الاطماع الاماراتية بسقطرى!
فهمي اليوسفي .
لا غرابة ان يلمس الجميع راهنا تحركات واسعة ومتسارعة للإمارات في ارخبيل سقطرى كمقدمة لضمه للسيادة الاماراتية خصوصا في ظل إخفاق الغرب بأوكرانيا وعجزهم من إضعاف الدب الروسي وايضا في ظل حرب الابادة الشاملة التي يقودها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وكذا اللبناني وبحكم عجز الناتو من إيقاف الضربات التي توجهها صنعاء وبقية فصائل محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني والمساندة لفلسطين ولبنان .
لا غرابة ان يلمس الجميع تغيير ديمغرافي في هذا الارخبيل او نقل اسلحة غربية ووسائل اتصالات تجسسية تتولى الاشراف عليها ابوظبي في هذا الارخبيل .
لو عدنا لجزء من ارشيف الماضي سنجد اطماع الغرب في سقطرى قائمة ويجري العمل عليها دون ضجيج من الماضي للحاضر .
ياسادة ياكرام، من المسلمات ان يكون هذا التحرك الاماراتي بتنسيق مع الغرب واسرائيل وبالتعاون من كافة مرتزقة الداخل لان الغرب لاكثر من ١٥عام وهو يعد ويحضر لبناء قواعد عسكرية بهذه الجزيرة لصالح الكيان الصهيوني، والعمل جاري حتى يومنا هذا بحيث يتمكن الطامعون من سلخ هذا الارخبيل من الجسد اليمني لتصبح سقطرى ليست تابعة للسيادة الاماراتية بل من العمق تصبح خاضعة لإدارة صهيونية ١٠٠% .
الكثير من المعطيات عن اطماع الغرب واسرائيل بهذا الارخبيل تتحدث عن ذاتها من الماضي للحاضر وليس من السهل سرد هذا الموضوع عبر هذه السطور مع اننا كنا قد تناولنا الاشارة اليها والحديث عنها عبر مختلف وسائل الاعلام قبل وبعد ٢٠١٥م وتطرقنا لذلك بالتفصيل الممل حتى على مستوى اعداد الغرب لبناء مطار عسكري يخصص لحاملات الطائرات بي ٥٢ بدلا عن مطار مدغشقر ونقل اللادار الثاني من البحرين لهذه الجزيرة .
لا غرابة ان يلمس الجميع نقل ومجاميع عسكرية غربية واسرائيلية لهذه الجزيرة خلال هذه المرحلة وبشكل واسع ومتسارع تحت غطاء اماراتي ومن الباطن اسرائيلي وبمباركة من اجندات العمالة والارتزاق من الداخل. فكل شيء وارد . لان هذا الارخبيل اصبح خاضعا لاحتلال اماراتي وفيها وحدات عسكرية غربية واسرائيلية وطالما ( الامارات ) هي مطبعة مع اسرائيل فمن الطبيعي ان يكون تحركها الواسع والمتسارع مسنود من الغرب واسرائيل وبتنسيق من مرتزقة العدوان .
الغريب في الامر ان البعض ممن لديهم فائض من الغباء يقول لماذا لا يكون هناك تحرك او اعتراض من حكومة الشرعية وكأنهم لم يفهموا انها حكومة مرتزقة ومطبعة مع الكيان الصهيوني ؟ مع ان من يطرح هذا السؤال قد يكون لديه قصور بالتفكير من جهة لكن عليهم ان يدركوا ان المرتزق همه ليس وطن بل همه ووطنه ودينه ومذهبه من يدفع الكاش فقط لاغير وعليهم ان يأخذوا ببالهم ان اجندات العمالة والارتزاق هي جزء من الجريمة التي تستهدف الجسد اليمني وان الصمت عن ما يجري بكل المحافظات الخاضعة للاحتلال ومنها سقطرى من تحركات اماراتية إسرائيلية غربية هي جريمة بحق اليمن حاضرا ومستقبلا . وهنا بعين العقل فإن ثوابت الدستور القرآني تقول للعيان ( لقوم يعقلون . يفكرون . يتفكرون . يتأملون ) اذا لن يكون هناك اي اعتراض من حكومة الشرعية لأنها حكومة مرتزقة ولان المرتزق من المستحيل ان يقول لا على اي تحرك لأبو ظبي لانهم مؤامركين من القاع حتى النخاع متصهينون حتى العظم بل هم مطبعون ويتم ادارتهم من الغرفة المشتركة للغرب واسرائيل والامارات والسعودية . ليعلم الجميع ان اسرائيل هي صنعتها بريطانيا وان الامارات هي صناعة بريطانية وان من يعملون مع ابوظبي هم يعملون مع اسرائيل .
