تتطلب تغيير الموقف السياسي من حركة حماس وباقي فصائل المقاومة، وإعادة الجسور بين الحركة وبين الأردن الرسمي خاصة بعد أن أصبح العالم كله بمن فيه إسرائيل وأمريكا يعلمون أن خيوط اللعبة تمسك بها حماس وليس السلطة الفلسطينية، ومن هنا لا بد من إصلاح الخطاء التاريخيّ الذي وقعنا فيه بطرد قادة حماس من الأردن وفي السياسة الرجوع عن الخطاء فضيلة و إنتصار.
ب- القيام بدور إيجابي جاد لإيصال المساعدات لأهل غزة من خلال البر المتصل بين الأردن وغزة واستخدام أوراق القوة التي يملكها الأردن لاجبار العدو الصهيوني على الموافقة على إرسال مساعدات جادة وبقدر كبير بدل عمليات الانزال الجوي الرمزية خاصة أنه في الحالتين لا بد من أخد موافقة الكيان الصهيوني.
ج- تغيير النهج والموقف السياسي برمته والمتمثل بالانفراد بالسلطة وتهميش دور المؤسسات الوطنية و إنتشار الفساد والمحسوبية وقمع الحريات وازدياد العجز المالي والمديونية وتوسع دائرة الفقر وتفشي البطالة والارتهان إلى المؤسسات المالية الدولية، واليات دول الاستكبار العالمي لتركيع الشعوب.
د- ضرورة تشكيل جبهة وطنية من كافة القوى السياسية والشخصيات الوطنية القومية الحريصة على إنقاذ الأردن من الأخطار القادمة.
تشكيل حكومة تضم عناصر طاهرة وكفؤة وصاحبة ولاية قادرة على صناعة القرارات المتمثلة بالتالي :-
1- إعادة النظر في معاهدة وادي عربة وإلغاء كل اتفاقيات العار بما فيها المياه والكهرباء والغاز والمنطقة الحرة.
2- وقف التنسيق والتعاون مع كافة الأطراف المشبوهة التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطنية وتحويل الأردن إلى منطقة حرة ومواطنيها إلى مجرد سكان لا هوية لهم من خلال صفقة القرن والسلام الإبراهيمي ومشروع الشرق الوسط الجديد وحلف الناتو العربي باعتبارها تشكل تهديدا وجوديا على دول الإقليم العربية وخاصة الاردن.
3- التأكيد على أن عدو الأمة وعدو الأردن وفلسطين هو الكيان الصهيوني، وهذا يترتب عليه إعادة النظر في صياغة العقيدة القتالية التي فرضت علينا.
4- تعزيز الجاهزية العسكرية للقوات المسلحة تسليحا وتدريبا وكذلك تجهيز الشعب الأردني من خلال تفعيل خدمة العلم وتسليح المتقاعدين العسكريين وتعزيز دور المقاومة الشعبية.
5- ضرورة تفكيك وترحيل القواعد الأمريكية والغربية حفاظا على سيادتنا الوطنية ورفضا منا لاستخدام اراضينا للاعتداء على الغير.
6- كف يد الأجهزة الامنية من التدخل من التدخل في الحياة العامة وإطلاق الحريات بما ينسجم مع حقوق الإنسان وإخلاء سبيل المعتقلين السياسيين.
وفي الختام نحيي أهلنا في غزة وفلسطين ونحيي المقاومة وابطال المقاومة وندين كل أفعال الكيان الصهيوني والدول الغربية التي تقف مع العدو ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الأمن القليل من السلاح والكثير من الإيمان.
كما إننا نطالب كل الأنظمة العربية بأن تقف مخططات التطبيع والإسناد للعدو وإن تعيد ضبط البوصلة العربية نحو أهدافها الحقيقية، كما نحيي محور المقاومة في كل بقاع العالم العربي وننتظر ساعة النصر وهي قادمة إنشاء الله.
وقد أجمع الحضور على ضرورة أن يرتقي المجتمع السياسي الأردني إلى موقف متقدم وأن تأخذ الدولة بأسباب المنعة ، كما إننا نهيب بكل أحرار الوطن والأمة كي يكونوا جميعا على مستوى المرحلة والبدأ في العمل السياسي المنظم لإسناد اخواننا في غزة وفلسطين.
عاش الأردن وطناً عزيزاً.
عاشت المقاومة الفلسطينية الباسلة.
2024-03-09