لا للاحتلال كتاب جديد للدكتور كاظم الموسوي!

بعد الكتاب الذي صدر في العام الماضي بعنوان: لا للحرب، خطط الغزو من أجل النفط والإمبراطورية ، يأتي إصدار هذا الكتاب: لا للاحتلال، إسقاط التمثال وسقوط المثال بالعراق ، عن دار التكوين بدمشق، كحلقة ثانية من مجموعة ما كتبه الباحث والكاتب الدكتور كاظم الموسوي من مقالات ونشرها في عدد من الصحف العربية والتي عبر فيها، عن مواقف من خطط الغزو والاحتلال، وعن آراء فيما حصل للشعب والبلاد من عدوان سافر وجريمة حرب مستمرة لم تتوقف حتي الآن.
والعلاقة جدلية بين الإنسان والموقف، والإنسان بجوهره موقف، حيث يكشف الموقف دور الإنسان، ويرسم حياته ومستقبله، وبه يفخر ويشعر بأنه لسان حاله، وتعبيره الذي يقدم كينونته في الوجود والمجتمع، وصنع التطور والتقدم والحلم بالأجمل والأفضل والأسعد.
والموقف في الكتابة والتعبير عن الرأي الصريح كالقبض علي الجمر، في زمن ملتبس وظروف مرتبكة ومساحات شائكة، كما هو اليوم، حيث تتصاعد أسئلة الصراع وقضايا الكفاح بين الإنسان ومنتهكي حقوقه من القوي التي تخطط باستراتيجية للهيمنة الإمبراطورية وبمختلف الوسائل وشتي الصعد وأنواع الأسلحة وتجهز تيارات غالبة اسما وعلي السطح لديها ما تملكه وما تغش به وتخدع نفسها وغيرها وتحيل الجغرافية والحاضر إلي فوضي بناءة والقيم إلي مفردات باردة والمباديء إلي شعارات فارغة. وتكون قوة الرأي والموقف معلومة في مصارعته وإعلانه وتصديه واستقرائه رغم التفاوت في موازين القوة وعدم التكافؤ في وسائل التحدي. ويبقي الرأي لصاحبه والموقف لكاتبه، لاسيما في استمرار الوقوف بمعناه النضالي أمام أساليب محاربته وقمعه وتوظيف إمكانات كتمه واغراءات حصره، رغم رفع لافتات براقة، زيفا وخدعة إعلانية، بالحرية والديمقراطية والرأي الآخر والاختلاف.
ومقالات الكتاب استمرار لسابقاتها، ولكنها زمنيا، بعد اسقاط التمثال ببغداد واجتياح الدبابات الأمريكية وحلفائها عاصمة الرشيد بغداد، وإعلان قوات وإدارة الاحتلال بأنها جاءت لتحرير العراق من الدكتاتورية والاستبداد، وصار لها أكثر من عامين تتحكم بالعراق، وقدمت نموذجها ومثالها، الذي سقط في الفظائع والفضائح والجرائم، في أبوغريب وبقية السجون، وفي تدمير المدن ونهب الثروات، وفي تعميم الخراب والدمار بالعراق اليوم، حتي بات كثير ممن جاء معها ينتقدها ويدعو مع القوي الوطنية الي انسحابها واعادة العراق خاليا من أي وجود أجنبي ، الي ابنائه المخلصين لبنائه من جديد، بعد خرابهم له، وتمكنه من حماية مستقبله ومكانته في المعمورة.
بلا شك نشر هذه المقالات في كتاب، لإعلان موقف وتثبيت كلمة واشهار شهادة للتاريخ، وهي في تسلسل تاريخ نشرها مواكبة لأبرز ما حدث بالعراق وما حوله من أحداث ومتغيرات وتجارب ترتبط به بما لها من تداعيات وارتباطات في كشف مخطط الغزو والاحتلال وأهدافه الشريرة التي تفضح نواياه وأهدافه العدوانية ضد الشعب العراقي ومحيطه العربي والاسلامي.
لقد شنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها علي الشعوب العربية والإسلامية حروبا مفتوحة وبتهم لم تستطع لحد الآن إثباتها، وغزت بلدين جديدين، هما أفغانستان والعراق، وواصلت دعمها للاحتلال الصهيوني لفلسطين بكل قوتها، ولما تزل تسعي وتهدد غيرها من البلدان، خاصة القائمة علي مخزونات البترول والغاز والوارثة للحضارات وعمق التراث الإنساني، وبعد فقدانها المبررات والمصداقية رفعت شعارات عامة خادعة ومولت لها ما تريد من حملات مختلفة لترويجها وزرعها في هذه البلدان، خارقة بها القوانين الدولية وقواعد العمل الدولي والاتفاقيات والمواثيق الملزمة والمتفق عليها، ومعرضة السلم والأمن الدوليين إلي مخاطر كبيرة ومنتجة مآس جديدة وكوارث غير محددة أو معلومة النتائج، ومصادرة حقوق الشعوب بحرية اختياراتها وثرواتها ومستقبلها وحقوق الإنسان بشكل عام.
في كل الأحوال هذه المقالات صوت ضد الحرب والاحتلال، ومن أجل غد أفضل وحياة كريمة، لعراق حر وشعب سعيد، يعيش بحرية وديمقراطية حقيقية، ويسهم بنضالاته الوطنية في تعزيز صلاته العربية والدولية واحترام القانون والأمن والسلام الدولي. وفي مثل هذه الحالات من الضروري إشعال شمعة بدلا من لعن الظلام فقط، وشد عزم وروح المقاومة والكفاح والمواجهة والمناوئة وكل أشكال وتعابير المواجهة في الساحات الكفاحية والبلدان المحتلة أو المحتملة لهجمات الاستراتيجية الإمبراطورية الصهيو أمريكية وحلفائها، مستمدة روحها من إرادة الشعوب الحية وتاريخها المجيد الذي يمنح الدروس ويثري العبر ويعطي أملا أكبر لا بد منه لاستمرار الحياة الكريمة والعيش الإنساني.
2024-12-25