هنا اكثر من سؤال يطرح ذاته
لماذا سبق هذا التحرك لأبوظبي حملة اتهامات لروسيا وايران بأنها تزود صنعاء بوسائل ومعدات عسكرية لصناعة الصواريخ فمن لم يسمع الرئيس الاوكراني يكيل هذه الاتهامات قبل ايام ؟ اليست تلك الاتهامات هي مقدمة لهذا التحرك الاماراتي ؟
ولماذا هذا التحرك اليوم اصبح بشكل متسارع وواسع تزامن راهنا مع واقع المعركة التي تخوضها روسيا ضد الغرب في اوكرانيا وخوض فصائل المقاومة الفلسطينية واليمنية والعراقية وحزب الله ضد الكيان الصهيوني ومع ذلك يدرك الكثير ان كل الضغوطات التي استخدمها الغرب ضد صنعاء اصبحت فشنج مع ان ذلك يمثل انتصارا لصنعاء ولحكمة قائد ثورة ٢١ سبتمبر حفظه الله وان التهديد والوعيد لم يوثر شئ بل اصبحت صنعاء تلاحق وتستهدف المدمرات الغربية في البحر العربي والاحمر والصواريخ الفرط صوتية والمسيرات لعمق الكيان الصهيوني دون توقف ؟ وهذه إهانة لفخر السلاح الغربي برمته .
الجواب بإختصار ان الغرب شعر بالفشل في اوكرانيا مما دفعهم لإرسال المستشار الالماني لروسيا بهدف ايقاف التقدم الروسي في العمق الاوكراني بإعتبار فشل الناتو بأكرانيا يعني انتصار للروس وفي حال توقفت الحرب بين كييف وموسكو سيكون عاملا لاقتراب الدب الروسي للشرق الاوسط وهذا سوف يترتب عليه فشلا للغرب في الشرق الاوسط . لهذا السبب وجه الروس مؤخرا تحذير لإسرائيل من اي توغل عسكري في سوريا الامر الذي يجعل الناتو مستمرا من عزل اي دور روسي في المنطقة بل يحاول استكمال تحقيق اهدافه العسكرية في ارخبيل سقطرى بغطاء اماراتي خصوصا بعد عودة النفوذ الروسي لجزء من افريقيا بإعتبار اقتراب الروسي يعني اخفاق لمطامع الغرب في الشرق الاوسط ابرزها في سقطرى ..
إذا تعتبر حملة الاتهامات ضد صنعاء والتي روجتها وسائل اعلام الامبريالية هي بلا شك مقدمة للتحرك الاخير للإمارات في سقطرى حتى يظل العامة يلتفتون لتلك التهديدات او الاتهامات ولا يلتفتون لهذا التحرك الاماراتي وماهي اهدافه العميقة ومن يقف خلفه وكيف يتم مواجهته ومن يقف خلفه ؟
على هذا الاساس استمرارية صنعاء بمساندة لبنان وفلسطين والتطوير المستمر للمكنة العسكرية هي جزء من مواجهة هذا التحرك يتطلب ايضا تخصيص جزء من النشاط الثقافي والسياسي والعسكري والاعلامي لمواجهة تحرك الامارات في سقطرى وغيرها ونقول لهم بأعلى صوت ارخبيل سقطرى يمنية وليست اماراتية وان من يرفعون علم الامارات في ارضنا او يستقبلون عسس ابن زائد بسيادة اليمن جريمة وخيانة وطنية على قاعدة من فرط بارضه فرط بعرضه والرد عليهم واجب وطني وجهادي وايماني . .
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
2024-11-20