الأمن القومي (يفرض)، إقامة تحالف بين حزب الله وإيران من جهة، والسعودية، وحتى تركيا من جهة أخرى؟
إذا سقطت المقاومة في لبنان، ستصبح المعركة على أبواب السعودية، وعلى أسوار إسطنبول؟
انتهى دور إسرائيل، ما دامت المنطقة قد آلت تحت الوصاية الأمريكية، ومن ينتهي دوره يتم التخلي عنه؟
محمد محسن
ـ(2)ـــ
أرجو أن لا يكون مفاجئاً القول: أن تغييراً دراماتيكياً قادماً سيغير ميزان القوى في المنطقة، ويقلب الطاولة في وجه الواقع الذي يمر في خانق، وسيشهد الشرق الأوسط تحولات غير مسبوقة. لأن استراتيجية الأمن القومي في المنطقة، تستدعي بل تلزم السعودية، ومصر، وجميع الدول العربية، وصولاً إلى تركيا، بالتعاون مع حزب الله، لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية، والطموح العلني الذي عبر عنه النتن ياهو في برنامجه (إسرائيل الكبرى).
…………….{وما يعزز هذا الرأي زيارة وفد من حزب الله لتركيا}.
وهذه الاستراتيجية لا تكتمل، إلا بالتحالف السياسي والعسكري والاقتصادي، بين السعودية وتركيا من جهة، وإيران من جهة أخرى أيضاً، لأن إيران وبحكم موقعها الجغرافي، وقدراتها العسكرية المتفوقة، لا تزال العقبة الكأداء أمام الطموح الإسرائيلي، ويمكن القول وبدون مبالغة، أنها الحصن الباقي الذي يجب الاحتماء به من طموحات العدو الإسرائيلي.
هذه الرؤية الاستراتيجية، هي الرد الوحيد الذي يوقف البرنامج الإسرائيلي، الذي يسعى النتن ياهو لتحقيقه، والقائم على تمزيق دول المنطقة، وأولها لبنان، وسورية، ومن ثم الانتقال إلى السعودية، وصولاً إلى تركيا، وتحويلها إلى مكونات متصارعة، يسعى العدو للتحالف مع بعضها ضد المكونات الأخرى.
لأن إسرائيل الضيقة بمساحتها، والقليلة العدد بسكانها، لا تستطيع أن تحقق السيطرة على المساحات الواسعة لهذه الدول، ما دامت متحدة أرضاً وشعباً، فكان تمزيقها هو الطريق الوحيد للحفاظ على وجود الكيان.
وأكاد أجزم أن ترامب التاجر السمسار العقاري، ومن خلال خطته التي أعلنها مجدداً، والتي اعتبر منطقة الشرق الأوسط ساحة استثمار للغاز، وأنه لم يعد مهتماً بالحروب، وبذلك يكون قد رفع الغطاء نسبياً عن إسرائيل، وأعفاها من القيام بدور الحارس للمصالح الأمريكية، بعد انتهاء دورها، متجها للتعامل الجاد مع السعودية، وإيران، حيث تتطلب مصلحته الاقتصادية ذلك.
فكيف إذا عرفنا أن الأمير محمد بن سلمان أمير السعودية، قد قام بالوساطة بين ترامب وإيران، عند زيارته الأخيرة لأمريكا، محاولاً جسر الهوة العميقة بين إيران وترامب، ولذلك لن نستبعد بدء المفاوضات (حتى المباشرة) بين إيران وأمريكا في أسرع وقت.
من هذه الرؤية (العميقة) لحجم التغيير في التحالفات الدولية، نقرأ الإنذارين:
إنذار الإمام الخمنئي الذي وجهه إلى إسرائيل بالقول:
إن اعتدت إسرائيل فسنمحوها؟؟
وتصريح الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم:
نحن مستعدون للدفاع عن وطننا، وسيكون بأسنا أسطورة في التضحية؟؟
2025-12-09