تحريض صهيوني لاعادة احتلال جنوب لبنان!
الدكتور عمر نشابة
يطالب المستوطنون الإسرائيليون في الجليل المحتلّ، منذ السابع من تشرين الأول 2023، بتدمير جنوب لبنان واحتلاله “لضمان الأمن والسلامة للجليل” (وكان أرييل شارون قد استخدم نفس الحجّة عام 1982 لاحتلال الجنوب وصولاً إلى بيروت). وانضم وزراء العدوّ وأعضاء من الكنيست إليهم، فزعم عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان أن «كل شيء بين نهر الليطاني وإسرائيل يجب أن يكون تحت سيطرة جيش الدفاع الإسرائيلي». لسطين المحتلة، إنه بعدما احتلت “إسرائيل” الجليل في عام 1948 ووسّعت أراضيها أربعة أضعاف عام 1967، “لم يكن الأمر يسير بسلاسة في الأمم المتحدة”. ومع ذلك، كما قال، في النهاية “نبح الكلاب ولم يتغيّر شيء” وبالتالي “نحن لا نعطي أهمية كبيرة للجانب القانوني، هراء إلى حد كبير” كما ورد حرفياً نقلاً عنه في مجلة “جويش كارانس”. وأشار تسفي إلى حالات سمحت فيها المحكمة العليا الإسرائيلية بإقامة مستوطنات جديدة في المناطق المتنازع عليها في الضفة الغربية باعتبارها “ضرورات أمنية”. وخلص إلى القول إن “الأمر يعتمد علينا وحدنا. إذا صنفنا جنوب لبنان كمستوطنة أمنية، فإن المسار القانوني سيكون أسهل بكثير وأكثر انفتاحاً”.
جرائم ضد الإنسانية
لا يمكن أن يحقق أتباع “أوري تزافون” غاياتهم إلا بعد تهجير وترحيل شعبنا في الجنوب من قراهم وبلداتهم. القانون الدولي الإنساني يحرّم نقل مدنيين من القرى والبلدات الجنوبية التي يقيمون فيها إلى منطقة تابعة للسلطة القائمة بالاحتلال أو منطقة أخرى، سواء كانت محتلة أو لا. فيُحظَّر الترحيل الفردي أو الجماعي بموجب اتفاقيّة جنيف الرابعة (المادة 49)، بغضّ النظر عن دوافعه. ويُحظر أيضاً على دولة الاحتلال ترحيل أو نقل جزء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها. ويمكن محاكمة ممارسي هذه الأفعال وفقاً للاختصاص العالميّ. كما يمكن اعتبار تلك الأعمال من الأركان المؤسسة للجرائم مثل التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
ويعرِّف النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي اعتمد في تموز 1998، الترحيل والنقل بمثابة جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية (الموادّ 8-2-أ-7 و8-2-ب-8 و7-1-د من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية). وكذلك، فإن قيام دولة الاحتلال بنقل سكانها المدنيين (المستوطنين) إلى منطقة محتلة يعتبر جريمة حرب (المادة 8-2-ب-8). ويمكن أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية أحكامها على مرتكبي هذه الجرائم.
«من النيل الى الفرات»
في كلمة ألقاها أمام الجنود الذين كانوا يستعدون لدخول الجيب الفلسطيني، دعا عميخاي فريدمان، الحاخام في الجيش الإسرائيلي، علناً إلى ضم لبنان. وقال: «هذه الأرض لنا، الأرض كلها، بما في ذلك غزة، بما في ذلك لبنان».
كما دعت دانييلا فايس، الشخصية اليمينية المتطرفة ورئيسة بلدية كيدوميم السابقة، وهي مستوطنة في الضفة الغربية، إلى «غزو لبنان» فور انتهاء الحرب في غزة. وبالنسبة لفايس، فإن أراضي لبنان جزء من «الأرض الموعودة» للشعب اليهودي، والتي تمتد «من النيل إلى الفرات». وبالتوازي، هدد الصحافي الإسرائيلي المولود في لبنان، إيدي كوهين، اللبنانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن المناطق اللبنانية، بما فيها فاريا وكسروان، سيكون لها نفس مستقبل غزة.
2024-09-10