حول تشكيل حكومة الإرهابي الجولاني: بين الراعي البريطاني والحليف الأمريكي!
وجوه غريبة في سوريا
رسالة سوريا: من مراسلنا #العماد الغساني*
إن سبب تأخير تشكيل حكومة الإرهابي الجولاني هو المخابرات البريطانية، التي قامت بهندسة كل شيء في سورية بعد وصول حلفائها في جبهة النصرة الى قصر الشعب في دمشق، وهي من وفرت الغطاء السياسي الكامل للإرهابي الجولاني منطلقة من المقاربة التالية: ديكتاتور جهادي يجلب الاستقرار لفترة معينة ويحقق مصالحنا، أفضل من احزاب سياسية تؤمن بالديمقراطية لكنها قد تخرج عن السيطرة. لكن بعد المجازر بحق العلويين في الساحل، ومهزلة المؤتمر الوطني، وفضيحة الإعلان الدستوري، قالت أمريكا ومن خلفها كيان العدو للبريطانيين والأوربيين (همهم الأول إعادة اللاجئين الى سورية، حيث يسابقون الزمن حالياً لإعادتهم بحجة وجود استقرار وأمن وأمان)، انظروا ماذا فعل من قمتم بضمانه (المقصود بذلك الجولاني). – طلبت بريطانيا مهلة أخيرة حتى الشهر السادس لتصحيح الوضع ومعالجة الأمور، وبدأت الضغط على الجولاني لتشكيل حكومة تشاركية، تكون فيها الوزارات السيادية (الخارجية، الداخلية، الدفاع، والمخابرات) لغير الاسلاميين، لكنه رفض وقال لهم اتركوا لي هذه الوزارات وخذوا كل الحكومة. قبل الإعلان الدستوري اتصل الجولاني بمشغليه البريطانيين وقال لهم: سأقوم بتعيين أسعد الشيباني (وزير الخارجية حاليا)، رئيساً للوزراء وأحتفظ بالوزارات السيادية وأنتم عينوا باقي الوزراء وحتى اصحاب المناصب الحساسة في الدولة (عرض عليهم تعيين حاكم المصرف المركزي)، لكنهم رفضوا ذلك بشكل قاطع.
بعد ذلك قامت المخابرات البريطانية بإرسال رجلها المخلص رجل الاعمال أيمن الأصفري ليعرض على الجولاني تسلم رئاسة الحكومة، شرط ان تكون صلاحياته واسعة جدا، لكن الجولاني رفض الامر كلياً. حتى الآن مازال الجولاني متشبث برأيه حول حصته في الحكومة التي يزمع تشكيلها. – البريطانيون أبلغوا الأمريكان والاسرائيليين إن أصر الجولاني على موقفه بشأن الوزارات السيادية، فنحن نرفع الغطاء عنه وافعلوا به ما شئتم. – زيارة حقان فيدان وزير خارجية اردوغان الى أمريكا هدفها تسويق الجولاني وحكومته، حاملا منه عرضاً يتضمن بناء قاعدة عسكرية للناتو في تدمر وليس قاعدة تركية (طبعاً من سيبني القاعدة هو جيش الاحتلال التركي باسم الناتو حتى يضمن عدم قصفها من قبل اسرائيل). – من جهتهم الأمريكان قدموا عرضا للأتراك فحواه: خذوا حلب والساحل مع المناطق التي “تتواجدون فيها” في الشمال وانسوا شرق سورية ودمشق. – على الاغلب فإن اردوغان لن يوافق على العرض الأمريكي، كما أن أمريكا لن توافق على عرضه!! – ستتحول سورية الى ساحة صراع تركي اسرائيلي (هذا ان بقي اردوغان في الحكم)… – ربما لن تتخذ ادارة ترامب قرارا بشأن الوضع السوري قبل الشهر السادس (الا إذا حدثت تطورات غير .متوقعة)
وبالنسبة للمطالب الأمريكية من نظام الجولاني والتي تم تداولها في وسائل الإعلام فقد كانت ناقصة (ربما تم تعمد ذلك)، حيث كان هناك مطالب أخرى لم تذكر، منها: تحقيق الانتقال الدستوري، تشكيل حكومة تشمل جميع المكونات السورية، قطع العلاقات مع حماس والجهاد الإسلامي أو أية جماعات فلسطينية أخرى، وأن تقوم “الحكومة السورية” المؤقتة المزمع تشكيلها، بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وتعلن حكومة الجولاني المؤقتة وبشكل علني عن دعمها لمهمة القوات الأمريكية في القضاء على تنظيم داعش (أي شرعنة وجود قوات الاحتلال الأمريكي)، وموافقة الحكومة المؤقتة على ان للولايات المتحدة الحق باستهداف أية شخصية أو جماعة مصنفة إرهابية في امريكا، داخل سورية في أي وقت تريده، وأن تتحمّل الحكومة السورية المؤقتة مسؤولية المحتجزين في مخيم الهول.
وكل هذه المطالب، فقط مقابل تخفيف العقوبات لا إزالتها بالمطلق. – بالنسبة لبقية الشروط، فإن مطلب تسليم او طرد الجهاديين الاجانب خارج سورية فهذا الطلب لن يستطيع الجولاني تنفيذه حتى لو أراد ذلك (وعلى الأغلب لم ولن يوافق) ، فالخطر الأكبر على حكم الجولاني هو من القيادات العسكرية داخل النصرة، ومن حلفاءه السابقين من الفصائل الارهابية وليس من الأجانب، (مثلاً أعطى أنصار التوحيد قيادة فرقة كاملة تجنباً لإغضابهم مع أن عديدهم لا يصل قوام لواء).
حالياً من يتولى إدارة الأمور الداخلية في سورية هم إرهابيو إدلب وبشكل حصري حيث أشرفوا ويشرفون على اعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة وفق مصالحهم والتعيين بحسب الولاء والطاعة، أما الأمور الأمنية والمخابراتية والعسكرية فيتولى ادارتها القيادات الأجنبية والتي تحظى بثقة الجولاني أكثر من القيادات السورية، حيث إن الجولاني خبرهم جميعا ويعرف كل قيادة والجهة التي تشغله وهو على ثقة انهم لن يدخروا جهدا للإطاحة به حين تحين الفرصة، أما الاتراك فيشرفون على الخطوط العامة لإدارة الدولة ولكن بالنسبة لهم فإن بناء الجيش وإدارة الاقتصاد هما الأهم، حيث يريد الاتراك بناء جيش يكون تابع كلياً لأنقرة من حيث الولاء والعقيدة والتسليح والتجهيز، اضافة الى بناء قواعد عسكرية برية ولاحقاً بحرية عندما تتاح لهم الفرصة.
الثّقافة المضادّة
2025-03-31