التطبيع الثقافي على الصعيد العربي!
الباحث محمد محفوظ جابر
تعريف التطبيع كما أقرته لجنة مقاومة التطبيع للنقابات المهنية والتي رابطة الكتاب الأردنيين هي إحدى هذه النقابات، والمنشور في نشرة المقاومة العدد 22 الصادر في ايار 1999.
تعريف التطبيع :
“هو كل فكر أو قول أو عمل اختياري، أو صمت عن أو قبول لفكر أو قول أو فعل يؤدي إلى ويعمل على إزالة حالة العداء مع المحتل الصهيوني الدخيل، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، خضوعاً أو قبولاً لسياسة الأمر الواقع، أو اقتناعاً بها، أو لأية أسباب أخرى، ويضفي على وجود هذا العدو أية نسبة أو شكل من أشكال الشرعية على الأرض التي اغتصبها، ويكرس ملكيتها أو السيادة عليها، هو تطبيع”.
وقد رفع رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق ، الجنرال موفاز شعار “كي الوعي” معلنا الحرب الثقافية لأنها تختزن الذاكرة الحية والانتماء القومي والتاريخ العربي الذي يحصن قلعة الصمود في الصراع العربي الصهيوني.
رغم ذلك هناك معاول هدامة تخلق شروخا في الجبهة الثقافية في الوطن العربي لأسباب واهية علينا الانتباه لها ومقاومتها وعدم السماح لها ان تشق الصف الوطني والقومي الذي يوجه عمله لحماية وعي الامة من السقوط في هوة التطبيع وشرعنة الاحتلال.
1- حوار الأديان :
ان العمل على تعزيز حوار الاديان الثلاث السماوية، هو حوار سياسي هدفه التطبيع بين اصحاب هذه الاديان لإزالة حالة العداء بينهم، والحديث يدور عن دين إبراهيمي جديد تنصهر فيه الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية لأهداف سياسية، من هنا جاء طرح الديانة الابراهيمية والسلام الابراهيمي. وضمن هذا الدين تتعايش شعوب المنطقة دون حفاظ على هويتها الوطنية الخاصة، علما بان ابراهيم لم يكن لديه دين سماوي ولكن تسويقه سيتم بناء على الايمان به من الثلاث ديانات، وبالمناسبة هو ليس جد العرب ولا ابنه اسماعيل.
وجرت الاتفاقات الإبراهيمية بين كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، مع الكيان الصهيوني.
- أقامت الإمارات بيت العائلة الإبراهيمية المكون من مسجد للمسلمين وكنيسة للمسيحيين وكنيس لليهود في مكان واحد. و دعت الإمارات لصلاة مشتركة بالتنسيق مع الكيان الصهيوني.
- تكرر المشهد في العراق عندما زاره بابا الفاتيكان فرنسيس من5-8/آذار 2021، واقام صلاة موحدة لجميع الديانات في مدينة ” أور” الأثرية الكلدانية والتي تم ربطها بمسقط رأس النبي إبراهيم، وهذا يؤكد ان الفاتيكان لعب دورا كبيرا في الحوارات الدينية من اجل الاعتراف بحق الكيان الصهيوني على ارض فلسطين المحتلة.
وفي النهاية، اعتقد أن ذلك تمهيدا للتغيير الذي سيجريه الكيان الصهيوني في أرض الحرم القدسي، الذي يضم المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة وسوف يبنى الهيكل وكنيسة ليصبح المكان بيتا للعائلة الابراهيمية. علما بأن الانجيليين يؤمنون بضرورة بناء الهيكل من اجل عودة المسيح. وحتى يتحقق مشروع “الولايات المتحدة الابراهيمية” لابد من تغيير ثقافة الشعوب في المنطقة.
