يا سيد العشق صدق!
ناصر قنديل*
يا سيد العشق صدق
سامحنا لأننا لم نصدق
لأننا إن صدقنا نفقد الأمل
ليس في الأمر كفر إن حصل
واشفع لنا لأننا لمرة نرفض التسليم
من شدة الإيمان بالله العظيم
لا نريد في سرنا التصديق
اننا بدونك سنعبر هذا المضيق
فانت اول ما نحتاج
في بحر متلاطم الأمواج
أن تضرب بعصاك البحر وتعبر بنا
تفك الطلاسم وترسم دربنا
فمن يهدينا ان لم تكن انت الهادي
من يؤنس وحشة ليلنا يا ابا هادي
دعنا ننهي الحرب ونعود الى الرشد بعدها
نستعيرك أياما من الله لأمة أنت صادق وعدها
وانت الطيف اللصيق بين الجفون
والصوت الطليق العارف بالشؤون
صدق
صدق اننا نستعين بكلماتك
نتخيل انك تذكرنا في صلاتك
فتطمئن فينا الروح
وتداوي ابتسامتك الجروح
ويهون علينا النزوح
نتخيل ونحن نطلق الصواريخ
اننا لك نكتب التاريخ
وكلما دمرت في الحرب دبابة
علمنا انك لوحت بالسبابة
وكلما انطلق صاروخ ومدفع
علمنا انك حركت هذا الاصبع
ولما يسقط بيننا شهيد وجريح
يبلسمنا دعاؤك
لا تهزنا عاتيات الريح
وكلما نزفت منا دماء عوضتنا دماؤك
صدق
اننا ان اردنا تصديق سواك
فنفعل ذلك لأننا طوع يديك
فلم نعرف الطريق لولاك
ولعينيك قلنا لبيك
وانت في القلوب السكينة
ارحم قلوبنا الحزينة
ودعنا نكمل الحلم الجميل معك
مهما تعاظمت أحزان المدينة
يبقى ما رأيناه جميلا ونحن نسمعك
وان صدقنا فكيف يصدق فينا السمع
وكيف نمسك نهر الدمع
وكيف ينتظم بدونك الجمع
فانت سراطنا المستقيم
وقد انتشلتنا من تاريخنا العقيم
ومن الغوغاء والجدل السقيم
ورسمت لنا للنصر طريقا
حولتنا من جمع اعداد إلى أمة
علمتنا كيف نصير فريقا
وكيف نواجه حربا وأزمة
وكيف لا نسأل عن انعقاد القمة
علمتنا أن ننظر إلى آخر القوم
وعلمتنا الصلاة والصوم
وزرعت في القلوب فلسطين
وقطعت الشك باليقين
شرحت لنا معنى وأعدوا لهم
وعندما جاؤوا إلينا خرجت أنت لهم
ودربتنا على صناعة النصر والتغلب على الهزيمة
وكيف نعيد الكرة ونعيد بناء العزيمة
ورسمت خطة لانتصار الشعوب
وأعدت كتابة قانون الحروب
فدعنا نستعين بك حتى ننهي الكتاب
وبين سطورك نختم الفصول والأبواب
فصدق
انك لنا دليل حياة
هواؤنا النقي انت وانت عذب المياه
بدونك نختنق
بدونك نفترق
صدق
بعد الحرب نلتقي ونتفرغ للأحزان
نبكي ونتمرغ بالتراب حيث وطأت قدمك المقدسة
نحتفل بالنصر يومها في كل مكان
ونفتتح باسم كل شهيد مدرسة
ونعدك بأن نخرج من الحرب مؤسسة
ونقفل ابواب صدورنا على رسمك
نمنعك من الرحيل
نردد في الفرح والحزن اسمك
فأنت الصبر الجميل
وأنت البصيرة
فصدق لمرة أخيرة
انك من يقود الجمع فينا
وانك الروح التي تحيينا
وانك باق ما حيينا
وقد تأسست حياتنا على اثنتين
وعدك بالنصر ووعد الحر دين
فانت السيد والسيد لايموت
واسرائيل اوهن من بيت العنكبوت
هذه هي عندنا العقيدة
نكتبها بالدماء كل يوم قصيدة
بعد الحرب قد نصدق
أما اليوم فأنت من يجب أن يصدق
ناصر قنديل
بمناسبة مرور شهر على استشهاد سيد المقاومة
2024-10-27