أين المتهم؟
ونيسة أحمد محمد مقبل*
من المخطئ الحقيقي ياترى هل هي نعجة خرجت عن القطيع؟ أم الذئب الجائع؟ أم الراعي الذي غفل عن نعاجه؟
أسئلة تطرح نفسها في كل قضية أسرية تنشر فيها أسرار الأسرة وضياع الفتيات وتيهان الشباب الذي بسببه تدمرت كل المجتمعات والشعوب.
من المعروف أن الأسرة هي لبنة المجتمع الأولى وأهمها، عندما تنشئ الأسرة في أسس صحيحة يكون المجتمع صحيح نقي من الفتن والثقوب المدمرة وطاهرًا من الفساد والضياع والمسؤولية على الجميع.
حينما نسمع عن فتاة باعت نفسها أو انتشرت صورها أو أنها غرقت في مواقع التواصل مع الشباب وأخرى تبحث عن الحب هنا وهناك، وشباب أدمنوا المخدرات والكثير من القضايا التي وصلت للسرقة والقتل كل هذه المصائب هي ممتدة المفعول والتأثير في المجتمعات وتدميرها.
والسؤال أين المتهم؟ هل هو ذلك الذئب الجائع الذي انقض على فريسته دونما تفكير وريث أو خوف من عقاب الله وتداول الأيام؟، أم نعجة ابتعدت عن القطيع تبحث عن شيء لم تجده في مجتمعها الصغير وقررت البحث عنه في المجتمع الأكبر دون وقاية وتوعية ومناعة ضد الأخطار ولم يكن عندها علم بالمثل الذي يقول:(إن رأيت أنياب الليث بارزة فلا تظن بأن الليث يبتسم) وهذه المسكينة رمت بنفسها في أحضان الذئب الجائع لينهش لحمها كيفما شاء وبأي طريقة تناسبه، أم هو الراعي(الأب والأم)اللذين انشغلا بنفسيهما ومشاكلهما وأشغلتهم الحياة بصروفها وتصاريفها ومصروفها فغفلوا عن الأمانة التي أعطاهما الله ظنًا منهم بأن الرعاية والإهتمام هو بتوفير أمور المعيشة وتكاليف الأكل والشرب والتعليم واللبس والدواء ناسيين أو متناسيين التربية العقائدية الدينية والنفسية الأساسية في بناء الشخصية الذاتية للفرد التي من خلالها يبني الإنسان ذاته على أساس يكون الميزان فيه تقوى الله ومعرفة الخير والصح للإنسان من كل الجوانب.
كلهم متهمون وكلهم مذنبون ومقصرون، ولكن الرعاة لهم النصيب الأكبر في الذنب والمسؤولية لأنهم هم القدوة والبناة وهم القادة في الأسرة، كما قال سيد الخلق محمد-صلى عليه وعلى آله وسلم-(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
كاتبات وإعلاميات المسيرة.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
2024-11-30