2- مراكز الأبحاث والدراسات:
تقوم مراكز دراسات وبُحوث الكيان الصهيوني في ابتداع وسائل وأساليب التأثير في الرأي العام العالمي والعربي منه بشكل خاص، وتحريف الحقائق والوقائع، وتَشْوِيه المُقاومة، عبر التضليل الإعلامي للشعوب وتوظيف شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات. كما تقوم بدور تطبيعي وتجسسي في الوطن العربي.
على هذه الارضية كان قيام المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة عام 1982م، ليكون مركزا لنشر الثقافة الصهيونية في مصر، وملتقى للأكاديميين والمثقفين الإسرائيليين بنظرائهم المصريين، ومصدرا للحصول على الكتب والدوريات العبرية لطلبة أقسام اللغة العبرية بالجامعات المصرية، ومكانا لإلقاء المحاضرات، وعقد الندوات المفتوحة للجمهور المصري، وكذلك: - تقديم المنح الدراسية الجامعية والتخصصية للشباب المصري من جامعات الكيان الصهيوني ومعاهده.
- دعم بعض الكتاب المطبعين، ماليا واغراؤهم بالجوائز الدولية، وطباعة كتبهم وتوزيعها وترجمتها الى عدة لغات.
- تمويل مؤسسات إعلامية (صحف، وقنوات تلفزيونية، ومحطات إذاعية، مواقع إلكترونية…. إلخ)، لترويج التطبيع والمطبعين.
**ويرتبط بالتطبيع الثقافي قيام العدو الصهيوني بطلب المسئولين المصريين ضرورة استرداد مزامير النبي داود واستعادتها باعتبارها تخص اليهود وحدهم وهي أقدم وأكمل نسخة عثر عليها حتى الآن.
**في 24/9/2021 تحت عنوان “السلام والاسترداد” نظم “مركز اتصالات السلام” ومقره نيويورك، في أربيل كردستان مؤتمر تطبيعي، حضره أكثر من 300 شخص من شيوخ عشائر ومثقفون وكتاب من ست محافظات في العراق، وحضر المؤتمر السفير دينيس روس، المبعوث الأميركي السابق للسلام في الشرق الأوسط وثلاثة شخصيات يهودية اسرائيلية، من بينهم تشيمي بيريز حسب وكالة فرانس برس. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر: “نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات (أبراهام). وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة “إسرائيل”، فنحن أيضًا نطالب بعلاقات طبيعية مع “إسرائيل” وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار”.
وانضمّ باحثون إسرائيليّون من جامعة بار إيلان ومعهد أبحاث البحار في مدينة إيلات، إلى باحثين من عدة دول عربية، للمشاركة في مركز أبحاث سويسريّ متخصّص بـ”إنقاذ الشعاب المرجانيّة” في البحر الأحمر.
بينما كتب رفائيل أهرين في 13 يونيو 2018، حسب صحيفة نيويوركر:
بدأت العلاقات عندما سعت الإمارات العربية المتحدة لشراء طائرات مقاتلة من طراز “أف -16” من الولايات المتحدة خلال ولاية بيل كلينتون الأولى.
وطلب جيرمي إيساخاروف –دبلوماسي إسرائيلي يعمل من سفارة واشنطن حينها – “فرصة لمناقشة الأمر مباشرة مع الإماراتيين.
واتصلت مؤسسة فكرية مدعومة من الحكومة في أبوظبي “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”، للحوار حول صفقة طائرات “ف -16″، سنة 1995، ثم أصبحت قناة للاتصالات مع الكيان الصهيوني.
3- الاعلام
كلُّ اتفاقيّات التطبيع مع العدوّ، وما تلاها من “اتفاقيّاتِ تعاون”، نصّت على التطبيع الثقافيّ والإعلاميّ.
وهناك من يرفع شعار “معرفة الآخر”، أو مقولة” اعرف عدوك ” كمبرر للحوار عبر الاعلام، ولكن مقاومة التطبيع ترفض هذه المبررات، لأن هناك وسائل اعلام ومراكز دراسات جادة، قادرة أن تزودنا بالمعرفة عن خطورة الحركة الصهيونية وأهدافها.
