غزة….كربلاء العالم المتهور!
ميلاد عمر المزوغي
في العاشر من محرم (عاشوراء),ارتكبت مجزرة كربلاء في حق آل البيت, وكانت عملا اجراميا بامتياز, رغم مرور اربعة عشر قرنا, إلا انها لا تزال تمثل حدثا مفصليا في تاريخ الامة الاسلامية,عدم التزام بني امية بما تعاهدوا عليه بان يصار الحكم بعد معاوية الى ابناء علي بن ابي طالب, قتل الحسن مسموما ,اما الحسين والجمع الذين من حوله نصب لهم كمين اودى بحياتهم اجمعين ,وقطع راس الحسين وحمل الى دار خلافة بني امية ,وقيل انه دفن بالقاهرة.
المتشيعون لآل البيت لا تزال تلك الحادثة, تملأ صدورهم غضبا على القتلة, تقض مضاجعهم؟ ما يقومون به ابان عاشوراء من ضرب انفسهم بالسياط الى درجة الادماء,قد نعتبره عملا خارج الزمان والمكان وغير حضاري, يرونه تعبيرا منهم عن خذلان اجدادهم للحسين. بالنسبة لهم يمثل عهدا بان لا تتكرر هذه العملية الجبانة ولذلك نجدهم يبنون انفسهم لأجل الدفاع عن انفسهم.
غزة اليوم تقاتل وحدها العالم اجمع بما يملك من حسد وكراهية وادوات قتل حديثة, ضد شعب اعزل, إبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم الذي يتشدق بالديمقراطية وحرية تقرير المصير للشعوب, مأساة غزة افاقت بعض الشعوب والنخب في الغرب فأعلنت استهجانها لما تتعرض له غزة على مدى 21 شهرا, ولم تتوانى انظمة القمع الغربية في اعتقال ابنائها المتضامنين مع غزة وايداعهم السجون, لأن هؤلاء المتصامنين,فضحوا انظمة الحكم في بلدانهم بان يفتقرون الى الانسانية بما يحدث في القطاع.
عاشوراء هو ذاك اليوم الذي نجى الله فيه سيدنا موسى وقومه من فرعون, وهو نفس اليوم الذي قتل فيه الحسين واتباعه, تعودنا في الشمال الافريقي الذي كانت تحكمه الخلافة الفاطمية على احياء عاشوراء ببعض الطقوس التي كانت سائدة آنذاك, ومنها اكل الحمص والفول, بالتأكيد الجيل الحالي لا يقوم بهذه الطقوس لغرض مذهبي او اخلالا بالدين(تعبدا) وانما تواترا, من باب المأثورات, الا ان بعض السادة يعتبرون ذلك بدعة نكراء يجب محاربتها وهي تؤدي الى الضلالة.
غالبية المسلمين يقومون بصوم هذا اليوم لأنه نجي فيه موسى, ولكن في الجانب الاخر هل يستذكر العرب والمسلمين هذا اليوم وما حدث به بحق اناس عزّل في كربلاء؟ أ ليس ما يجري في غزة من اعمال ابادة هو من تدبير الصهاينة المعادين للإسلام ويتمنون طمس معالمه والقضاء على معتنقيه؟.
أ ليس عارا على من ينتسبون الى العرب والمسلمين, من يقيمون اوثق العلائق مع الصهاينة (التطبيع الكامل) الذين يرتكبون ابشع الجرائم بحق غزة والشعب الفلسطيني, ومحاولات ضم الضفة واجزاء من سوريا ولبنان ودول المنطقة لإقامة ما يعتقدون دولة “اسرائيل الكبرى/ الخريطة التي لوّح بها نتنياهو .” من الفرات الى النيل واستعباد سكانها, اما الدول المحيطة التي لم يشملها الضم فإنها تكون حارسة لها.
ترى أ لم يحن الوقت بعد كي يلم شمل الامة وبناء ذاتها عسكريا وعلميا لمجابة الاعداء المتربصين بها؟ خاصة وان الامكانيات متوفرة فقط تنقصها الارادة الفاعلة. غزة تمثل اليوم كربلاء الامس , ربما هناك فارق في الآلات والادوات والشخوص,لكنها وللأسف الشديد مميته, العالم لا يعترف الا بالأقوياء, ليت قومي يفهمون.
2025-07-04