هجمات يمنية دقيقة تربك الاحتلال: صواريخ فرط صوتية تخترق القبة وتحرج واشنطن!
عبدالرزاق علي
في تحوّل لافت، بدأ الاحتلال الإسرائيلي يفصح تدريجياً عن حجم الضربات اليمنية التي استهدفته خلال الأسابيع الماضية، بعد فترة من التكتّم الإعلامي والتقني، أعقب سلسلة من الهجمات المعقدة التي نفذتها القوات اليمنية باستخدام صواريخ باليستية فائقة السرعة وطائرات مسيّرة بعيدة المدى.
الهجوم الأحدث، والذي نُفّذ يوم أمس، مثّل نقطة تحول في هذا الملف، إذ أعلنت مصادر إعلامية عبرية أن صاروخين باليستيين استهدفا عمق الأراضي المحتلة، أحدهما من طراز “فلسطين 2” – وهو صاروخ فرط صوتي جديد – استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية حساسة، فيما استهدف الآخر، من نوع “ذو الفقار”، مطار بن غوريون الدولي، ما تسبب في تعليق حركة الطيران وتغيير مسارات الرحلات وإخلاء آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ، في مشهد استثنائي غير مسبوق.
ـ إقرار رسمي بعد شهور من الإنكار:
في خطوة غير معتادة، أقر مسؤولون إسرائيليون عبر القناة 12 العبرية بأن عدد الصواريخ التي أطلقتها القوات اليمنية منذ استئناف الحرب على غزة بلغ 16 صاروخًا، مع تأكيد أن نصفها على الأقل أصاب أهدافه بدقة.
هذا التصريح، بحسب مراقبين، لم يكن مجرد اعتراف تقني بل يحمل أبعادًا سياسية وعسكرية أوسع، في ظل ازدياد الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو وعجزها عن احتواء التهديدات القادمة من جبهة جديدة وغير تقليدية.
كما اعتُبر هذا الإقرار العلني بمثابة انتقاد مبطّن للأداء الأميركي في حماية “إسرائيل” من التهديدات الخارجية، وخاصة اليمنية منها، رغم تعهّدات إدارة ترامب السابقة بـ”الحماية الكاملة” للكيان بموجب اتفاقات التعاون العسكري والدفاعي.
وهذه الانتقادات تأتي في وقت تشن فيه واشنطن ضربات جوية مكثفة ضد أهداف في اليمن، كثير منها طال منشآت مدنية، في محاولة للضغط على صنعاء لوقف دعمها لغزة.
ـ فشل أميركي وتململ إسرائيلي:
رغم وجود منظومات دفاعية أميركية متقدمة، مثل “باتريوت” و”ثاد”، في المنطقة، إلا أن الهجمات اليمنية أظهرت ثغرات كبيرة في منظومة الردع الأميركية، خصوصًا في مواجهة تقنيات متطورة مثل الصواريخ الفرط صوتية التي يصعب رصدها أو اعتراضها بدقة.
هذا الفشل، دفع محللين وصُنّاع قرار في “تل أبيب” إلى دعوة علنية لتوسيع التعاون العسكري مع واشنطن ودول إقليمية أخرى، في محاولة لتطوير مقاربة أمنية جديدة قادرة على مواجهة ما وصفوه بـ”الخطر الحوثي المتصاعد”.
وتأتي هذه الدعوات بالتوازي مع نقاشات داخلية متزايدة حول مدى جاهزية إسرائيل لمواجهة حرب متعددة الجبهات، تبدأ من الجنوب اليمني وتمرّ عبر البحر الأحمر وصولاً إلى حدود لبنان وسوريا.
ـ أزمة سياسية داخلية تتفاقم:
في السياق ذاته، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصاعدًا في حدة الانتقادات الموجهة إليه من داخل مؤسسات الحكم والشارع الإسرائيلي على حد سواء، بسبب ما يُعتبر “إخفاقًا مزدوجًا” في التعامل مع الجبهة اليمنية من جهة، وفي تهدئة الأوضاع المتفجرة في قطاع غزة من جهة أخرى.
ويرى مراقبون أن القدرات اليمنية المتنامية لم تعد تُعامل داخل الأوساط الإسرائيلية كتهديد عرضي أو رمزي، بل باتت تُحسب كجزء من معادلة الردع الجديدة في الشرق الأوسط، خاصة مع تصاعد الدعم الشعبي العربي والإسلامي لمواقف صنعاء، ونجاحها في الربط العملي بين نصرة غزة واستهداف العمق الإسرائيلي بوسائل متقدمة وبكفاءة غير متوقعة.
ـ في الختام:
تكشف الهجمات اليمنية الأخيرة عن تحوّل نوعي في خارطة الصراع الإقليمي، مع دخول “قوة غير تقليدية” من خارج المحور المباشر للمواجهة إلى مسرح العمليات. وبينما تحاول “إسرائيل” احتواء آثار هذه الضربات سياسياً وإعلامياً، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الردود الأميركية المتصاعدة ستنجح في تحجيم هذا التهديد، أم أنها ستدفع بالصراع إلى مستويات أكثر تعقيدًا… وربما أكثر كلفة.
2025-04-19