لماذا نرفض الحوار على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، الرد هو كما يقول غسان كنفاني: أننا في حالة حرب مع هذا العدو، ومقاطعتنا له ليست نابعة من موقف وجداني، لكنها نابعة من طبيعة المواجهة التي نعيشها ضده، وهذه المقاطعة، هي في حد ذاتها وجهة نظر وموقف. إن الجلوس مع العدو – حتى في استديو تلفزيوني- هو خطأ أساسي في المعركة، وكذلك فإنه من الخطأ اعتبار هذه المسألة مسألة شكلية.
لقد أصبحت وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي مصدَرًا رئيسيًّا للأخبار وللتثقيف السياسي، ما أَسْهَمَ في إضْعَاف ثقافة المقاومة، بسبب الهيمنة الامبريالية الصهيونية عليها ورقابتها المشددة على كل ما ينشر واجراءاتها الصارمة بحق من يعارضها.
وكشف الخبراء عن إنشاء المخابرات العسكرية الإسرائيلية قسماً لرصد الشباب العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقومون بالدخول بأسماء عربية للتعارف بهدف تجنيدهم.
ويصل التطبيع الاعلامي الى حد تشويه المصطلحات والمفاهيم حيث يتم الاعتماد على المصطلحات الصهيونية بدل التسميات والمصطلحات العربية بقصد او بدون قصد ، وهي في الغالب تشوه حقيقة الصراع ومن الأمثلة على ذلك :
-“الخط الاخضر” بدلا عن ” فلسطين المحتلة 1948″ يهودا والسامرة بدلا عن الضفة الفلسطينية وحائط المبكى بدلا عن حائط البراق ـ هيكل سليمان بدلا عن المسجد الأقصى وغيرها….
أعلنت مجموعة “يسرائيل هيوم” الاسرائيلية الأحد، ان باحثة وصحفية سعودية تعمل في الامارات انضمت إلى فريق عملها. وقالت الصحيفة إنها ستعمل كمعلقة سياسية وكاتبة عمود في الصحيفة التي تصدر يومياً.
4- السياحة
ومن اخطر العمليات التطبيعية في السياحة ما يلي: - زيارة القدس وربطها بشعار” زيارة السجين لا تعني الاعتراف بالسجان” واستخدم الشعار لتشجيع العرب على زيارة القدس، وكأنّ أخذَ الإذن أو التصريح من سلطات الاحتلال او عبر سفاراتها، بزيارتها ليس تطبيعًا مع هذا الاحتلال!
ان الخطر يكمن بتقبل زيارة القدس وهي تحت الاحتلال والموافقة على وجود العدو الصهيوني فيها كشكل طبيعي.
فهل سألتم انفسكم لماذا لا يسمح للفلسطيني ان يزور القدس بينما يسمح للعرب والمسلمين بزيارتها؟ - يوجد في الدول العربية عدد كبير من المقامات الدينية تحتوي بعضها على قبور، وكذلك أضرحة لأولياء صالحين ويتكرر اسم المقام أو الضريح في أكثر من بلد عربي مما يؤكد عدم علمية وتاريخية هذه الأماكن، ويتواجد عدد كبير منها في مساجد إسلامية، مثل ابراهيم وموسى ويوسف….
وقد استغل الكيان الصهيوني ذلك بنسب بعض المقامات والأضرحة الى اليهود وشجع التطبيع على تثبيت حقهم بالصلاة في تلك الأماكن، ومنها ما يسمى “ابو حصيرة” في مصر وقد اشترى اليهود الارض المحيطة بالمقام والسؤال هل تتسع لتصبح مستوطنة؟ وهناك جزيرة جربة في تونس التي بها مقام امرأة مجهولة، ادعى الكيان انها يهودية ويجري الحج اليها سنويا، وفي العراق والمغرب وغيرها…..
