المنــــــاضل صــــــــلاح جـــــــــــــديد!
غيــــــمة محــــــملة بالمــــــطر لكنـــــــها لـــــــم تمـــــــطر؟

محمد محسن
عاصرته منذ صيف عام / 963 / تاريخ انعقاد أول مؤتمر قطري لحزب البعث، وكنت العضو الأصغر سناً فيه، وعضواً في قيادة الفرع، حتى تاريخ 13 / تشرين ثاني / 970 / تاريخ سجنه؟؟؟
(1)
عندما تكتب عن هذه الشخصية المتفردة في عصرنا، يجب أن تجلس بتبتلٍ، وصفاء ذهن، وتُفَكِّرَ مسترجعاً تاريخ هوشي منه، ومنديلا، وكاسترو، عندها تُهيؤ نفسك، ووعيك، للكتابة عن هذه الشخصية النوعية، لأنه يحمل في مكنونات وعيه العقلاني، وهرم قيمه، صدق انتماء هذه الشخصيات التاريخية المناضلة، ونبالتهم، وصدق انتمائهم للثورة، وتواضعهم، ويتميز عنهم، و(لا يمتاز)، بطلته البهية، ووجهه الجميل، الباسم، مع مسحة من البراءة، والتواضع، ومع كل هذه الخصائص، تحيط به هالة من الرهبة والوقار.
وعندما تدخل إلى مكتبه، لا ينهض فقط واقفاً، بل يتحرك خارج طاولة المكتب ليسلم عليك ويرحب بك، مع بسمة تشعرك بجلال الشخصية، ورهبة المكان، وإن أراد أن يستمع لوجهة نظرك، لشكواك، يستمع بكل إصغاء، واهتمام، وإن تحدث يتحدث بمنتهى الدقة، والجدية، والهدوء، والإحساس بالمسؤولية، جادٌ في طرح عباراته والغايات منها، أما في القضايا الحزبية، أو القرارات الحزبية، فقراراته جازمة حازمة، لا تقبل التأويل أو التفسير، حتى ولا التأجيل، وعندما ينهض لوداعك، تشعر بأن هذه الشخصية متفردة، في استقباله، وإصغائه، وحواره، وجدية حديثه، ووداعه.
كانت تنقله من منزله إلى مكتبه، سيارة (فولكس فاكن) {زلحفه}، يقودها سائق وبدون مرافق، لم يستخدمها أي فرد من أفراد أسرته، طوال سنوات حياته، لا في داخل دمشق، ولا في رحلاتهم خارج دمشق، بل كانت أسرته أولاده وزوجته، يذهبون بسيارات عامة كأي مسافر وبأجر عادي، حتى عندما يذهبون إلى الضيعة، أو إلى أي مكان آخر.
وكان هذا الالتزام ملزماً لكل حزبي قيادي، وحتى للوزراء في زمن رئيس الوزراء رفيقه المناضل يوسف زعين، حيث كان ممنوعٌ على الوزير استخدام سيارة الوزارة، خارج الدوام الرسمي بدون مهمة؟، وكان محظوراً على أولاد الوزراء، وزوجاتهم، استخدام سيارات الوزارة لأي عمل شخصي، بل على السائق إعادة السيارة إلى مبنى الوزارة مساءً؟ حتى أن المناضل المرحوم رئيس الجمهورية، المناضل نور الدين الأتاسي، كان يستخدم سيارة عادية، ومعه سائق ومرافق فقط.
وهذا النهج كان متبعاً من جميع الموظفين الإداريين وغير الإداريين، إلا من كان به نزعة غير منضبطة، بهذه القيم الوطنية، والأخلاقية، وصارحني الضابط الكبير المحترم، (اللواء علي حيدر) أن القائد صلاح جديد، شاهده مرة في مبنى القيادة القطرية، في أوقات الدوام، فقال له (ماذا تفعل هنا وتترك قطعتك يا علي).
أعتذر: (فمهما حاولت التدقيق في قيم هذه الشخصية، سيبقى تعبيري قاصراً)
(سأتابع)
2025-05-10