أردوغان يحمل ملفات ثقيلة لمناقشتها على طاولة المفاوضات!
أنقرة تسعى للخروج من مشاكلها عبر بوابة بغداد*
من المتوقع ان يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العراق اليوم الاثنين، في زيارة تُعد الأولى من نوعها منذ نحو 13 عاما، وتأتي بالتزامن مع التوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط والحرب الصهيونية القائمة منذ أكثر من نصف عام على الشعب الفلسطيني، وستتصدر المباحثات التركية العراقية التي ستعقد بين أردوغان والرئاسات الثلاث في بغداد، العديد من الملفات في مقدمتها الحصة المائية للبلد، على اعتبار ان أنقرة هي إحدى دول المنبع الرئيسة بالنسبة لبغداد، وتوجهها مؤخراً نحو إنشاء العديد من السدود، ما قلل بشكل كبير من حصة العراق المائية الواصلة الى نهر دجلة، بالإضافة الى الملفات المتعلقة بالأمن والسياسة والاقتصاد، وكذلك التجارة المتبادلة بين البلدين.
وعلى الصعيد الأمني، فأن تركيا تتخوف من وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، والتي تنفذ عمليات عدوانية بين فترة وأخرى، بحجة مقاتلة هؤلاء، كما انها انشأت العديد من القواعد العسكرية في المناطق الشمالية، منتهكة بذلك السيادة الوطنية للعراق، ولهذا يرى مراقبون للشأن السياسي، ان زيارة أردوغان من المحتمل ان تضع النقاط على الحروف، فيما يتعلق بهذه الملفات الحيوية والرئيسة، رغم المباحثات التي جرت بين مسؤولين من البلدين في أوقات سابقة، إلا انها لم تأتِ بنتيجة مرضية ولم تحل الأزمة القائمة منذ سنين.
ويؤيد الطرح أعلاه المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي حيث يقول، إن زيارة أردوغان تهدف إلى حسم الملفات العالقة، وإيجاد حلول حقيقية لها، وعدم ترحيل تلك الملفات، ما يزيد المشاكل والخلافات بخصوصها، ومن أبرز الملفات التي ستُناقَش خلال الزيارة هي الملف الأمني، إذ ان العراق سيجدد موقفه الثابت والمعلن بعدم السماح بأن تكون الأراضي العراقية منطلقاً لأي اعتداء على تركيا، وبالوقت نفسه رفض أي عمل عسكري تركي دون وجود تنسيق مسبق مع العراق.
في السياق، يقول المحلل السياسي علي البيدر في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “هذه الزيارة مهمة للعراق وتركيا في ظل وجود العديد من الملفات العالقة أهمها المياه وطريق التنمية وملف الأمن، كما ان وقت الزيارة يكون في مرحلة حساسة تمر بها المنطقة والعراق يتطلع لبناء علاقات عنوانها الاحترام المتبادل وحسن الجوار”.
وأضاف البيدر: ان “تركيا وفي سياستها السابقة أخطأت كثيراً بحق العراق وجاء اليوم لتصحيح تلك الأخطاء، في مقابل ذلك نتحدث عن النجاحات الداخلية للعراق التي انعكست على واقع حال علاقاته الخارجية، ونتج عنها ما يُعرف بالدبلوماسية المنتجة”، لافتا الى ان “تركيا تمر بظروف داخلية صعبة وتحاول معالجة أزماتها عبر سياستها الخارجية، ويمكن للعراق استثمار هذا الوضع في خلق فرصة أفضل في واقعه الاقتصادي والجيوسياسي وحتى الأمني”.
وأشار البيدر الى ان “ما سينتج عن هذه الزيارة هو توقيع اتفاقيات عدة من شأنها ان تلزم الطرفين بتنفيذها بقدر الحاجة التي تعيشها كل دولة في هذه المرحلة”.
يشار الى ان عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية مختار الموسوي كان قد أكد في وقت سابق، إن هناك تعويلاً كبيراً على هذه الزيارة، لحسم الملفات العالقة، فالعراق وتركيا جادان في العمل على حسم الملفات العالقة والخلافية، خصوصاً الأمنية، وكذلك ملف المياه وإعادة تصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي.
وفي آذار الماضي، أجرى رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، زيارة رسمية للعاصمة التركية أنقرة، على رأس وفد وزاري وأمني كبير، بحث خلالها، العديد من الملفات في مقدمتها الأمن والحدود والمياه والطاقة والتجارة.
المراقب العراقي/ سيف مجيد..
2024-04-22