#جيوسياسية/ من قلب المحيط… المالديف تقطع الطريق على الاحتلال الإسرا/ئيلي نصرةً لفلسطين!
إدريس أيات
-رئيس جزر المالديف يوقّع قرارًا تاريخيًا: لا دخول للإسرائليين إلى أراضينا.
في خطوةٍ لافتة وغير مسبوقة في المحيط الهندي، وقّع رئيس جزر المالديف الدكتور محمد معزّو؛ قانونًا رسميًا يمنع دخول المواطنين للإسرا/ئليين إلى البلاد، دعمًا للقضية الفلسطينية، وتنديدًا بالإبادة الجماعية في غز/ة.
وصل رئيس جزر المالديف الحالي؛ الدكتور محمد معزّو (Mohamed Muizzu)، الذي تولّى منصبه في 17 نوفمبر 2023، ليصبح ثامن رئيس للجمهورية. ينتمي معزّو إلى حزب المؤتمر الوطني الشعبي (PNC)، وقد انتُخب بنسبة 54.05% من الأصوات، متغلبًا على الرئيس السابق إبراهيم محمد صليح.
ومنذ عام كان القرار قيد الدراسة، ثم في 16 أبريل 2025، صادق الرئيس معزّو رسميًا على تعديل قانون الهجرة يمنع دخول حاملي جوازات السفر الإسرائيلية إلى البلاد، وذلك احتجاجًا على ما وصفته الحكومة بـ”الفظائع المستمرة وأعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرا/ئيل ضد الشعب الفلسطيني”. وقد أقرّ البرلمان هذا القرار، ما يعكس موقفًا سياسيًا حازمًا من المالديف، الدولة ذات الغالبية المسلمة، تجاه الصراع في غزة.
في رأيي لا يحمل القرار فقط بُعدًا رمزيًا، بل يُعبّر عن انزياح أخلاقي واضح في معسكر دول الجنوب، وعودة الخطاب السياسي إلى جذوره المناصرة للتحرر ورفض التواطؤ مع جرائم الاحتلال. ففي الجغرافيا السياسية، لا يُقاس وزن الدول بمساحتها، بل بمواقفها في اللحظات الحرجة، والمالديف – الدولة الصغيرة في خارطة العالم – اختارت أن تُسجّل اسمها في دفاتر الشعوب لا دفاتر المصالح.
وفي ظلّ صمت أغلب الدول ذات النفوذ، وانخراط بعض العربية والإسلامية في صفقات التطبيع، تأتي هذه الخطوة لتعكس وعيًا شعبيًا وسياسيًا يتنامى في جزر المالديف، ويمتد في وجدان العالم الإسلامي.
المفارقة أن القرار يأتي في وقت لا يزال لحاملي جواز إسرائيل إمكانية الدخول في جميع الدول العربية المُطبّعة مع إسرائيل، من مصر الجارة لفلسطين، حتى الإمارات العربية المتحدة؛ حاملة راية التطبيع مؤخرًا؛ بينما الشعب الذي يُباد هو شعب عربي إسلامي.
المالديف صوتٌ من بعيد، لكنه صادق، وربما لهذا السبب صداه أبعد مما يتخيله الصامتون.
2025-04-17