الوجه الآخر للبكاء على نجم الجبوري!
اضحوي جفال محمد*
عمّت نينوى موجة استياء واسعة على اجتثاث نجم الجبوري، ولا شك أن جزءاً واسعاً من المستائين شعروا بالإجحاف لهذا القرار الذي لم يأت إلا بعد مشوار الترشح الطويل ثم التصويت والفوز بالرقم الأعلى في عموم المحافظة. هذا الجزء من الذين تناولوا الموضوع لن أعلق عليه لأنه الوجه الطبيعي للمسألة، انما أعلق على جزء آخر من الناشطين لا يعنيهم كفاءة الجبوري او إنجازاته، ولا يعنيهم الظلم الذي وقع عليه والطريقة المتعسفة في استبعاده، وأغلبهم لم يصوتوا له اصلاً ولم يُعرف عنهم الثناء عليه. انهم مجموعة من الناس يشعرون أن استهدافه اصاب في الصميم سرديةََ متعثرة يتم تلفيقها من جديد كلما سقطت ويعاد تلوينها وعرضها بحلة وهمية. اولئك الذين بشروا الناس منذ سنوات ودون توقف بأن النظام السياسي في طريقه إلى السقوط وان امريكا سوف تستبدله بنظام جديد، وفي هوس الدعاية راحوا يحددون التوقيتات لما سوف يحصل.. بعضهم يكتفي بذكر الشهر السعيد فيزيد عليه الآخر بتحديد اليوم والساعة للتغيير. طبعاً لا يتطرقون لتفاصيل الحكومة التي ستهبط من السماء او تنشق عنها الارض فذكر امريكا كعرّاب يغني عما سواه من اسماء ورموز.
قالوا ان الانتخابات السابقة هي آخر انتخابات في عهد هذا النظام، وظلوا يؤكدون ان انتخابات 2025 لن تجرى، وكل يوم يبثون (تهديداََ) امريكياً او (رسالة) من البيت الأبيض تدعم أقاويلهم. بعضهم وبسبب ضعف كوابحه استمر إلى اليوم السابق للانتخابات مصراً على فشلها، والبعض الآخر أعطى نفسه نقلة إلى الامام بالقول انها ستتم لكن الحكومة لن تتشكل.
الطريف أنهم حددوا مَن يفوز ومَن يفشل ليس على أساس إنجازاته او وعوده للجمهور وانما على افتراض انه مدعوم من الأمريكان.. فلان ضامن الفوز وفلان لا يرضى بالفوز اصلاً فهو آت ليحكم البلاد. وطبعاً فشل كثيرون ممن زكّاهم هذا التيار بناءً على الوعد الأمريكي المزعوم. لقد احدث ذلك ارتباكاً شديداً في دوران الإسطوانة، ثم جاء اسقاط نجم الجبوري ليصيبها في مقتل، فالجبوري لم يكن فقط بين الرموز التي يتبناها تيار التغيير المنجنيقي وانما هو مواطن أمريكي يُفترض أن يقع في صميم الخطة الأمريكية لاعادة السيطرة إن كانت هناك خطة أصلاََ كما يروج لها المروجون. استبعاد نائب فائز بأربعين الف صوت ويحمل الجنسية الامريكية دوّخ هذا التيار ومنظريه، وسيحتاجون وقتاً أطول وجهوداً اكبر لترميم ما أفسدته زليخة وسيد مختار من رواية الأخوة كرامازوف.
( اضحوي _ 2295 )
2025-12-09