وبينما جاء بتاريخ 11/8/2009 في “فلسطين- الحدث”:
حسب صحيفة “يديعوت احرنوت” كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن أن مجموعة سياحية أولى من دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تضم 15 سائحًا ستنزل في مستوطنة “افيكم” المقامة على اراضي قرية فيق في مرتفعات الجولان، حيث سيقوم أفراد المجموعة بنزهة حول بحيرة طبريا والاطلاع على طبيعة الحياة في التعاونية (الكيبوتس الإسرائيلي) التي سيقيمون فيها لمدة أربعة أيام.
فقد نشر موقع عرب 48 بتاريخ 13/12/2014
علم من مصادر مطلعة وجود خط طيران سري بين تل أبيب وشركة طيران أبو ظبي منذ شهور، إذ تهبط طائرات الشركة الخليجية في مطار اللد (بن غوريون) وخصص لها مساحة خاصة بعيدة عن الأنظار، هذا قبل التطبيع العلني.
واشتركت شركة كيميدار السياحية مع شركة زيم الإسرائيلية للسياحة، وفي إطار التعاون المشترك بين الشركتين أعلنت شركة كيميدار فتح الباب رسمياً لاستقبال وفود السياح الإسرائيليين، لزيارة المعالم السياحية بمصر وقضاء الإجازات على شواطئها.
ويجري التطبيع السياحي عبر:
1ـ تنظيم رحلات جوية مباشرة وتنظيم خطوط نقل برية
2 ـ نشر الاعلانات التجارية في جميع وسائل الاتصال المختلفة
3ـ استغلال الآثار التاريخية والدينية لدخول العرب والمسلمين لزيارتها
4- تسهيلات دخول اليهود للدول العربية والاسلامية لزيارة اضرحة بمسميات يهودية في الدول العربية .
5- الأدب و الأدباء:
هناك مجموعة من المفكرين والأدباء، شعراء وكتاب، قد وصلوا اعلى درجات الشهرة وحصلوا على جماهيرية عالية بين العرب، قد مارسوا التطبيع مع العدو، فشكلوا خطرا على ثقافة الامة العربية، وعلينا ان نركز على خطورة انتشار كتبهم الادبية، وعدم الترويج لكتاباتهم مهما كانت جيدة ادبيا.
ومن مظاهر التطبيع بين الكتاب والادباء:
ـ تبادل الزيارات بين الأدباء والكتاب الاسرائيليين والكتاب العرب - حضور مشترك للمؤتمرات والندوات
ـ المشاركة في معارض الكتب.
بعد اتفاقيّات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة، حصلتْ زياراتٌ متبادلةٌ للمثقّفين والعلماء، وفي سنوات التطبيع الأولى شارك المصريون في توفير الكتب لمعرض الكتاب في مدينة حيفا.
ولعل أخطر الإصدارات كان إصدار ” رحلة الى إسرائيل”، فهو نموذج لعملية غسيل المخ، حيث يقدم نفسه مناضلاً من أجل السلام والحرية الفردية.
وأوردت جريدة «الوطن» السورية في عددها الصادر يوم 28/1/2009 أسماء عدد من الكتاب السوريين، كما ضم التقرير أسماء لبنانية وأخرى خليجية، واشارت الى أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني أوصت بنشر مقالات هؤلاء الكتاب، على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الإسرائيلية! لأن هؤلاء يعتبرون «سفراء إسرائيل لدى العرب»، وبما اننا نقاطع السفارات الصهيونية، علينا ان نقاطع هؤلاء السفراء ايضا.
6- التعليم:
لقد لمسنا دور الحركة الطلابية في العالم بفضح السياسة العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، بينما لم نلمس دورا للحركة الطلابية العربية تجاه ذلك. وهذا يتطلب جهدا كبيرا من الاهتمام بالحركة الطلابية العربية.
