معنى انضمام سوريا للتحالف الدولي!
أضحوي جفال محمد*
وقّع وزير الخارجية السوري في البيت الأبيض على انضمام بلاده للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة (الارهاب)، وبذلك تكون سوريا الدولة التسعين في هذا التحالف المهلهل الذي لا يربط بينه رابط.
للوهلة الاولى يبدو أن حكومة سوريا بهذا الانضمام قررت تقديم العون للولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة، فيناقش المتناقشون صواب ذلك من خطئه، وفائدته من ضرره، ومقدار انسجامه مع الدين او القومية او الوطنية إلى غير ذلك. أما الحقيقة التي لا مراء فيها فهي العكس، فالأمريكان هم الذين قرروا تقديم العون للشرع في محاربة الارهاب، والارهاب هنا وبالدرجة الاولى ليس تنظيم الدولة وانما النصرة وأخواتها. الشرع يعلم علم اليقين أنه لا يستطيع بناء نظام سياسي قابل للاستمرار بهذه الادوات التي أوصلته إلى السلطة. نعم كان لها الفضل في تتويجه غير أنها باتت عبئاً عليه، داخلياً وخارجياً، فوجب التخلص منها. ولأنها ليست سيارة يتركها عند مدخل المطار ليحلق عالياً بات لزاماً عليه مواجهتها، والمواجهة تحتاج هذا التحالف وأثمانه السياسية الباهظة.
الشرع حزم أمره واتخذ قراره بالخروج من المعسكر الجهادي إلى النظام السياسي العربي، وعبّر عن ذلك بكلمات وتصرفات لا تقبل اللبس. وهو الان تحت الحماية الامنية الأمريكية. والفريقان، هو ورفاق الأمس، يستعدون للمعركة الفاصلة. فالسنة التي أمضاها في الحكم كانت المخاض الذي أخرجه من رحم القاعدة إلى سدة السلطة العربية التقليدية، واعتقد ان الاستعدادات بلغت نهايتها واقتربنا من الحسم.
( اضحوي _ 2282 )
2025-11-16