ابو زيزوم
بدايةً ان تعهد الصدر بتجريم التطبيع قانوناً نوع من المغالطة لأن التطبيع مجَرّم أصلاً في القانون العراقي وعقوباته صارمة، وعلى الصدر أن يعد بتفعيلها لأنها لم تعد مطبقة فعلياً منذ الاحتلال الى اليوم. ولا اعتقد انه في وارد تفعيلها لأنها باتت كالفساد اكبر من حجم وقدرة أي سياسي.
اذن فتغريدة الصدر ليست اكثر من رسالة سياسية موجهة الى الحلفاء قبل الخصوم. نحن لا نعرف ماذا يدور وراء الكواليس ولكننا نفهم ان علاقات الحلفاء ليست في أحسن احوالها وإلا ما جاءت التغريدة في هذا التوقيت، فعتاة التطبيعيين يتكدسون داخل التحالف الثلاثي، والرسالة موجهة اليهم وربما الى مَن وراءهم خارج الحدود.
قضية التطبيع عند الصدر مثل ذخيرة الذهب في البيت يعودون اليها عند الحاجة ولا خوف عليها من التلف او البوار. على خلاف موضوع الفساد الذي يستطيع كل فاسد عراقي مهاجمته .. لا احد في العراق يستطيع مهاجمة التطبيع، وان حصل شيء من ذلك فعلى عجل وبتعابير عامة لا طعم لها. فخصوم الصدر من الاطاريين أغلبهم مكبلون بإلتزامات أمام الامريكان تم ابرامها اثناء التحضير للغزو بأن يطووا هذا الموضوع مقابل اعتمادهم كمشاركين رئيسيين في نظام ما بعد الاحتلال، وهم ملتزمون بتعهداتهم. أما حلفاؤه من اكراد وسنة فمحسوبون سياسياً على الخط الخليجي التطبيعي، وبعضهم خائض بشكل شخصي في هذا الاتجاه. وهذا الموقف الصدري بمثابة تهديد لهم قد يساهم الى جانب عوامل اخرى في انفراط عقد التحالف.
ومع كل ذلك يُحسب للصدر اتخاذه هذا الموقف في زمن ندر فيه من يقول هذه الكلمات. أهمية هذه التغريدة التي تبدو للوهلة الاولى خاطرة انشائية، اهميتها تكمن في تفردها، فلا احد يستطيع تبني مثلها. وعلى الصدر ان لا يتخلى عنها او ينساها اذا اراد التميّز عن الآخرين.
( ابو زيزوم _ 1246 )