ضمن اتفاقيات التطبيع العربي الصهيوني تلتزم الانظمة العربية بما يلي: - حذف المواد التي تنتقد كيان الاحتلال من الروضة حتى الجامعة
- تطوير التعليم بإلغاء التربية الوطنية والآيات التي تحرض على الجهاد
- اعادة النظر في الجغرافيا والتاريخ ووضع خارطة “اسرائيل”
وتقوم بعض الجامعات العربية بالتنسيق مع جامعات العدو ضمن الآليات التالية:
ـ البحث العلمي المشترك ـ تبادل زيارات أساتذة الجامعات ـ انتداب أساتذة من جامعات العدو ـ مؤتمرات علمية ـ قبول طلاب من الطرفين، ولا يخفى على أحد ما يتضمنه هذا التطبيع، من خطر على تنشئة الاجيال الصغيرة.
يؤكد خبراء بالشأن الإسرائيلي أن ” الموساد ” قام باختراق 15 جامعة مصرية، وهي التي تقوم بتدريس اللغة العبرية، وتواصل مع عدد من الطلاب بها بالفعل. ماذا عن الجامعات العربية الأخرى التي تدرس العبرية.
بعضُ كتب الجغرافيا التي تدرَّس في المدارس العربية، تضع عبارة “فلسطين المحتلّة”، وبعضها حذفت هذه العبارة، والنموذج الاخير يضع كلمة “إسرائيل”، وهذا انتشر في مدارس التطبيع العربي الرسمي والخاص، وهناك مشروع لتدريس “الهولوكوست اليهودي”، المشكك في صحته وعدم مصداقيته.
7- الترجمة
يزداد الإقبال بشكلٍ كثيف على تعلّم اللغة العبرية في الدول الخليجية، ويقال ان كلمة “شالوم” تُسمعُ كثيراً في شوارع دبي.
والترجمة من اعقد الامور التطبيعية وعليها خلافات بين المقاومين للتطبيع سواء الترجمة إلى العبرية، او الترجمة من العبرية، ولكن حين يكون المقياس هو أي ترجمة لمواد عبرية تخدم الاعتراف بكيان العدو وتعترف بشرعيته هي تطبيع، يصبح المضمون هو الأساس، عندها نضع الامور في نصابها الصحيح.
تأت الترجمة من دراسة اللغة العبرية في الجامعات والمعاهد، ومن هنا كان اهتمام العدو بالعلاقة مع تلك المؤسسات وطلاب اللغة والعمل على تجنيدهم لصالحه.
وتم اختراق الثقافة العربية، بترجمة روايات اسرائيلية الى العربية، منها للكاتب الإسرائيلي جبرائيل بن سمحون، ترجمها أكاديمي مغربي، وهي قصة حب تعترف بصحة الهولوكوست.
وكانت أطروحته لنيل الدكتوراه في موضوع: ((المرأة في الانتاجات الادبية لجبرائيل بن سمحون- ترجمة و تحليل))، وقررت اللجنة منح الباحث درجة الدكتوراه بميزة : (مشرف جدا)، والتي نوقشت يوم 27/11/2015.
سئل المغربي، هل يمكن أن نصف أدب جبرائيل بن سمحون بالأدب المغربي العبري أم أنه أدب إسرائيلي بنكهة مغربية؟ وكان رده: بالطبع، يمكن تصنيف كتاباته الأدبية ضمن خانة الأدب المغربي، هذه مفاهيم تطبيعية دخيلة، اليس هو مستوطن صهيوني على ارض فلسطين.
فقد شارك والده بحرب 1948، وخدم بن سمحون في الجيش الاسرائيلي، في وحدة “كتيبة المظلات” 890، تحت امرة رافول وايريك شاحان واشترك في العدوان الثلاثي على مصر. اين انتمائه إذن؟
8- في مجال الفن
التطبيع الفني يشمل الموسيقى والغناء، الرسم والنحت، التمثيل السينمائي والمسرحي والتلفزيوني.
