الخلافات السياسية تغلق أبواب التفاهم وتضع أمن كركوك على المحك!
تحركات داعشية بأوامر بارزانية*
ما زالت الخلافات السياسية حول تشكيل حكومة كركوك المحلية مستمرة بين الكتل السياسية الفائزة في انتخابات مجالس المحافظات، إذ لم تسفر المباحثات بين المكونات الى الوصول لحل يرضي جميع الأطراف، بالرغم من تدخل رئيس الوزراء على خط الأزمة وطرح مقترحات عدة لتقريب وجهات النظر، إلا أن جميع المحاولات انتهت بالفشل، ما انعكس سلباً على الأوضاع العامة في المحافظة سيما الأمنية، خاصة أن هناك أطرافا في كركوك بدأت باللعب على الوتر الأمني وإثارة الفوضى للضغط على الخصوم وتقديم تنازلات.
وأكدت مصادر أمنية في كركوك وجود تحركات لخلايا داعش في المحافظة خلال الفترة الماضية، وهناك تخوف من استغلال هذه الفراغات لتمرير بعض الأجندات، خاصة فيما يتعلق بتشكيل مجلس المحافظة واختيار المحافظ الجديد، مشيرة إلى أن قيادات في الديمقراطي حذرت مراراً من انهيار الوضع الأمني في كركوك في حال عدم إشراك الأكراد في مفاصل المحافظة كافة.
وتواجه القوات الأمنية في كركوك تحديات كبيرة خاصة أن القسم الجنوبي منها يُعتبر من المناطق الجغرافية ذات الطبيعة المعقدة، والتي تصعب السيطرة عليها، وبالتالي فأن التنظيمات الإجرامية تحاول استغلال هذه الثغرة وتوجيه ضربات، في ظل التوتر السياسي، وفي الوقت نفسه تعمل أطراف كردية على إثارة الفوضى بالمحافظة لأنها لا تريد نجاح أي جهة في إدارة ملف كركوك خاصة بعد انحسار سطوة البارزاني في المحافظة التي كان يراها الحل للأزمات المالية في الإقليم، لذلك فأن تأخر تشكيل الحكومة المحلية بات تهديداً حقيقياً يضع المحافظة على حافة الانهيار الأمني.
وبهذا الشأن يقول الخبير الأمني عقيل الطائي إن “كركوك خامس أكبر محافظة عراقية، والتنوع الديني والمذهبي والقومي أحد مميزات المحافظة لذلك من الصعوبة التوصل الى قرارات سياسية موحدة في ظل المحاصصة”.
وأضاف الطائي لـ”المراقب العراقي” أن “مناطق جنوب وجنوب غرب كركوك والطبيعة الجغرافية المعقدة من جبال ووديان جعلتها ملاذا آمناً لخلايا وعصابات داعش الإجرامية، خاصة أن هناك حالة من عدم الاستقرار العام الذي تشهده المحافظة”.
وبين أن “أي توتر سياسي وخلافات بين المكونات على اختيار من يدير المحافظة إداريا واقتصاديا يلقي بظلاله على المشهد الامني، منوهاً بأن الامن يتأثر سريعا بالخلافات خاصة العميقة بسبب تدخل أطراف سياسية بتكوين المنظومة الأمنية”.
وأشار الطائي الى أن هناك “أطرافا سياسية تستغل تدهور الأوضاع لخلق وضع أمني مربك من أجل تحقيق أجندات ومصالح حزبية وقومية خاصة بها، مردفاً بأن الاستقرار الإداري والسياسي والازدهار الامني لا يخدم من يريد أن يعبث بأمن المدينة”.
وحذر الطائي من “محاولة فتح ثغرات للخلايا النائمة لشن عمليات ضد القوات الأمنية والمواطنين، متوقعاً أن تمتد تلك الهجمات الى المناطق المختلف عليها كافة، وبالتالي على الأحزاب السياسية أن تعمل على استقرار الوضع الأمني والاتفاق على تشكيل الحكومة المحلية بأسرع وقت ممكن”.
ويتمثل الصراع السياسي في كركوك بمحاولة الأكراد وعلى وجه التحديد الحزب الديمقراطي الكردستاني السيطرة على مفاصل المحافظة الغنية بالنفط من خلال الحصول على منصب المحافظ، وهناك اتفاق كردي بضغط من البارزاني على أن يكون المحافظ كرديا مستقلا، وهو ما يفسره مراقبون أنها محاولة لسيطرة البارزاني على كركوك.
وتعول أطراف سياسية في المحافظة على تدخل السوداني في الملف مجدداً لحسم اختيار المحافظ، الذي يمثل أكبر عقبة أمام تشكيل الحكومة المحلية، لكن مراقبين يرون أن السوداني لن ينجح في تقريب وجهات النظر خاصة في ظل توسع رقعة الصراعات، وعدم وجود بوادر للاتفاق ما بين الكتل الفائزة.
وتشير مصادر لـ”المراقب العراقي” الى أن “ما يطرح في وسائل الإعلام حول قدرة السوداني على إنهاء المشاكل في كركوك غير صحيح، خاصة أنه عقد اجتماعاً سابقاً مع الأطراف السياسية ولم يأتِ بنتائج إيجابية”.
وتؤكد المصادر ذاتها أن “كركوك تشهد صراعاً موسعاً بين جميع الاطراف الحاكمة، ولا يوجد أي طرف مستعد للتنازل مالم يتم الحصول على مغانم مقابل هذا التنازل، منوهاً بأن الأمور باقية على حالها في حال لم تتوصل الكتل السياسية الى تفاهمات جديدة”.
وخلال الأيام الماضية لم تشهد محافظة كركوك أية لقاءات او مباحثات ما بين الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات، وبقيت المبادرات المطروحة لتشكيل المجلس واختيار المحافظ على الرفوف ، منتظرة حلاً يقنع جميع الأطراف وينهي الأزمة السياسية التي على ما يبدو أنها وصلت الى طريق مغلق.
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
2024-04-22