إن التطبيع الفني يستمد خطورته من خطورة الدور الذي يقوم به أهل الفن – وعلى رأسهم الممثلون والمطربون.
فإن أثر سقوط الفنانين العرب في مستنقع التطبيع، يمتد الى الجماهير العربية من المحيط الى الخليج، اضافة للبلبلة التي تثار مع كل حدث تطبيعي.
في سبتمبر/أيلول 2017 شاركت المغنية الإسرائيلية فازانا في مهرجان طنجة في المغرب لموسيقى الجاز، والمثير للتعجب أنها لم تكن فقط مغنية إسرائيلية بل كانت أيضا مجندة في قوات جيش الاحتلال.
التطبيع العربي على مستوى السينما، حيث شهد مهرجان حيفا السينمائي الإسرائيلي في عام 2018 عرضا لثلاثة أفلام مغربية. ومشاركة فيلم في مهرجان “تل أبيب” للأفلام الوثائقية 2020، وتم توظيف المخرج لقضية هجرة اليهود المغاربة إلى فلسطين في أفلامه لتطبيع الصهيونية وترويجها.
اما المسلسلات التطبيعية، أبرزها وأخطرها مسلسل “فوضى” الإسرائيليّ الذي يروّج ويشرعن جرائم حرب فرق الموت “المستعربين” في جيش الاحتلال، وشارك فيه ممثلون عرب، ومنها مسلسلات خلال شهر رمضان 2020 .
ويتم التطبيع الفني من خلال:
1- التمثيل في افلام تطبيعية او مشاركة صهيونية
2ـ عرض الأفلام الصهيونية والتطبيعية في دور السينما العربية
3ـ دعوة الفرق الفنية للمشاركة في مهرجانات وحفلات في فلسطين المحتلة.
9- الرياضة
الرياضة ايضا ساحة من ساحات مقاومة التطبيع، فقد رفض عدد كبير من اللاعبين العرب، اللعب عندما يكون المنافس لاعب صهيوني او فريق في البطولات والمنافسات الدولية، ورفضوا خطاب “الرياضة من أجل الرياضة”، بينما قبل به العديد من الجمعيات والمؤسسات الرياضية الدولية حتى تبّناها التطبيع العربيّ.
في مقابلة مع صحيفة «عرب نيوز» السعودية الناطقة بالإنجليزية، علقت المستوطنة الإسرائيلية على مباراتها مع اللاعبة السعودية في أولمبياد طوكيو بالقول: «لا يوجد علاقة بالسياسة، كانت مباراة جيدة».
وقد سقطت الاتحادات الرياضية الدولية الـ “فيفا” والـ “ويفا” واتحاد الجودو الدوليّ وغيرها، في مستنقع الازدواجية في المعايير، فمن ناحية، رفضت أي محاسبة أو إقصاء لدولة كيان الاحتلال والعنصرية الإسرائيلي، رداً على جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وأوقعت أقصى العقوبات التعسفية بحقّ بعض الرياضيين الذين رفضوا التطبيع معه، ومن ناحية ثانية، سارعت ومنذ الأيام الأولى للحرب الروسية في أوكرانيا، بإقحام السياسة في الرياضة وتشجيع ومكافأة الفرق والرياضيين الذين قاطعوا روسيا والروس، وهكذا سقط شعارهم في الرياضة.
في شهر مايو 2018 تمت مشاركة دراجين بحرينيين في ماراثون أُقيم بـ”إسرائيل”، وهي سابقة تنطوي على درجة عالية من الخطورة.
من ناحية اخرى، ظهرت وفود إسرائيلية في مسابقات دولية رياضية، ومؤتمرات ثقافية وعلمية دولية في عواصم عربيةعديدة.
** قدمت في ورشة اقامتها لجنة مقاومة التطبيع/ رابطة الكتاب الاردنيين
بتاريخ 14/9/2024